أرنولد: لدي مشاعر مختلطة أمام ليفربول.. ولن أحتفل

BySayed

نوفمبر 2, 2025


قال ترينت ألكسندر أرنولد، ظهير ريال مدريد، إنه سيبقى يحب ليفربول مهما كانت الطريقة التي سيُستقبل بها في ملعب “أنفيلد” يوم الثلاثاء المقبل.

ومن المنتظر أن يتواجد اللاعب البالغ من العمر 27 عاماً ضمن قائمة ريال مدريد لمواجهة ليفربول في دوري أبطال أوروبا، بعد تعافيه من إصابة في العضلة الخلفية.

وأسفرت قرعة البطولة عن عودة سريعة لأرنولد إلى نادي طفولته، بعد صيف طويل من الجدل حول انتقاله إلى ريال مدريد، حيث تعرض الظهير الأيمن لصافرات استهجان من بعض جماهير ليفربول عقب الإعلان عن رحيله.

وتحدث أرنولد في مقابلة مع شبكة “برايم فيديو سبورت” قبل المباراة التي ستُبث عبر المنصة قائلاً: “عندما أُجريت القرعة، شعر الجميع تقريباً بأن هذا اللقاء كان قدراً، كان من المقدر أن يحدث هذا السيناريو”.

وأضاف: “بالطبع هم فريق كبير، لذلك كنت أعلم أنني في وقتٍ ما سأواجه ليفربول مجدداً، سواء في البرنابيو أو أنفيلد. لقد حدث ذلك بسرعة كبيرة. لدي مشاعر مختلطة، ستكون مباراة صعبة للغاية، لكنني متحمس لها بشدة”.

وأكد أرنولد أنه لن يحتفل إذا تمكن من التسجيل في مرمى فريقه السابق.

 وعن الاستقبال الذي يتوقعه من جماهير ليفربول، قال: “مهما كانت طريقة استقبالي، فذلك قرار الجماهير”.

وتابع: “سأظل أحب النادي، وسأبقى مشجعاً له إلى الأبد. سأبقى ممتناً للفرص التي حصلت عليها هناك، وللأشياء التي حققناها معاً، ستبقى تلك الذكريات معي إلى الأبد.

وأردف: “مهما حدث، مشاعري تجاه ليفربول لن تتغير. لدي هناك ذكريات ستبقى مدى الحياة، وبغض النظر عن الاستقبال الذي أحظى به، فإن ذلك لن يبدل شيئاً في قلبي”.

دور بيلينجهام

وانتقال أرنولد إلى ريال مدريد منحه فرصة اللعب إلى جانب زميله في المنتخب الإنجليزي جود بيلينجهام، الذي اعترف بأنه لعب دوراً كبيراً في إقناعه بالانتقال إلى البرنابيو.

وقال أرنولد: “كانت هناك الكثير من الشائعات، وحديث عن ’العميل جود بيلينجهام‘ الذي يحاول إقناعي. في موسمه الأول مع ريال مدريد، كنا نلتقي في معسكرات المنتخب، وكان الجميع يسأله عن الأجواء داخل النادي”.

وأضاف: “قال لي إنها تجربة مذهلة، وأنه لم يرَ شيئاً مثلها من قبل، سواء من حيث الطموح أو روح النادي ورغبته الدائمة في الفوز. كان يتحدث بحماس كبير عن ريال مدريد، وفي النهاية اتخذت قراري، شعرت أنني بحاجة إلى تغيير في حياتي. كنت أبحث عن تحدٍ جديد داخل وخارج الملعب”.

مسيرة مميزة

ترينت ألكسندر أرنولد يعد واحداً من أبرز المواهب التي خرجت من أكاديمية نادي ليفربول في العقد الأخير، ورمزاً للجيل الجديد من الأظهرة الذين يجمعون بين القوة الدفاعية والرؤية الهجومية والإبداع في صناعة اللعب. ولد أرنولد في الثامن من أكتوبر عام 1998 بمدينة ليفربول، ونشأ على حب النادي منذ طفولته، حيث انضم إلى أكاديميته وهو في السادسة من عمره، ليبدأ رحلة طويلة من التطور داخل أسوار “ميلوود”.

