أطلق النجم الإنجليزي السابق بول ميرسون تصريحاً مثيراً، اليوم الخميس، عندما قال إن سباق لقب الدوري الإنجليزي الممتاز قد يُحسم خلال الأسبوعين المقبلين فقط.
وأكد ميرسون أن آرسنال يسير بخطى ثابتة نحو التتويج بالبطولة، لأول مرة منذ عام 2004، في ظل التراجع النسبي في نتائج كل من ليفربول ومانشستر سيتي.
ويقدم آرسنال موسماً استثنائياً حتى الآن، تحت قيادة مدربه الإسباني ميكيل أرتيتا، إذ حقق الفريق سبعة انتصارات في أول تسع مباريات بالدوري الممتاز، ليبتعد بفارق أربع نقاط عن أقرب ملاحقيه.
ويبدو أن الفريق اللندني بات أكثر نضجاً من المواسم الماضية، بعدما أنهى ثلاثة مواسم متتالية في مركز الوصافة، حيث استفاد من فترة انتقالات صيفية ناجحة، عزز خلالها صفوفه بعدة أسماء مؤثرة.
ورغم أن بعض النقاد يرون أن الفريق لا يسجل أهدافاً غزيرة مقارنة بمنافسيه، فإن قوة آرسنال الحقيقية تكمن في صلابته الدفاعية المذهلة؛ إذ لم تستقبل شباكه سوى ثلاثة أهداف فقط في 14 مباراة بجميع المسابقات، وهو رقم يضعه في صدارة الفرق الأوروبية من حيث التنظيم الدفاعي والانضباط التكتيكي.
هذه الأرقام جعلت ميرسون، أسطورة الجانرز، يؤكد بثقة أن كأس الدوري الإنجليزي في طريقه إلى شمال لندن، مشيراً إلى أن استمرارية هذا الأداء، ستجعل المنافسة محسومة مبكراً هذا الموسم.
“إحصائية مذهلة”
وقال ميرسون، في تصريحات نقلتها صحيفة “مترو” البريطانية، قبل مواجهة المدفعجية مع بيرنلي، السبت المقبل، ضمن منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز: “كل شيء الآن يعتمد على مدى سرعة آرسنال في فك شفرة دفاع بيرنلي. شاهدنا كيف عانى ليفربول في مواجهته معهم هذا الموسم، قبل أن يخطف فوزاً متأخراً هناك”.
وأضاف: “بيرنلي فريق يقدم أداءً جيداً على أرضه، يلعب بواقعية ويعتمد على نقاط قوته، وهذا أمر منطقي بالنسبة لفريق صاعد حديثاً إلى الدوري الممتاز ويسعى للبقاء. لكن بالنظر إلى طريقة لعب آرسنال في الوقت الحالي، فإن مجرد أن يتمكن بيرنلي من التسديد على المرمى، سيكون إنجازاً بالنسبة لهم.. هكذا أصبح مستوى آرسنال الآن”.
وأشار ميرسون إلى إحصائية لافتة، تُظهر مدى هيمنة الفريق اللندني دفاعياً، قائلاً: “قرأت إحصائية مذهلة: حتى لو كان آرسنال قد استقبل هدفاً، من كل تسديدة واجهها هذا الموسم (في البريميرليج)، لكان ما زال في رصيده 13 أو 14 نقطة! هذه الأرقام خارقة بكل المقاييس”.
تشيلسي مورينيو
وتابع نجم الجانرز السابق في التسعينيات: “يجري تشبيه آرسنال حالياً بفريق تشيلسي، في عهد المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو. الفارق الوحيد أن تشيلسي كان يحافظ على هذا المستوى طوال الموسم بأكمله، بينما آرسنال فعل ذلك حتى الآن في تسع مباريات فقط، وما يزال أمامه ثلاثة أرباع الموسم ليواصل على نفس النسق”.
وأردف ميرسون: “إذا أراد آرسنال أن يضاهي فريق مورينيو من حيث الصلابة، فعليه ألا يستقبل أكثر من أربعة أهداف في كل تسع مباريات قادمة.. ولو تمكن من تحقيق ذلك في كرة القدم الحديثة، فسيكون أمراً مذهلاً بكل معنى الكلمة”.
واستعاد ميرسون ما قاله في وقت سابق من الموسم: “في 19 سبتمبر، قلت إن آرسنال إذا خرج بأربع نقاط من مواجهتيه ضد مانشستر سيتي ونيوكاسل، فسيفوز بالدوري. وقد حقق ذلك بالفعل، وأنا متمسك برأيي حتى الآن”.
وأكمل بثقة: “في الواقع، أعتقد أن سباق اللقب قد يُحسم تماماً خلال الأسبوعين المقبلين. آرسنال سيواجه بيرنلي وسندرلاند قبل التوقف الدولي، بينما يلعب ليفربول ضد أستون فيلا ومانشستر سيتي”.
واسترسل: “أتوقع أن يفوز آرسنال في المباراتين المقبلتين، في حين لا أرى ليفربول قادراً على تحقيق الفوز هذا الأسبوع. وإذا تعادل مانشستر سيتي وليفربول في الجولة 11، فإن آرسنال سيبتعد بالصدارة بشكل مريح، وربما يُنهي الموسم بفارق كبير”.
وختم النجم الإنجليزي السابق تصريحاته بتوقع أكثر جرأة: “أعتقد حتى أن آرسنال قادر على المضي بعيداً في دوري أبطال أوروبا، هذا الموسم، لأن مع نهاية مرحلة المجموعات ودخول الأدوار الإقصائية، قد يكون الفريق قد حسم لقب الدوري فعلياً”.
تشكيل عميق
وفي منتصف الأسبوع، واصل آرسنال أداءه القوي محلياً، بالفوز على برايتون 2-0، والتأهل إلى ربع نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة.
وسيواجه الفريق في الدور المقبل كريستال بالاس، من أجل بطاقة التأهل إلى نصف النهائي، في حين تبقى فرق مثل مانشستر سيتي، وتشيلسي، ونيوكاسل يونايتد (حامل اللقب) في المنافسة، ما يزيد من قوة البطولة هذا الموسم.
هذا الفوز أكد من جديد أن أرتيتا يمتلك فريقاً متكاملاً في جميع الخطوط، وبإمكانه التنافس محلياً وقارياً في الوقت نفسه، مع عمق في التشكيلة يسمح له بالمداورة دون التأثير سلبًا على النتائج، في انتظار معرفة مدى قدرة المدفعجية على المواصلة بنفس المستوى، حتى المراحل الحاسمة من الموسم.
