تتواصل أزمة برشلونة الدفاعية رغم تألق الحارس البولندي فويتشيك تشيزني في العديد من المباريات، إذ لم يتمكن الفريق الكتالوني من الحفاظ على شباكه نظيفة منذ ما يزيد عن شهر ونصف، في سلسلة مقلقة من الأهداف المستقبلة تهدد استقرار الفريق قبل عودة الحارس الشاب خوان جارسيا من الإصابة.
ووفقاً لصحيفة “سبورت” الإسبانية، جاء فوز برشلونة الأخير على إلتشي بمثابة دفعة معنوية بعد سلسلة من النتائج المتذبذبة، لكنه كشف مجدداً عن ثغرات دفاعية واضحة، بعدما اضطر تشيزني لالتقاط الكرة من شباكه مرة أخرى، ليمتد بذلك مسلسل المباريات التي يستقبل فيها الفريق أهدافاً منذ فترة وجود خوان جارسيا في المرمى قبل إصابته.
ومع اقتراب الحارس الإسباني من العودة، يبدو أن الحارس البولندي يقترب من نفاد الفرص لإنهاء مباراة بشباك نظيفة.
12 هدفاً في 7 مباريات
تلقى تشيزني أهدافاً في جميع المباريات الثماني التي خاضها هذا الموسم مع برشلونة، بمجموع 12 هدفاً، وهي حصيلة لا تعكس مستوى الحارس الحقيقي، إذ لا يمكن تحميله مسؤولية أغلب تلك الأهداف. ففي الكلاسيكو، تصدى لركلة جزاء نفذها كيليان مبابي، كما أبعد أمس تسديدة خطيرة من رافا مير كادت تعمق جراح الفريق، بعدما كان المهاجم قد سجل في مرماه سابقاً بلقطة لم يكن لتشيزني أي سيطرة عليها.
وباحتساب الأهداف التي استقبلها كل من تشيزني وخوان جارسيا – الذي تلقى هدفاً أمام أفييدو قبل إصابته – يكون برشلونة قد خاض 8 مباريات متتالية استقبل خلالها أهدافاً.
وآخر مرة خرج فيها الفريق بشباك نظيفة تعود إلى 21 سبتمبر الماضي، عندما فاز بقيادة هانز فليك على خيتافي بثلاثية نظيفة في ملعب يوهان كرويف، ومنذ ذلك الحين لم يتمكن من الحفاظ على نظافة شباكه في سبع مباريات متتالية على الأقل.
سلسلة طويلة من الأهداف المستقبلة
قائمة المباريات التي شهدت اهتزاز شباك برشلونة تشمل مواجهات ضد أفييدو وريال سوسيداد، إذ تلقى الحارس خوان جارسيا هدف أفييدو في اللقاء الذي أُصيب فيه، فيما اهتزت شباك تشيزني بهدف ريال سوسيداد في أول ظهور له هذا الموسم. بعدها، توالت الأهداف على الفريق، فاستقبل هدفين من باريس سان جيرمان، وأربعة من إشبيلية، وهدفاً أمام كل من جيرونا وأولمبياكوس، بالإضافة إلى هدفين من ريال مدريد في الكلاسيكو رغم تألق الحارس البولندي.
وأخيراً، أضاف رافا مير هدفه في مباراة إلتشي ليواصل الفريق نزيف الأهداف.
أرقام تذكّر بعهد كومان
هذه السلسلة السلبية في استقبال الأهداف لم تحدث منذ موسم 2020-2021، حين كان الهولندي رونالد كومان يشرف على تدريب برشلونة. وخلال الموسم الماضي، واجه الفريق بقيادة فليك فترتين استقبل فيهما أهدافاً في 6 مباريات متتالية، لكنه لم يصل إلى 7 كما يحدث حالياً.
ومع هدف إلتشي الأخير، عادل برشلونة رقمه السلبي السابق بخوض 8 مباريات رسمية متتالية استقبل فيها أهدافاً، وهو ما حدث آخر مرة في عهد كومان قبل خمس سنوات. والطريف أن تلك السلسلة توقفت حينها بفوز كبير بثلاثية نظيفة على إلتشي نفسه، لكن هذا السيناريو لم يتكرر في مواجهة الأحد الأخيرة.
سيناريو المباراة
انطلقت مباراة برشلونة وإلتشي على ملعب مونتجويك بإيقاع سريع، حيث بدأ إلتشي بشجاعة هجومية منذ الدقيقة الأولى عندما أرسل جيرمان فاليرا عرضية خطيرة داخل منطقة الجزاء، لكن أليخاندرو بالدي تدخل في اللحظة الأخيرة بانزلاق مثالي، ليمنع رافا مير من التسجيل.