منذ مراحله الأولى، لفت أرنولد الأنظار بذكائه التكتيكي وقدرته على تنفيذ الكرات الثابتة بدقة متناهية، ما جعله محط اهتمام المدربين في الفئات السنية المختلفة. وفي عام 2016، وتحديداً تحت قيادة المدرب الألماني يورجن كلوب، حصل الشاب الموهوب على فرصته الأولى مع الفريق الأول، ليظهر للمرة الأولى في بطولة كأس الرابطة أمام توتنهام هوتسبير، قبل أن يبدأ في تثبيت أقدامه تدريجياً داخل التشكيلة الأساسية.

كانت انطلاقته الحقيقية خلال موسم 2017-2018، حين فرض نفسه أساسياً في مركز الظهير الأيمن بفضل مستوياته اللافتة، خصوصاً في دوري أبطال أوروبا، حيث لعب دوراً محورياً في وصول ليفربول إلى النهائي أمام ريال مدريد. ومنذ ذلك الحين، تحول أرنولد إلى أحد أهم مفاتيح اللعب في منظومة كلوب، بفضل تمريراته الطولية الدقيقة ومهارته في إرسال العرضيات القاتلة، إلى جانب سرعته في الارتداد الهجومي.

حقق أرنولد مع ليفربول إنجازات تاريخية، أبرزها التتويج بدوري أبطال أوروبا عام 2019 بعد الفوز على توتنهام، والدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 2019-2020 بعد غياب دام 30 عاماً، إضافة إلى كأس العالم للأندية والسوبر الأوروبي. كما حطم أرقاماً قياسية في صناعة الأهداف بالنسبة للاعب في مركز الظهير، حيث كان أكثر من ساهم بتمريرات حاسمة في البريميرليج لمواسم متتالية.

وبجانب نجاحه مع النادي، أصبح أرنولد عنصراً ثابتاً في تشكيلة المنتخب الإنجليزي منذ عام 2018، وشارك في عدة بطولات كبرى مثل كأس العالم 2022 ويورو 2020، حيث أثبت أنه قادر على تقديم الإضافة حتى في مراكز أخرى كخط الوسط بفضل رؤيته المميزة للملعب.

تحديات مهمة

ومع ذلك، لم تخلُ مسيرة أرنولد من التحديات، فقد تعرض لانتقادات في بعض الفترات بسبب أدائه الدفاعي، لكن قدرته على التطور المستمر جعلته يتغلب على كل تلك الشكوك. كما واجه إصابات عضلية متكررة، خاصة في الموسم الأخير له مع ليفربول، ما أثر على مشاركاته المنتظمة.

وفي صيف 2025، اتخذ أرنولد قراراً مصيرياً بإنهاء رحلته مع ليفربول والانتقال إلى ريال مدريد، في صفقة ضخمة أثارت جدلاً واسعاً بين جماهير “الريدز”. وقد برر اللاعب قراره برغبته في خوض تحدٍ جديد خارج إنجلترا، والانضمام إلى نادٍ يملك تاريخاً عظيماً على الساحة الأوروبية.

انضمامه إلى ريال مدريد منحه فرصة اللعب إلى جانب زميله في المنتخب جود بيلينجهام، كما منحه تجربة جديدة في بيئة مختلفة تماماً. وبذلك، بدأ أرنولد فصلاً جديداً في مسيرته، آملاً في ترك بصمة قوية في “البرنابيو” كما فعل في “أنفيلد”، ليواصل كتابة فصول قصة لاعب استثنائي جمع بين الولاء والطموح، وبين الموهبة والانضباط، ليصبح أحد أبرز الأظهرة في كرة القدم الحديثة.



المصدر – كوورة

By Sayed