لم تكتمل فرحة الزمالك رغم فوزه (3-1) على طلائع الجيش، مساء اليوم الأحد، على ستاد القاهرة، في الجولة 13 من مسابقة الدوري الممتاز.
واستعاد الزمالك نغمة الانتصارات مجددًا تحت قيادة مدربه المؤقت أحمد عبد الرؤوف، بعد التعثر في آخر 4 مباريات، بثلاثة تعادلات وهزيمة تحت قيادة المدرب البلجيكي يانيك فيريرا.
وعكر فرحة الفوز، تعرض 3 لاعبين من الزمالك للإصابة هم: البرازيلي خوان بيزيرا والحارس محمد صبحي وأحمد فتوح، وذلك قبل خوض نصف نهائي السوبر المصري أمام بيراميدز يوم الخميس المقبل.
وشهدت الدقيقة 25 من عمر المباراة لحظة مقلقة للجهاز الفني والجماهير، حيث تعرض البرازيلي خوان بيزيرا لإصابة عضلية مفاجئة.
وخرج بيزيرا من أرض الملعب وهو يبكي، ما يشير إلى شدة الألم وقوة الإصابة التي شعر بها اللاعب.
وقال مصدر داخل الزمالك في تصريحات خاصة لكووورة: “أثناء خروج خوان بيزيرا من أرض الملعب، كان بيزيرا غير قادر على المشي وكان يتسند بشكل كامل على أحد أفراد الجهاز الطبي، مما يؤكد أن الإصابة قوية وبعيدة عن مجرد شد عضلي بسيط”.
و دخل الفلسطيني عدي الدباغ بديلاً لبيزيرا في الدقيقة 25، ليحل محل النجم البرازيلي.
وأكد المصدر في تصريحات خاصة أن التقارير الأولية الواردة من الجهاز الطبي أن الإصابة التي تعرض لها خوان بيزيرا هي إصابة قوية، وأن التشخيص المبدئي يشير إلى احتمالية وجود تمزق في العضلة الخلفية.
و سيخضع اللاعب لأشعة جديدة وفحوصات طبية متقدمة خلال الساعات القليلة المقبلة، وذلك لحسم التشخيص النهائي وتحديد درجة التمزق (في حال وجوده).
وفي حال أثبتت الأشعة صحة إصابة اللاعب بـ “مزق في العضلة الخلفية”، فمن المؤكد أنه لن يشارك في مسابقة كأس السوبر المصري بالإمارات، وسيخضع لبرنامج تأهيلي مطول للتعافي من الإصابة، مما يمثل ضربة موجعة لخطط المدرب الجديد أحمد عبد الرؤوف.
وكشف الجهاز الطبي للزمالك التشخيص المبدئي لإصابة الثلاثي خوان بيزيرا ومحمد صبحي وأحمد فتوح.
وأوضح الموقع الرسمي للزمالك، أن البرازيلي خوان بيزيرا تعرض لإصابة في العضلة الخلفية، وسيخضع لبعض الفحوصات لتحديد حجم الإصابة.
وأضاف الجهاز الطبي أن محمد صبحي شعر بإجهاد عضلي وتم الاتفاق مع الجهاز الفني على استبداله ونزول الحارس المهدي سليمان بدلا منه، وتم الاطمئنان على حالته.
وكشف تعرض أحمد فتوح لالتحام قوي في الرأس خلال اللقاء، وتم الاطمئنان على اللاعب وحالته مستقرة.
تصحيح المسار
يأتي هذا الفوز في وقت حرج يمر فيه النادي بتغييرات إدارية وفنية واسعة، مما يؤكد أن الزمالك يتجه نحو استعادة توازنه في بطولة الدوري، ولكن القلق يبقى مسيطراً على الحالة الصحية للنجم البرازيلي قبل المواجهات الكبرى المقبلة.
وجاءت ثلاثية الزمالك عن طريق ناصر ماهر في الدقيقة 5 ثم أضاف اللاعب نفسه الهدف الثاني في الدقيقة 49 قبل أن يحرز الفلسطيني عدي الدباغ الهدف الثالث في الدقيقة 61 بينما أحرز محمد عاطف هدفاً للطلائع في مرمى فريقه السابق في الدقيقة 80.
