شهدت مواجهة مانشستر سيتي أمام سوانزي سيتي (3-1) في كأس الرابطة الإنجليزية مساء الأربعاء، عودة قوية للنجم المصري عمر مرموش، الذي دوّن اسمه على لائحة الهدافين للمرة الأولى هذا الموسم بعد تعافيه من الإصابة التي أبعدته لأسابيع عن الملاعب.
الهدف لم يكن مجرد لمسة حاسمة في مباراة صعبة، بل جاء بمثابة إعلان واضح أن المهاجم المصري بات جاهزاً لاستعادة مكانته ضمن منظومة بيب جوارديولا الهجومية.
التشكيلة التي بدأ بها جوارديولا اللقاء حملت ملامح “النسخة الجديدة” من سيتي، حيث كان ناثان آكي اللاعب الوحيد الذي تذوّق طعم التتويج بالبطولة من قبل.
المدرب الإسباني أجرى عشرة تغييرات كاملة على تشكيلته الأساسية التي خاضت المباراة السابقة أمام أستون فيلا، مستعيناً بعدد من اللاعبين العائدين من الإصابات، والوجوه الجديدة التي كلّفت خزينة النادي قرابة 350 مليون جنيه إسترليني هذا الصيف.
الأداء لم يكن مقنعا في أغلب فترات اللقاء، لكن ما ميّز الفريق هو روح القتال التي عُرفت بها فرق جوارديولا عبر السنوات، وهي السمة التي بدأت تظهر مجدداً مع الجيل الجديد.
المباراة لم تبدأ كما أرادها جوارديولا، إذ فاجأ سوانزي ضيفه بهدف رائع عن طريق جونكالو فرانكو من تسديدة بعيدة المدى لم يتمكن الحارس جيمس ترافورد من التعامل معها.
في تلك اللحظات، بدا أن معظم اللاعبين الجدد لم يتمكنوا بعد من التأقلم مع أسلوب اللعب السريع والمركّب الذي يطلبه جوارديولا، كما بدا الإرهاق واضحاً على بعض العائدين من فترات غياب طويلة.
ومع انطلاق الشوط الثاني، استعان جوارديولا ببعض عناصر الخبرة مثل جون ستونز وفيل فودين وجوسكو جفارديول لتثبيت الإيقاع، لكن الفارق الحقيقي جاء من الوجوه الجديدة.
لمسة فنية مميزة
اللاعب الإسباني نيكو جونزاليس أرسل تمريرة دقيقة إلى النجم الفرنسي الشاب ريان شرقي، الذي بدوره اخترق الدفاع الويلزي بذكاء قبل أن يمرر كرة بينية ساحرة إلى عمر مرموش، ليضعها الأخير بلمسة فنية مميزة داخل الشباك معلناً عن هدف التقدم.
الهدف لم يكن فقط حاسما في مسار المباراة، بل جاء تتويجاً لعمل شاق من المهاجم المصري الذي عانى في الفترة الماضية من إصابة حرمته من التواجد مع الفريق.
قبل المباراة، تحدث جوارديولا مطولاً عن مرموش ودوره في الفريق، كاشفاً أنه “لاعب تكتيكي بامتياز” يناسب أنظمة محددة داخل المنظومة الهجومية لسيتي.
وقال المدرب الإسباني: “عمر يمكنه اللعب إلى جانب إيرلينج هالاند. عندما نحتاج إلى جناح كلاسيكي على الأطراف هناك لاعبين أفضل، لكن عندما نحتاج إلى مهاجم يتحرك في المساحات بين الظهير وقلب الدفاع ويمنحنا كثافة هجومية، فإن عمر هو الأفضل”.
وأضاف جوارديولا موضحاً: “حين نحتاج إلى لاعب قريب من منطقة الجزاء، عمر هو الأفضل لدينا هناك. لكنه ما زال في طور التعلم والتطور. لديه تسارع ممتاز وحس تهديفي قوي، ويمكنه أن يلعب كمهاجم صريح أيضاً، وهو خيار مهم جدا في فترات ازدحام المباريات”.
Getty Images
الثقة في قدرات مرموش
كلمات المدرب تعكس حجم الثقة التي يضعها في قدرات مرموش، وقدرته على شغل أكثر من مركز بفضل سرعته ومهارته في التحرك بين الخطوط. كما أشار إلى إمكانية إشراكه إلى جانب هالاند في مباريات يحتاج فيها الفريق إلى ضغط أكبر ومرونة تكتيكية هجومية.
ومنذ انضمامه إلى مانشستر سيتي في يناير/كانون الثاني الماضي، أظهر مرموش لمحات من الجودة والقدرة على التأقلم مع متطلبات جوارديولا، لكن إصابته أوقفت تقدمه مؤقتاً، وعودته في مواجهة سوانزي جاءت بمثابة نقطة تحول، حيث أثبت أنه استعاد جاهزيته البدنية والفنية.
وفي تصريحات سابقة، أشار جوارديولا إلى أن المهاجم المصري كان على وشك تسجيل هدف التعادل ضد أستون فيلا في الدوري قبل أسبوعين، لولا قرار التسلل بفارق قليل، مؤكداً أنه يمتلك “غريزة تهديفية عالية وقدرة على الحسم في اللحظات الصعبة”.
ورغم أن أداء مانشستر سيتي لم يكن مبهرا، إلا أن المباراة كشفت عن بعض الملامح الإيجابية للجيل الجديد من اللاعبين.
ريان شرقي كان أبرز العناصر بفضل تحركاته ومهاراته في صناعة الفرص، فيما أظهر مرموش انسجاما سريعا مع زملائه وقدرة على قراءة تحركاتهم داخل المنطقة.
ورغم التبديلات العديدة التي أجراها جوارديولا، إلا أن الفريق أظهر روحاً جماعية وانضباطاً تكتيكياً في الشوط الثاني، وهي علامات تدعو للتفاؤل مع مرور الوقت.
بداية مرحلة جديدة
هدف مرموش في كأس الرابطة قد يفتح له الباب للمشاركة بشكل أكبر في المباريات المقبلة، خصوصا مع حاجة الفريق للمداورة بين البطولات المحلية والأوروبية.
جوارديولا نفسه ألمح إلى أن اللاعب المصري سيكون ورقة مهمة في المراحل المقبلة، ليس فقط كبديل لهالاند، بل كشريك له في بعض الخطط التي تتطلب مهاجمين يتحركان في العمق وبين الخطوط.
ومع استمرار تألقه واستعادته للجاهزية الكاملة، قد يصبح مرموش أحد الأوراق الرابحة في تشكيلة مانشستر سيتي خلال النصف الثاني من الموسم، سواء في الدوري الإنجليزي الممتاز أو دوري أبطال أوروبا.