في الدقيقة الثانية، أظهر لامين يامال، أول تهديد، حين تلاعب بدفاع إلتشي داخل المنطقة ومرر كرة عرضية انتهت عند دي يونج، إلا أن الحكم أوقف اللعب بداعي التسلل.
وحاول ماركوس راشفورد في الدقيقة الثالثة، اقتحام دفاع الفريق الضيف، لكن الكرة طالت منه وضاعت فرصة واعدة.
وبعد ذلك بدقيقة واحدة، سقط رافا مير في فخ التسلل مجددًا، في مشهد تكرر مع زميله فاليرا في الدقيقة السادسة.
وفي الدقيقة التاسعة، تقدم البارسا بهدف رائع من لامين يامال، الذي تسلم تمريرة مثالية من بالدي داخل المنطقة، وراوغ مدافع إلتشي بخداع ذكي، ثم أطلق تسديدة يسارية قوية في الزاوية البعيدة، معلنًا تقدم أصحاب الأرض.
وبعد دقيقتين فقط، وتحديدًا في الدقيقة 11، أضاف فيران توريس الهدف الثاني بعد ضغط ناجح من فيرمين في منتصف الملعب، لينفرد الأخير ويسلم الكرة لتوريس أمام المرمى، وضعها بسهولة إلى الشباك.
وتلقى إلتشي صدمة سريعة، فبعد بداية متوازنة، وجد نفسه متأخرًا بثنائية في أول ربع ساعة.
وحاول الفريق الضيف، استعادة توازنه، لكن دفاع برشلونة كان أكثر يقظة.
وفي الدقيقة 23، قطع القائد بيجاس، تمريرة خطيرة من دي يونج نحو توريس، مانعًا هدفًا شبه محقق.
وتواصل ضغط برشلونة، وسدد فيرمين كرة قوية في الدقيقة 24 لكنها علت العارضة.
وعند الدقيقة 33، كاد فيرمين أن يسجل الثالث بعد أن غير الدفاع اتجاه تسديدته لتخرج بجوار القائم. بعدها بدقيقة، رد راشفورد بتسديدة من خارج المنطقة، لكنها لم تجد طريقها نحو المرمى.
وفي الدقيقة 38، عاد المهاجم الإنجليزي ليهدد مرمى إلتشي مجددًا بتسديدة قوية ارتطمت بقدم أحد المدافعين وخرجت فوق العارضة.
ثم في الدقيقة 39، كاد فيران توريس أن يوقع على ثنائيته، لولا تألق الحارس إيناكي بينيا.
وقبل نهاية الشوط الأول بثلاث دقائق، أعاد رافا مير الحياة إلى إلتشي، بعدما تلقى تمريرة مذهلة من ألفارو نونييز، انطلق بها بسرعة، تفوق على أراوخو وسدد بقوة في القائم القريب، مقلصًا الفارق إلى 1-2 في الدقيقة 42. وبعد مراجعة الفار، تم تأكيد صحة الهدف في الدقيقة 43.
وكاد توريس أن يعيد الفارق لهدفين في الدقيقة 45+1 بتسديدة قوية داخل المنطقة، لكن بينيا تصدى لها ببراعة، لينتهي الشوط الأول بتقدم برشلونة (2-1).
ومع انطلاق الشوط الثاني، سنحت فرصة خطيرة لراشفورد في الدقيقة 46 بعد تمريرة بينية رائعة، لكنه سدد بجوار القائم.
وبعد ثلاث دقائق، أرسل فيباست كرة عرضية لإلتشي لم يلحق بها أندريه سيلفا.
وفي الدقيقة 51، ألغى الحكم هدفًا لبرشلونة أحرزه راشفورد بداعي التسلل على فيرمين.
وعاد إلتشي ليقترب من التعادل في الدقيقة 54، عندما سدد رافا مير كرة قوية ارتدت من العارضة، قبل أن يصطدم مجددًا بالقائم في الدقيقة 67.
لكن الرد الكتالوني جاء قاسيًا في الدقيقة 61، حين مرر فيرمين تمريرة ساحرة بوجه القدم الخارجي إلى ماركوس راشفورد، الذي استلم الكرة بمهارة، راوغ مدافعه، وأطلق صاروخية ارتطمت بالعارضة وسكنت الشباك، ليوقع على الهدف الثالث بطريقة مذهلة.
وفي الدقائق التالية، تراجع الإيقاع قليلًا مع محاولات متبادلة من الجانبين، كان أبرزها تسديدة لامين يامال في الدقيقة 77 التي علت المرمى بعد خطأ من الحارس بينيا، لتضيع فرصة الهدف الرابع.