يستعد الحارس الإسباني إيناكي بينيا لخوض واحدة من أبرز المباريات في مسيرته، حين يواجه فريقه السابق برشلونة الأحد المقبل على ملعب مونتجويك، ضمن منافسات الجولة الـ11 من الدوري الإسباني، بقميص إلتشي الذي انضم إليه هذا الموسم على سبيل الإعارة.
الحارس البالغ من العمر 26 عامًا، والذي قضى أكثر من 14 عامًا في صفوف النادي الكتالوني منذ انضمامه إلى أكاديمية “لا ماسيا” وهو في الـ12 من عمره، أكد في تصريحات صحفية أنه يعيش “مزيجًا من المشاعر”، لكنه شدد في الوقت ذاته على التزامه الكامل مع فريقه الحالي.
وقال بينيا في تصريحات نقلتها صحيفة “موندو ديبورتيفو” الإسبانية: “لا أشعر بأي ضغينة تجاه برشلونة، فهو نادٍ أنتمي إليه وما زال عقدي قائمًا معه، لكنني الآن أركز بنسبة 100% على تقديم أفضل أداء ممكن مع إلتشي”.
وأعرب الحارس الإسباني عن امتنانه لإدارة برشلونة التي لم تضع “بند الخوف” في عقد إعارته، ما يسمح له بالمشاركة أمام فريقه الأصلي، قائلاً: “أنا ممتن جدًا للنادي لأنهم لم يمنعوني من اللعب أمامهم، سيكون شعورًا خاصًا أن أرى نفسي على أرض الملعب بشعار مختلف”.
وعن استعادته لمكانته الأساسية مع إلتشي، أوضح بينيا: “الاستمرارية مهمة جدًا لأي حارس مرمى. في المباريات الأخيرة وجدت الإيقاع الذي أحتاجه، وهدفي دائمًا أن أكون جاهزًا بنسبة 100%”.
وبصفته أحد خريجي “البلوجرانا”، علّق بينيا على الوضع النفسي داخل برشلونة بعد خسارته الكلاسيكو أمام ريال مدريد، قائلاً: “بعد الهزيمة، لا يمكنك التنبؤ بردة فعل برشلونة. أحيانًا تكون دافعًا إضافيًا، وأحيانًا عبئًا، لكننا نعرف أنهم من أفضل فرق العالم وسيأتون بكامل تركيزهم بعد أسبوع من العمل المكثف”.
كما حذر من خطورة النجم الشاب لامين يامال، الحاصل مؤخرًا على جائزة الكرة الفضية: “إذا كان في كامل لياقته، سيكون من الصعب جدًا إيقافه. يمتلك جرأة غير عادية، والتعامل معه يتطلب مجهودًا جماعيًا من الجميع”.
وختم بينيا تصريحاته مؤكدًا أنه سيحاول الاستمتاع بهذه الليلة المميزة دون أن يفقد تركيزه: “العودة إلى مكان قضيت فيه سنوات طويلة ستكون لحظة إنسانية مؤثرة، لكن في النهاية هذا مجرد لقاء دوري وعلينا اللعب بعقلية الفوز”.
كابوس الإصابات
لم يعرف برشلونة هذا الموسم طريق الاستقرار، إذ توالت عليه الإصابات بشكل مقلق على مختلف الخطوط، حتى بلغت الحصيلة 15 إصابة بدنية حتى الآن، آخرها إصابة بيدري، اللاعب الأكثر أهمية في خطط المدرب هانز فليك.
ويُعد بيدري المحرك الرئيسي لأسلوب برشلونة، وغيابه لعدة أسابيع يترك فليك من دون ركيزة أساسية في خط الوسط. والأسوأ أن غيابه يعني أيضًا حرمان زميله فرينكي دي يونج من شريكه المفضل في بناء اللعب.
وأعلن النادي الكتالوني رسميًا الأربعاء الماضي أن بيدري تعرض لإصابة في العضلة الخلفية، علمًا بأنه كان سيغيب أساسًا عن مواجهة إلتشي بسبب البطاقة الحمراء التي حصل عليها في الكلاسيكو أمام ريال مدريد.
وجاء في تقرير موندو ديبورتيفو: “غياب بيدري لا يغيّر التشكيلة الأساسية لبرشلونة فحسب، بل يُخل أيضًا بتوازن الفريق على المستويين الفني والخططي، حيث يفقد فليك اللاعب الذي يمنح وسطه التناغم والخيال في آن واحد”.
فليك بين دي يونج والخيارات المحدودة
مع غياب بيدري وجافي معًا، يجد فليك نفسه أمام مأزق تكتيكي معقد، خصوصًا أن البدائل المتاحة في الوسط قليلة من حيث الخبرة.
وتضم قائمة برشلونة الحالية ثلاثة لاعبين في مركز الوسط الصريح: فرينكي دي يونج، مارك كاسادو، ومارك بيرنال، إلى جانب ثلاثة لاعبين أصحاب نزعة هجومية هم: فيرمين لوبيز، داني أولمو (الذي اقترب من العودة بعد غياب طويل بسبب الإصابة)، ودرو فيرنانديز.
وبحسب الصحيفة الإسبانية، فإن الخيار الأقرب أمام فليك في مباراة إلتشي المقبلة هو الاعتماد على ثلاثي وسط مكوّن من دي يونج، كاسادو، وفيرمين لوبيز.
ومع ذلك، لم يُحسم بعد الدور الذي سيؤديه دي يونج تحديدًا، إذ يتردد المدرب بين استخدامه كلاعب وسط دفاعي ثانٍ أو صانع ألعاب متقدم خلف المهاجمين، على غرار بيدري.
وقد جرب فليك بالفعل التشكيلتين هذا الموسم، ويبدو أن الفريق يشعر براحة أكبر مع دي يونج كلاعب ارتكاز متأخر، غير أن الهولندي يمتلك من الرؤية والمراوغة وربط الخطوط ما يؤهله لتقمص دور بيدري بنجاح.
فيرمين الأقرب.. وبيرنال ينتظر الفرصة
ما يقلق فليك أيضًا هو الجاهزية البدنية لمارك بيرنال، الذي لم يلعب سوى 31 دقيقة موزعة على أربع مباريات أمام فالنسيا، ريال أوفييدو، باريس سان جيرمان، وأولمبياكوس.
ولهذا السبب، يبقى فيرمين لوبيز الأقرب لتولي دور اللاعب الهجومي في الوسط خلال الفترة المقبلة، خاصة في ظل استمرار غياب أولمو وعدم اكتمال جاهزية بيرنال.
وتشير التقارير إلى أن فليك يرى في فيرمين لاعبًا يمتلك الشجاعة والجرأة على التقدم وصناعة الفارق، لكنه لا يزال بحاجة إلى اكتساب مزيد من الانضباط التكتيكي.