دانيلو بيريرا.. رجل الكؤوس الذي لا يخيب ظن الاتحاد

BySayed

أكتوبر 29, 2025


مكاسب عدة خرج بها البرتغالي سيرجيو كونسيساو المدير الفني لاتحاد جدة، من وراء الانتصار الثمين الذي حققه على حساب نظيره النصر، في الدور ثمن النهائي من بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم، مساء أمس الثلاثاء.

وفاز اتحاد جدة على النصر بهدفين مقابل هدف، ليتأهل إلى الدور ربع النهائي من البطولة التي يدافع عن لقبها، ويكون ذلك الانتصار المحلي الأول مع المدرب السابق لميلان الإيطالي، والذي تولى المهمة خلفا للفرنسي لوران بلان.

ومن خسارة بلان أمام النصر في كلاسيكو الدوري، والذي تسبب في رحيله عن منصبه، إلى كلاسيكو آخر أمام نفس المنافس يعد بمثابة نقطة انطلاق بالنسبة للمدرب كونسيساو، يحقق من خلالها مكاسب فنية متعددة.

عودة مقاتل

بخلاف الروح العالية التي خاض بها فريق اتحاد جدة المباراة، والتي قادت إلى شل حركة النصر وهجومه، فإن بعض اللاعبين كانت المباراة بمثابة صفحة جديدة لهم مع جماهير العميد.

وعلى رأس هؤلاء كان البرتغالي الدولي دانيلو بيريرا، مدافع اتحاد جدة.

المدافع المخضرم صاحب الـ34 عاما قدم أداءً قويا، وكان عند حسن ظن مدربه ومواطنه كونسيساو الذي أوكل له مهمة إيقاف خطورة العقل المدرب لهجوم النصر، وهو البرتغالي الآخر جواو فيليكس.

ونجح دانيلو في ذلك بنسبة تفوق 90%، حيث استطاع أن يُبقي صانع الألعاب المتحرك والمهاري خارج مناطق الخطورة والتأثير.

وبخلاف ذلك فقد كان مدافع باريس سان جيرمان السابق، بمثابة جدار منيع أمام محاولات النصر سواء من عمق الملعب أو الكرات العرضية، نظرا لتفوقه الكبير في الثنائيات والالتحامات.

رجل الكؤوس

خاض دانيلو بيريرا بالأمس مباراته رقم 40 بقميص اتحاد جدة، الفريق الذي انتقل إليه صيف العام الماضي، حيث سجل خلالها 4 أهداف، لكن المثير هو أن نصف أهدافه كانت على مستوى بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين.

ولا تنسى جماهير الاتحاد ما قدمه المدافع البرتغالي في مباراة الشباب بالدور نصف النهائي من الكأس في الموسم الماضي.

لذلك، قد تكون أفضل مباريات دانيلو مع العميد، إذ أنه سجل هدفين في توقيت مثالي قاد بهما فريقه للفوز على الليوث في وقت كان يعيش فيه الفريق العاصمي فترة انتعاشة مع تألق بعض نجومه مثل المغربي عبد الرزاق حمد الله.

وإلى جانب بنزيما الأفضل تقييما في الاتحاد خلال مباراة الكلاسيكو (7.4)، ثم حسام عوار صاحب الهدف الثاني (7.8)، فقد كان دانيلو بيريرا ثالث أعلى لاعب العميد تقييما بعدما نال درجة (7.1)، بحسب منصة “سوفا سكور” الإحصائية.

انتقادات سابقة

نال دانيلو انتقادات قوية في بداية الموسم الحالي، كونه أحد ركائز دفاع الاتحاد المهتز، ولم يستطع العميد أن يتخطى التأثير الخاص برحيل عبد الإله العمري، وعودته لناديه السابق النصر.

وبدا دانيلو في حالة من عدم التوازن، حيث كان الاتحاد يعاني تحديدا من التعامل مع الكرات العرضية، التي أصبحت بمثابة نقطة ضعف في فريق المدرب لوران بلان، لكن بمرور الوقت تخلص البرتغالي من سلبيات التمركز الخاطئ، وسوء التقدير للكرة، وهي السلبيات التي لطالما كبدت العميد أهدافا من منافسيه.

ومع عودة رايكوفيتش لمرمى الاتحاد، زادت الثقة والتفاهم، ما يطمئن كونسيساو على الخط الخلفي خاصة في المواجهة الكبرى التي تنتظر الفريق هذا الموسم محليا وقاريا.

صلابة دفاعية

يُعرف دانيلو بصلابته البدنية وقدرته الكبيرة على قراءة اللعب، وهو ما ساعد الاتحاد في كثير من المباريات على تحقيق توازن أكبر بين الدفاع والهجوم، خاصة في المباريات التي يواجه فيها الفريق ضغطا متواصلا من الخصوم.

ويتميز دانيلو بخبراته الطويلة مع بورتو وباريس سان جيرمان، حيث اكتسب شخصية القائد داخل الملعب، وهي السمة التي انعكست على أدائه مع الاتحاد، إذ لا يقتصر دوره على التغطية الدفاعية فحسب، بل يمتد لتوجيه زملائه وتنظيم الخط الخلفي بشكل متواصل.

كما يمتاز بقدرته على الخروج بالكرة من الخلف بهدوء وثقة، مما يمنح الفريق حلولاً إضافية في بناء اللعب من الدفاع.

وقد أسهم وجود دانيلو في تقليل الأخطاء الفردية التي كانت تُكلف الاتحاد أهدافا في المواسم الماضية، بفضل تمركزه الذكي وقدرته على قطع الكرات في المواقف الصعبة.

كما يمتلك تفوقا واضحا في الكرات الهوائية، سواء في الدفاع أو عند التقدم في الكرات الثابتة الهجومية، وهو ما أضاف للفريق قوة إضافية في هذه الجوانب.

ورغم أن الاتحاد ما زال يبحث عن ثبات في نتائجه، فإن الأداء الذي يقدمه دانيلو جعله من الركائز الأساسية التي يعتمد عليها الجهاز الفني في كل الخطط الدفاعية.

ويمثل اللاعب نموذجا للاحتراف والانضباط داخل اتحاد جدة، إذ يحافظ على مستواه البدني والذهني بشكل مستمر، ما يجعله أحد أكثر اللاعبين تأثيرا في منظومة الاتحاد خلال الموسم الحالي.



المصدر – كوورة

By Sayed