تلقت جماهير أهلي جدة خبرًا سارًا، بعدما استعاد فريقها خدمات نجمه البرازيلي ويندرسون جالينو، عقب فترة غياب طويلة بسبب الإصابة التي أبعدته عن الملاعب، منذ مطلع الموسم الحالي.
ويحل الأهلي ضيفًا على السد القطري، بعد غدٍ الثلاثاء، على ملعب جاسم بن حمد، ضمن منافسات الجولة الرابعة من مرحلة الدوري، في بطولة دوري أبطال آسيا للنخبة.
وذكرت صحيفة “الرياضية” السعودية أن جالينو سيكون ضمن بعثة الأهلي، التي ستسافر إلى العاصمة القطرية الدوحة غدًا الاثنين، استعدادًا لخوض المباراة المنتظرة.
وجاء قرار الألماني ماتياس يايسله، المدير الفني لأهلي جدة، بعد تسلمه تقريرًا من الجهاز الطبي للفريق، أكد جاهزية اللاعب للمشاركة في المباريات، عقب تعافيه الكامل من الإصابة، ودخوله التدريبات الجماعية خلال الأيام الماضية.
ورغم تعافيه، قرر يايسله بالاتفاق مع الجهاز الطبي، أن تكون عودة جالينو تدريجية، خوفًا من تجدد الإصابة، كما حدث عندما شارك لمدة 30 دقيقة فقط أمام بيراميدز، في سبتمبر/أيلول الماضي، لحساب كأس أفريقيا وآسيا والمحيط الهادئ.
ويُتوقع أن يبدأ اللاعب من على مقاعد البدلاء في مواجهة السد، على أن يحصل على بعض الدقائق في نهاية اللقاء، تمهيدًا لعودته التدريجية إلى المشاركة الكاملة في المباريات المقبلة.
إصابة معقدة
كان جالينو قد تعرّض للإصابة، قبل مواجهة ناساف كارشي الأوزبكي في سبتمبر/أيلول الماضي، ضمن الجولة الأولى من مرحلة الدوري، ببطولة دوري أبطال آسيا للنخبة، ليغيب منذ ذلك الحين عن الفريق.
وبسبب هذه الإصابة، وما تبعها من أخطاء في التشخيص، قرر مجلس إدارة الأهلي برئاسة خالد الغامدي الإطاحة بالجهاز الطبي للفريق الأول بالكامل.
وتشير التقارير إلى أن إصابة اللاعب لم تُشخّص بالشكل الصحيح لأكثر من شهر، ما أدى إلى تفاقم حالته الصحية، وابتعاده عن الملاعب لفترة أطول مما كان متوقعًا.
وقد تسبب ذلك في غضب الإدارة والجهاز الفني، اللذين اعتبرا أن الإهمال الطبي كان السبب المباشر في إطالة فترة غياب اللاعب، ما جعل تغيير الطاقم الطبي ضرورة عاجلة.
وذكرت صحيفة “اليوم” السعودية أن الخطأ الطبي أثار استياء الجهاز الفني، الذي شعر بأن الجهاز الطبي لم ينجح في تحديد طبيعة الإصابة، أو إعداد خطة علاج مناسبة، مما أدى إلى توتر العلاقة بين الجانبين، قبل أن تتدخل الإدارة وتحسم الموقف بقرار الإقالة.
ومنذ تعرضه للإصابة أمام ناساف، تأثر أداء الأهلي هجوميًا بشكل واضح، إذ يُعد جالينو أحد الركائز الأساسية في تشكيلة المدرب يايسله، وعُرف بقدرته على صناعة الفارق في المباريات الكبرى.
مسيرة جالينو مع الأهلي
حتى الآن، لم يقدم النجم البرازيلي الإضافة المنتظرة منذ انطلاق الموسم الرياضي الحالي (2025-2026)، إذ شارك في 6 مباريات فقط بمجموع 381 دقيقة، دون أن يسجل أو يصنع أي هدف.
وانضم ويندرسون جالينو إلى الأهلي في يناير 2025، قادمًا من بورتو البرتغالي في صفقة ضخمة بلغت قيمتها نحو 50 مليون يورو، ووقّع عقدًا يمتد حتى يونيو 2028.
وخلال مسيرته مع الأهلي حتى الآن، خاض جالينو 24 مباراة، سجل خلالها 7 أهداف وصنع 5، قبل أن تعرقل الإصابات المتكررة مسيرته هذا الموسم، وهو ما دفع بعض جماهير الفريق لوصفه بـ”الصفقة التي لم تكتمل بعد”.
ضعف هجومي واضح
غياب جالينو كان أحد أبرز أسباب المعاناة الهجومية التي يعيشها الأهلي مؤخرًا، خاصة في منافسات الدوري السعودي للمحترفين.
فمنذ بداية الموسم، لم يسجل الفريق أكثر من هدفين سوى في مباراتين فقط: التعادل مع الهلال بنتيجة 3-3 في الجولة الثالثة، والفوز على الحزم 2-0 في الجولة الرابعة.
في المقابل، اكتفى الأهلي بهدف وحيد في 4 مباريات، بينما فشل تمامًا في التسجيل خلال التعادل السلبي مع الاتفاق، في الجولة الثانية.
وخاض الأهلي حتى الآن 7 مباريات في الدوري السعودي للمحترفين، هذا الموسم، أحرز خلالها 9 أهداف واستقبلت شباكه 5، ليحقق 3 انتصارات مقابل 4 تعادلات، وهو الفريق الأكثر تعادلًا في البطولة حتى الآن.
هذا الضعف الهجومي أسهم في تراجع ترتيب الفريق، إلى المركز الخامس في جدول الدوري السعودي، برصيد 13 نقطة، بفارق 5 نقاط خلف النصر المتصدر، الذي يملك مباراة مؤجلة.
تحركات لتصحيح المسار
بسبب هذا التراجع، طلب المدرب يايسله من المدير الرياضي البرتغالي، روي بيدرو، تدعيم الخط الأمامي بصفقات جديدة خلال فترة الانتقالات الشتوية المقبلة.
وذكرت مصادر أن يايسله قدّم تقريرًا فنيًا كاملًا إلى بيدرو، أشار فيه إلى ضعف الكفاءة الهجومية للفريق، واعتماده الزائد على بعض العناصر، مؤكدًا ضرورة التعاقد مع لاعبين قادرين على صناعة الفارق هجوميًا.
وقد وافق المدير الرياضي على طلب المدرب، ليبدأ النادي في دراسة عدد من الخيارات التعاقدية في الخط الأمامي، استعدادًا لفترة الانتقالات الشتوية التي ستبدأ في الخامس من يناير/كانون الثاني المقبل، وتستمر حتى الثاني من فبراير/شباط.
وبعودة جالينو التدريجية، تأمل جماهير الأهلي أن يستعيد الفريق توازنه الهجومي في قادم المباريات، وأن يسهم النجم البرازيلي في تحسين الفاعلية أمام المرمى، بعد فترة من الغياب الطويل والإخفاق الهجومي.