وخاض الزمالك أول مباراة تحت قيادة مدربه المؤقت أحمد عبد الرؤوف الذي أعاد الانتصارات بعد رحيل المدير الفني البلجيكي يانيك فيريرا بعد غياب 4 مباريات متتالية في الدوري المصري.
ورفع الزمالك رصيده إلى 22 نقطة متقدماً للمركز الثاني مؤقتًا بينما توقف رصيد طلائع الجيش عند 10 نقاط في المركز الثامن عشر بقيادة مديره الفني هيثم شعبان.
فيريرا.. الأقل نجاحًا
أوضحت البيانات الفنية أن يانيك فيريرا قدم أقل نسب نجاح بين آخر ثلاثة مدربين أجانبي قادوا الزمالك (فيريرا وجروس وبيسيرو)، إذ بلغت نسبة فوزه 57.6% فقط، وهي النسبة الأدنى مقارنة بالسويسري كريستيان جروس والبرتغالي جوزيه بيسيرو.
قاد فيريرا الزمالك لمدة 119 يومًا، وهي أطول فترة قضاها بين المدربين الثلاثة، إلا أن طول المدة لم ينعكس إيجابًا على الأداء، إذ فشل في تحقيق الاستقرار الفني المطلوب، وظهر الفريق في معظم مبارياته بلا هوية هجومية واضحة أو مرونة تكتيكية.
وخلال 11 مباراة خاضها في الدوري، جمع فيريرا 19 نقطة من أصل 33 ممكنة، بعدما فقد 14 نقطة كاملة، وهو ما يعادل خسارة أكثر من ثلث نقاطه المحتملة. هذا الإهدار الكبير جعل الفريق يبتعد عن صدارة الترتيب، وأفقده القدرة على المنافسة الحقيقية على القمة.
ورغم تسجيل الفريق 15 هدفًا خلال تلك الفترة –وهو نفس عدد الأهداف الذي سجله جروس– إلا أن الفارق كان في الفاعلية وتحويل التعادلات إلى انتصارات، حيث افتقد الفريق للحسم في المباريات الكبرى، ما جعل إدارة النادي تفقد ثقتها في قدرة المدرب على قيادة المشروع الرياضي.
لغة الأرقام تحسم القرار
تؤكد هذه الإحصاءات أن قرار مجلس إدارة الزمالك بإنهاء التعاقد مع فيريرا لم يكن مجرد استجابة لضغوط جماهيرية، بل نتيجة تحليل فني دقيق أظهر بوضوح حجم التراجع في الأداء والنتائج.
فخلال فترة فيريرا، أهدر الفريق 14 نقطة كانت كفيلة بوضعه على قمة الدوري، لو تمكن من تحويل أربعة تعادلات إلى انتصارات أو تجنب خسارة واحدة على الأقل. هذا الإخفاق المتكرر في استثمار الفرص والمباريات المتاحة جعل الإدارة تفقد الثقة في إمكانية تصحيح المسار تحت قيادته.
كما أشار التقرير الفني المقدم إلى المجلس إلى أن المدرب فشل في دمج الصفقات الجديدة بالشكل المطلوب، ولم ينجح في معالجة الأزمة الهجومية التي يعاني منها الفريق منذ بداية الموسم، حيث افتقد الزمالك للفاعلية في الثلث الأخير، وبدت تحركات اللاعبين بلا تناغم أو فكرة واضحة.
وجاء القرار النهائي بعد اتصال هاتفي حاسم أجراه نائب الرئيس هشام نصر بالمدرب البلجيكي لإخطاره بإنهاء العلاقة التعاقدية بشكل رسمي، مع توجيه الشكر له على الفترة التي قضاها داخل النادي.
وبذلك يُطوى فصل جديد في مسيرة الزمالك، الذي يستعد الآن لمرحلة جديدة بقيادة أحمد عبد الرؤوف، في مهمة محفوفة بالتحديات، لكنها تمثل أيضًا فرصة لإعادة الروح للفريق الأبيض قبل موقعة السوبر المرتقبة.