الطيب والشرس والقبيح.. أسلحة كونسيساو الفاسدة تمنح إنزاجي التفوق

BySayed

أكتوبر 24, 2025


تلقى الاتحاد ضربة قوية أخرى، في موسم كان يُفترض أن يكون استثنائيًا للعميد، بعد تتويجه بثنائية الدوري السعودي وكأس خادم الحرمين الشريفين خلال الموسم الماضي. 

جاءت هذه الضربة بخسارته 2-0 أمام غريمه الهلال، اليوم الجمعة، في كلاسيكو الجولة السادسة من دوري روشن السعودي للمحترفين، على ملعب الإنماء.

وجد الاتحاد نفسه في ورطة حقيقية على مستوى النتائج، رغم التغييرات الفنية الكبيرة التي أُجريت، والتي يصعب الحكم على تأثيرها في الوقت الحالي. فقد تم التعاقد مع المدرب البرتغالي سيرجيو كونسيساو بديلاً للفرنسي لوران بلان، الذي رحل بعد خسارة كلاسيكو آخر بنفس النتيجة (2-0) أمام النصر في الجولة الرابعة. 

وبين خسارتي الكلاسيكو، يبدو الاتحاد بلا هوية واضحة، مما ينذر بمعاناة غير متوقعة لجماهيره في الموسم الحالي.

تفوق الهلال في المباراة بشكل واضح، حيث كان أكثر جدية وشراسة في استغلال الفرص المتاحة، بينما افتقر الاتحاد إلى التأثير والشخصية على أرضه ووسط جماهيره. 

يرصد هذا التقرير، في إطار تحليل “الطيب والشرس والقبيح”، أبرز ثلاث شخصيات تركت أثرًا إيجابيًا أو سلبيًا في المباراة، وساهمت بشكل فاعل في تحديد نتيجتها.

الطيب: حسان تمبكتي

يمكن أن يتقاسم لقب “الطيب” مع الفرنسي نجولو كانتي، لاعب خط وسط الاتحاد، الذي قدم مباراة مميزة، وحاول بكل جهد مساعدة فريقه للوصول إلى مرمى ياسين بونو. 

سواء من خلال محاولاته الشخصية أو تمريراته لزملائه، كان كانتي حاضرًا بأداء قوي، لم يعبه سوى الأداء العام المتواضع لفريقه، والضغط غير الفعال على لاعبي الهلال، مما مكّن الأخير من تحقيق التفوق. 

ومع ذلك، يبقى حسان تمبكتي، مدافع الهلال، هو “الطيب” الأبرز في هذا الكلاسيكو.

أظهر تمبكتي براعة كبيرة في التعامل مع الهجمات الاتحادية، حيث استخلص العديد من الكرات المؤثرة، وكان يقظًا للغاية، خاصة أمام الفرنسي كريم بنزيما، الذي كان يعول عليه كونسيساو لاستغلال أنصاف الفرص. 

وأبطل تمبكتي مفعول أسلحة الاتحاد الهجومية، بما في ذلك بنزيما وموسى ديابي، الذي فشل في اختراق الجبهة اليمنى بفضل يقظة تمبكتي. 

حتى الهفوة الدفاعية في الدقائق الأولى، التي نتجت عن عدم تفاهم مع الحارس ياسين بونو، لم تتكرر طوال المباراة. وبأسلوبه الهادئ، بعيدًا عن استفزاز المنافسين، رد تمبكتي عمليًا على مدربه السابق جورجي جيسوس، الذي لم يكن يثق بإمكانياته، مؤكدًا تفوقه الدفاعي بقوة بدنية وذكاء تكتيكي.

الشرس: ماركوس ليوناردو

لم تكن هذه المرة الأولى التي يُظهر فيها ماركوس ليوناردو، مهاجم الهلال، شراسته في المباريات الكبرى. 

فمنذ الدقائق الأولى، حاول استكشاف مرمى حامد يوسف، حارس الاتحاد، بتسديدة ارتطمت بالقائم، ثم واصل محاولاته طوال المباراة. 

هذه الشراسة جعلت مهمة دانيلو بيريرا، مدافع الاتحاد، صعبة للغاية في إيقاف خطورته. سجل ليوناردو 35 هدفًا في 50 مباراة، وهو رقم يعكس دوره كبديل مثالي للصربي ألكسندر ميتروفيتش، ماكينة الأهداف الهلالية.

خلال 73 دقيقة لعبها ليوناردو، لمس الكرة 11 مرة، 5 منها في منطقة جزاء الاتحاد، وحقق نسبة دقة تمريرات بلغت 100%. كما سجل الهدف الثاني بمتابعة ذكية أمام المرمى. 

شراسته أرهقت دفاع الاتحاد، ووضعت لاعبيه تحت ضغط دائم خوفًا من استقبال المزيد من الأهداف، حيث تفوقت موهبته التهديفية على الحذر الدفاعي للعميد.

القبيح: مامادو دومبيا

كانت الطعنة الأشد وطأة على الاتحاد، هي الهدف العكسي الذي سجله لاعبه مامادو دومبيا. لم يتوقع كونسيساو أن تكون الأخطاء من لاعبيه هي العامل الحاسم في الخسارة، خاصة أمام غريم قوي كالهلال بقيادة سيموني إنزاجي، الذي يمتلك أسلحة هجومية متميزة. 

كان بإمكان الاتحاد الخروج بنتيجة سلبية على الأقل في الشوط الأول، مما كان سيغير حسابات كونسيساو. لكن دومبيا تواجد في المكان الخطأ، وتعامل بشكل سيئ مع عرضية روبين نيفيز، ليسجل الهدف الأول في مرمى فريقه، الذي تفاجأ بهذه الطعنة غير المتوقعة.

لم يقدم دومبيا أداءً يشفع له للتغلب على وطأة هذا الخطأ. محاولاته وتسديداته البعيدة لم تشكل أي خطر على مرمى ياسين بونو. وباعتباره من الصفقات الجديدة للاتحاد، كانت الأنظار مسلطة عليه في هذه المباراة الكبيرة، لكنه فشل في تقديم الإضافة المرجوة. 

وتفاقمت الأمور مع خطأ آخر من الحارس حامد الشنقيطي، الذي لم يتعامل بشكل جيد مع تسديدة نيفيز، مما سمح لليوناردو بتسجيل الهدف الثاني، ليُنهي آمال الاتحاد في العودة بالمباراة.

وكلفت الأخطاء الدفاعية للاتحاد، بقيادة المدرب البرتغالي سيرجيو كونسيساو، الفريق الخسارة، بينما استغل الهلال، تحت إشراف المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي، هذه الأخطاء بذكاء ليحسم المباراة لصالحه.

وبدا الشنقيطي غير قادر على التعامل مع الركلات الركنية، حيث يعتمد الهلال على تكتل اللاعبين أمام الحارس لإرباكه، مما أدى إلى أخطاء متكررة. أثارت هذه الأخطاء تساؤلات حول استبعاد رايكوفيتش، الذي يُعرف بقدرته على التعامل مع المباريات الكبيرة.



المصدر – كوورة

By Sayed