أعلن الهولندي آرني سلوت والبرتغالي روبن أموريم، مدربا ليفربول ومانشستر يونايتد، تشكيلة كل فريق للقاء كلاسيكو إنجلترا، المقرر له اليوم الأحد، على ملعب آنفيلد، في قمة لقاءات الجولة الثامنة للبريميرليج.
وشهد تشكيل ليفربول، البدء بالثلاثي الهجومي الناري كودي جاكبو وألكسندر إيزاك ومحمد صلاح، بينما يحرس المرمى الجورجي جورجي مامارداشفيلي، في ظل غياب أليسون بيكر للإصابة.
أما تشكيل مانشستر يونايتد، فشهد الدفع بالثنائي ماسون مونت وبرونو فرنانديز معًا في وسط الملعب، بينما يقود الهجوم الثلاثي بريان موبيومو وماتياس كونيا وأماد ديالو.
وجاء تشكيل كل فريق كالتالي:
ليفربول: مامارداشفيلي – كيركيز – فان دايك – كوناتي – برادلي – جرافينبيرخ – سوبوسلاي – ماك أليستر – جاكبو – إيزاك – صلاح
مانشستر يونايتد: لامينز – دالوت – دي ليخت – ماجواير – شو – برونو – كاسيميرو – مونت – أماد – كونيا – موبيومو
عداوة تاريخية
تُعدّ المواجهة بين ليفربول ومانشستر يونايتد من أكثر الصراعات الكروية سخونة وشهرة في العالم، إذ لا تقتصر على المنافسة داخل المستطيل الأخضر، بل تمتدّ إلى تاريخ طويل من العداوة الرياضية والاقتصادية والاجتماعية بين مدينتَي ليفربول ومانشستر، الواقعتين في شمال غرب إنجلترا.
تعود جذور هذا الصراع إلى القرن التاسع عشر، عندما كانت مدينة ليفربول من أهم الموانئ البريطانية وأكثرها ازدهاراً، في حين كانت مانشستر مركزاً صناعياً ضخماً يعتمد على ميناء ليفربول لتصدير بضائعه. ومع افتتاح “قناة مانشستر البحرية” عام 1894، أصبحت مانشستر قادرة على استقبال السفن مباشرة دون الاعتماد على موانئ ليفربول، ما أثار استياء سكان المدينة الساحلية وأشعل حالة من التنافس الاقتصادي الحاد بين المدينتين، تحوّل لاحقاً إلى عداوة متجذّرة انعكست بوضوح في كرة القدم.
بدأ التنافس الكروي فعلياً في مطلع القرن العشرين، حين تقابل الفريقان لأول مرة عام 1894 في دوري الدرجة الثانية. ومع مرور العقود، أصبح كلٌّ من ليفربول ومانشستر يونايتد رمزاً لهوية مدينته، ومعبّراً عن الكبرياء المحلي لجماهير الشمال الإنجليزي. وقد زاد هذا الصراع شراسة مع تزايد النجاحات المحلية والأوروبية لكل نادٍ، حيث تناوبا على فترات الهيمنة على الكرة الإنجليزية.
في السبعينيات والثمانينيات، سيطر ليفربول على المشهد الكروي الإنجليزي والأوروبي بقيادة أساطير مثل كيني دالجليش وإيان راش وجراهام سونيس، فحصد الألقاب المحلية والقارية واحدة تلو الأخرى، ليصبح النادي الأكثر تتويجاً في أوروبا في تلك الحقبة. في المقابل، عانى مانشستر يونايتد من تراجع واضح في الأداء والبطولات بعد رحيل مدربه الأسطوري مات باسبي، ما جعل جماهير ليفربول تتغنّى بتفوّقها التاريخي وتستفز أنصار “الشياطين الحمر”.
لكن الصورة تغيّرت جذرياً مع قدوم السير أليكس فيرجسون إلى مانشستر يونايتد في عام 1986، حين أعلن صراحة أن هدفه هو “إسقاط ليفربول عن عرشه”. وخلال 26 عاماً في القيادة الفنية، نجح فيرجسون في تحقيق وعده، إذ قاد يونايتد إلى عصر ذهبي توّجه بالعديد من الألقاب المحلية والأوروبية، ليصبح النادي الأكثر تتويجاً بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، قبل أن يعادل الريدز هذا الرقم في الموسم الماضي.
توتر شديد
ولا تخلو مباريات الفريقين من توتر جماهيري شديد، سواء على أرض الملعب أو في المدرجات، حيث تُعدّ مواجهة “ديربي إنجلترا” واحدة من أكثر المباريات متابعة على مستوى العالم.
وتتميّز بالحدة والندية، بغضّ النظر عن موقع الفريقين في جدول الترتيب. لطالما كانت هذه المباريات مليئة باللحظات التاريخية، مثل فوز ليفربول الساحق بنتيجة 7-0 في موسم 2022-2023، أو أهداف وين روني وستيفن جيرارد التي خلدت في ذاكرة الجماهير.
وفي السنوات الأخيرة، مع عودة ليفربول إلى القمة، واستمرار محاولات مانشستر يونايتد لاستعادة أمجاده، تجدد الصراع بشكل قوي.
وهكذا، تبقى العداوة بين ليفربول ومانشستر يونايتد أكثر من مجرد منافسة كروية، فهي صراع بين تاريخين، وهويتين، ومدينتين تريان في كرة القدم امتداداً لكرامتهما واعتزازهما. هذه المواجهة لا تعرف الهدوء، ولا تتأثر بالزمن، لأنها ببساطة تمثل جوهر كرة القدم الإنجليزية.