نجح الترجي الرياضي التونسي، في تحقيق انتصار حاسم وكبير على ضيفه راحيمو البوركيني، بثلاثة أهداف نظيفة، في المباراة التي أقيمت مساء اليوم الأحد، على أرضية ملعب حمادي العقربي في رادس، ضمن إياب دور 32 لدوري أبطال أفريقيا.
وبذلك، حسم الترجي “شيخ الأندية التونسية” تأهله إلى دور المجموعات للمسابقة القارية الأبرز، ليصبح الممثل الوحيد للكرة التونسية في هذه المرحلة.
سيطرة مطلقة
دخل الترجي، المباراة، بأريحية نسبية بعد فوزه في لقاء الذهاب الذي أقيم قبل أسبوع بهدف دون رد.
إلا أن الفريق التونسي لم يركن إلى تفوقه في نتيجة الذهاب على راحيمو البوركيني، بل فرض سيطرته المطلقة على مجريات اللقاء، مؤكداً عزمه على حسم التأهل لدور المجموعات، بأداء مقنع أمام جماهيره.
وتوزعت أهداف الترجي الرياضي على مدار شوطي المباراة، حيث افتتح اللاعب حمزة الجلاصي، التسجيل لصالح الفريق التونسي في الدقيقة 33 من عمر الشوط الأول.
وفي الشوط الثاني، واصل الترجي الرياضي، ضغطه الهجومي، ليُعزز المهاجم الفرنسي فلوريان دانهو التقدم بهدف ثانٍ في الدقيقة 52.
واختتم اللاعب أشرف الجبري، مهرجان الأهداف بتسجيل الهدف الثالث للترجي في الدقيقة 72، ليؤكد فوز العملاق التونسي بثلاثية نظيفة، وتأهله المستحق بمجموع 4 أهداف مقابل لا شيء في المباراتين.
تأهل الترجي.. بصيص أمل للكرة التونسية
ويأتي تأهل الترجي الرياضي، ليُشكل بصيص أمل في سماء الكرة التونسية، التي شهدت في الأيام الأخيرة، موجة من الإقصاءات المخيبة للآمال.
فقد أصبح الترجي، الممثل الوحيد لكرة القدم التونسية في دور المجموعات لمسابقة دوري أبطال أفريقيا، بعد أن ودعت أندية تونس، المنافسات القارية تباعاً.
وكان أبرز هذه الإقصاءات هو خروج نادي الاتحاد المنستيري من دوري أبطال أفريقيا، وذلك بعدما تعرض لخسارتين متتاليتين أمام شبيبة القبائل الجزائري.
وخسر الاتحاد المنستيري، مباراة الذهاب، بثلاثية دون رد في صفاقس، ثم عاد ليخسر في مباراة الإياب في الجزائر بنتيجة 1-2.
وتعكس نتائج الفرق الأخرى في الكونفيدرالية، مثل النجم الساحلي والملعب التونسي، ضرورة وجود قاطرة قوية تقود الكرة التونسية في المنافسات الأفريقية، وهو الدور الذي بات الترجي الرياضي التونسي، مُلزماً به الآن.
ويتحمل الترجي، مسؤولية مضاعفة، لتمثيل الكرة التونسية بشكل جيد، والسعي لاستعادة الألقاب القارية المفقودة.
وبعد تأمين مقعده في دور المجموعات، سيبدأ الترجي الرياضي التونسي، في الاستعداد للمرحلة الأصعب في البطولة، والتي تتطلب حشد كافة الإمكانيات الفنية والبدنية.
وستُقام قرعة دور المجموعات لمسابقة دوري أبطال أفريقيا، يوم 3 نوفمبر/تشرين ثان المقبل.
ومن المقرر أن تستضيف مدينة جوهانسبورج بجنوب أفريقيا، مراسم هذه القرعة، التي ستحدد ملامح المجموعات الأربع، والتحديات التي ستواجه الترجي في سعيه نحو اللقب القاري الغالي.
ويُمني الترجي، النفس، بقرعة متوازنة، تتيح له فرصة المنافسة على صدارة مجموعته، ليمضي قدماً في البطولة التي تُعد لقبه المفضل، وليؤكد أحقيته في حمل لواء الكرة التونسية في معترك الأندية الأفريقية الأقوى.
ويتطلع الترجيون إلى أن يكون هذا التأهل، بداية انطلاقة قوية تعيد الهيبة المعهودة لأكبر أندية تونس في القارة السمراء.
وسيعمل الجهاز الفني للترجي، على استغلال الفترة الفاصلة بين التأهل والقرعة لتدعيم الصفوف ومعالجة الثغرات، خاصة أن المنافسة في دور المجموعات، تكون على أعلى مستوى، وتتطلب جهداً مضاعفاً من اللاعبين.
الإدارة والجماهير على يقين، بأن الترجي قادر على المضي قدماً نحو الأدوار النهائية والمنافسة بقوة على اللقب، شريطة الحفاظ على الاستقرار الفني والبدني وتوفير كل سبل النجاح.
ولا شك أن نجاح الترجي في هذه البطولة، هو نجاح للكرة التونسية بأكملها، ولهذا، فإن الضغوط الملقاة على عاتقه قد تضاعفت بشكل كبير، ليكون خير سفير لبلاده في القارة السمراء.
ويعد الترجي الرياضي التونسي، أحد أعمدة كرة القدم الأفريقية والعربية، وأحد أكثر الأندية استمرارية وتأثيرًا في بطولات الاتحاد الأفريقي لكرة القدم.
ومنذ تأسيس الترجي، سنة 1919، لم يتوقف الفريق التونسي عن كتابة صفحات مشرقة في سجلات المجد الكروي، وخاصة في دوري أبطال أفريقيا، البطولة الأهم على مستوى القارة السمراء.
وتوج الترجي بلقب دوري أبطال أفريقيا أربع مرات، أعوام 1994، 2011، 2018، و2019، ليصبح من بين الأندية الأكثر تتويجًا في تاريخ المسابقة القارية.
وشارك الترجي التونسي في مونديال الأندية 2025، لكنه ودع مبكرًا من دور المجموعات، بعدما حصد 3 نقاط.
وواجه الترجي، فلامنجو البرازيلي، في المباراة الأولى، وانتهى اللقاء بخسارة الترجي بهدفين دون رد.
وفي المباراة الثانية ضد لوس أنجلوس إف سي، نجح الترجي في الفوز بهدف دون رد عن طريق اللاعب الجزائري يوسف بلايلي.
وفي الجولة الثالثة والأخيرة، واجه الترجي، تشيلسي، وانتهى اللقاء بخسارة الفريق التونسي بثلاثية دون رد.
ورغم أن الترجي لم يصل إلى الأدوار المتقدمة في هذه النسخة، لكن المشاركة في حد ذاتها تُعد تجربة مهمة لاكتساب خبرة على المستوى العالمي.