يسعى باريس سان جيرمان حامل اللقب إلى استعادة نغمة الانتصارات عندما يستضيف نيس مساء السبت ضمن منافسات المرحلة الحادية عشرة من الدوري الفرنسي لكرة القدم، وسط مطاردة قوية من موناكو ومرسيليا الطامحين لانتزاع الصدارة من بطل أوروبا.
فبعد تعادله المخيّب أمام لوريان 1-1 منتصف الأسبوع، حافظ باريس سان جيرمان على الصدارة بفارق نقطة واحدة فقط عن موناكو، بينما واصل نيس تقدمه نحو المراكز المتقدمة بعد فوزه المقنع على ليل 2-0، ما جعله يحتل المركز الثامن قبل موقعة “بارك دي برانس”.
ورغم حفاظه على القمة، فإن أداء فريق العاصمة في “ليج 1” بات يثير علامات استفهام عديدة، بعدما اكتفى بانتصار وحيد في آخر أربع مباريات (مقابل ثلاثة تعادلات)، وهي سلسلة غير معتادة من فريق يملك أحد أقوى خطوط الهجوم في أوروبا. هذا التراجع النسبي في النتائج جعل الفرق المنافسة، وعلى رأسها موناكو ومرسيليا، تقترب أكثر من كرسي الصدارة وتنتظر أي زلة جديدة من حامل اللقب.
ظهر هذا التراجع بوضوح في مباراة لوريان، حيث أهدر الفريق كماً كبيراً من الفرص السانحة، مكتفياً بهدف وحيد رغم تسديده سبع كرات مباشرة على المرمى. وهو ما أثار قلق المدرب لويس إنريكي الذي شدد على ضرورة استعادة التركيز والفعالية الهجومية أمام نيس.
نيس.. عقدة باريس الأخيرة
المواجهة أمام نيس لن تكون سهلة على الإطلاق، فالفريق الجنوبي يدخل اللقاء بثقة عالية بعد سلسلة من ثلاثة انتصارات متتالية في الدوري، كما أنه يحمل ذكرى سعيدة من زيارته الأخيرة إلى باريس عندما أسقط حامل اللقب بثلاثة أهداف مقابل هدف في أبريل الماضي على الملعب ذاته.
ويُدرك سان جيرمان جيداً أن نيس قادر على مفاجأته مجدداً، خصوصاً في ظل حيوية لاعبيه وقدرتهم على اللعب بصلابة دفاعية وفاعلية هجومية عالية في التحولات.
ومع ذلك، يبقى باريس سان جيرمان متسلحاً بسجله القوي على أرضه هذا الموسم، إذ لم يفقد النقاط في “حديقة الأمراء” سوى مرة واحدة فقط، حين تعادل مع ستراسبورج 3-3 في مواجهة مثيرة. وسيعوّل إنريكي على نجومه كيليان مبابي، عثمان ديمبيلي، وفيتينيا لاستعادة النسق الهجومي والانتصار المعنوي قبل العودة إلى أجواء دوري الأبطال.

موناكو يواصل الضغط ومارسيليا يبحث عن التوازن
في المقابل، يواصل موناكو الضغط على المتصدر، إذ يستضيف هذا الأسبوع نادي باريس أف سي، الصاعد حديثاً إلى دوري الأضواء.
ويخوض فريق الإمارة اللقاء في حالة معنوية مرتفعة بعدما حافظ على سجله الخالي من الهزائم في آخر ست مباريات بجميع المسابقات، وحقق فوزين متتاليين في الدوري، آخرهما كان بنتيجة كبيرة على نانت 5-3 خارج الديار.
أما مارسيليا، فيسعى هو الآخر إلى استعادة نغمة الفوز عندما يحل ضيفاً على أوكسير، بعد تعادله المثير مع أنجيه 2-2 في منتصف الأسبوع.
ويحتل الفريق الجنوبي المركز الثالث بفارق نقطتين فقط عن باريس سان جيرمان، ونقطة واحدة عن موناكو، ما يجعله طرفاً رئيسياً في صراع القمة.
لكن الفريق يمرّ بفترة من عدم الاستقرار، إذ فشل في تحقيق الفوز خلال آخر مباراتين بالدوري (تعادل وخسارة أمام لنس 1-2)، إلى جانب خسارته الأخيرة أوروبياً أمام سبورتينج البرتغالي 1-2، وهو ما جعل جماهير “الفيليدروم” تطالب المدرب الإيطالي روبرتو دي تزيربي بإصلاح الخلل الدفاعي سريعاً.
وشهدت مباراة أنجيه لحظات مرعبة حين سقط لاعب مرسيليا الشاب، المغربي بلال نذير (21 عاماً)، مغشياً عليه من دون أي احتكاك، قبل أن يتم نقله على وجه السرعة إلى المستشفى. وأكد النادي لاحقاً أن اللاعب في “صحة جيدة”، ما بدد المخاوف التي سادت المدرجات.
وسيكون لقاء أوكسير، صاحب المركز السابع عشر قبل الأخير، فرصة ذهبية أمام مرسيليا للعودة إلى سكة الانتصارات وتضييق الخناق على المتصدر.
AFP
بوجبا.. عودة بعد 26 شهراً من الغياب
في خضم الصراع على القمة، تخطف الأضواء أيضاً احتمال عودة بول بوجبا، نجم وسط منتخب فرنسا المتوج بكأس العالم 2018، إلى الملاعب بعد غياب طويل.
فبعد سلسلة من الإصابات والإيقافات بسبب قضية المنشطات، لم يخض بوجبا أي مباراة رسمية منذ سبتمبر 2023، حين شارك للمرة الأخيرة بقميص يوفنتوس في فترته الثانية مع الفريق الإيطالي، وهي آخر ظهور له ضمن 12 مباراة فقط خاضها منذ عودته من مانشستر يونايتد.
انضم بوجبا إلى موناكو في يونيو الماضي بعقد يمتد لعامين، وواصل منذ ذلك الحين برنامجه التأهيلي لاستعادة جاهزيته البدنية، إلا أنه تعرض لعدة انتكاسات خلال الأشهر الأخيرة. ومع ذلك، تبدو مؤشرات عودته إيجابية للغاية، حيث لمح مدرب موناكو، البلجيكي سيباستيان بوكونيولي، إلى إمكانية إشراكه أمام باريس أف سي، قائلاً عقب الفوز على نانت: “لن يكون من غير المنطقي أن نراه يشارك هذا الأسبوع.”
في حال مشاركته فعلاً، فستكون تلك المباراة الأولى لبوجبا منذ 26 شهراً، في عودة مرتقبة قد تمنح موناكو دفعة معنوية كبيرة في سباق اللقب، وتعيد الأمل لجماهير كرة القدم الفرنسية برؤية أحد أبرز أبناء جيلها الذهبي يعود من جديد إلى الواجهة.
أرقام وإحصاءات
2: عدد النقاط التي تفصل بين الفرق الستة الأولى في الدوري، وهو الفارق الأدنى منذ موسم 2011-2012، ما يعكس شدة المنافسة هذا العام.
9: عدد النقاط التي أهدرها باريس سان جيرمان في آخر ست مباريات بالدوري (من أصل 18 ممكنة).
26: في حال عودة بوجبا، ستكون أول مباراة رسمية له منذ 26 شهراً بالتمام.