يستعد الإيطالي سيموني إنزاجي، المدير الفني للهلال، لكتابة فصل جديد في مسيرته خلال دوري أبطال آسيا للنخبة 2025-2026، إذ يحل الزعيم ضيفًا على الغرافة القطري مساء الإثنين، ضمن الجولة الرابعة، في لقاء مرتقب بين المدرب الإيطالي ونظيره البرتغالي بيدرو مارتينز.
ويخوض الهلال المباراة بمعنويات مرتفعة، بعدما حقق العلامة الكاملة (9 نقاط) في أول ثلاث جولات من دور المجموعات، ليعتلي صدارة مجموعة الغرب.
وفي المقابل، يدخل الغرافة اللقاء محاصرًا بضغط النتيجة، إذ جمع 3 نقاط فقط من فوز وحيد وخسارتين، ما يضعه أمام مهمة صعبة على أرضه وبين جماهيره.
هذا اللقاء لا يُمثل مجرد محطة قارية جديدة للزعيم، بل يحمل بعدًا آخر يتعلق بالسجل المميز لإنزاجي أمام المدرسة البرتغالية، حيث اعتاد المدرب الخروج منتصرًا في مناسبات عديدة جمعت بينه وبين أقرانه من البرتغال.
تفوق رقمي
منذ بداياته التدريبية في الملاعب الإيطالية، وجد سيموني إنزاجي نفسه في مواجهات متعددة مع مدربين برتغاليين من أصحاب الأسماء الكبيرة في عالم التدريب، على غرار جوزيه مورينيو وباولو سوزا وباولو فونسيكا وسيرجيو كونسيساو.
وخاض إنزاجي أمام المدربين البرتغاليين 25 مباراة في مختلف البطولات، خرج منها بـ12 فوزًا، مقابل 7 هزائم فقط، بينما حضر التعادل في ست مناسبات، وفقا لإحصائيات صحيفة “الرياضية” السعودية.
هذا التفوق الرقمي لا يعكس مجرد أفضلية في النتائج بقدر ما يجسد قدرة الإيطالي على التعامل مع مدرسة تُعرف بصرامتها التكتيكية ومرونتها عالية المستوى، خصوصًا في البطولات الكبرى التي تتطلب إدارة من نوع خاص.
وتُعد ذكريات إنزاجي في مواجهة سيرجيو كونسيساو إحدى أبرز المحطات التي رسّخت تفوقه أمام المدرسة البرتغالية.
ففي موسم 2022-2023، التقى فريق إنتر ميلان الذي كان يقوده إنزاجي مع بورتو البرتغالي بقيادة كونسيساو في دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا.
وتمكن إنزاجي حينها من قيادة فريقه للفوز ذهابًا على ملعب جوزيبي مياتزا بهدف البلجيكي روميلو لوكاكو، قبل أن يجبر خصمه على التعادل السلبي في مباراة الإياب داخل ملعب الدراجاو، ليحصد بطاقة التأهل إلى ربع النهائي في إحدى المواعيد القارية البارزة بتاريخ المدرب.
هذا النجاح لم يكن استثناءً، بل يأتي امتدادًا لسلسلة مواجهات أخرى أظهرت تفوق إنزاجي على أسماء لامعة، ففي الكالتشيو الإيطالي، خاض 6 مواجهات ضد جوزيه مورينيو، خرج منها بخمسة انتصارات، في سجل أثبت خلاله الإيطالي تفوقه تكتيكيًا على أحد أبرز المدربين في العالم.
كما واجه باولو سوزا في خمس مباريات متوازنة النتائج، انتهت بفوزين لكل منهما وتعادل، بينما خاض العدد نفسه أمام باولو فونسيكا بسجل متقارب يتضمن فوزًا وحيدًا وتعادلين وخسارتين.
ورغم تغيّر البيئة التنافسية بانتقاله إلى السعودية، بقي إنزاجي وفياً لنهجه في التفوق على المدرسة البرتغالية؛ إذ فاز خلال هذا الموسم 2025-2026 على الاتحاد بقيادة سيرجيو كونسيساو بثنائية نظيفة في الدوري السعودي للمحترفين، قبل أن يحقق انتصارًا جديدًا في كأس الملك على الأخدود بقيادة البرتغالي باولو سيرجيو.
هذه الخلفية التاريخية تمنح مواجهة الغرافة بعدًا إضافيًا، حيث يُنظر إلى لقاء إنزاجي ومارتينز كفصل جديد في “السجل الإيطالي ـ البرتغالي” الذي يُعد أحد المحاور القوية لهذه المواجهة القارية المرتقبة.
Getty Images
هيمنة هلالية ممتدة
ولا يقتصر التفوق الأزرق على الساحة الفنية فقط، بل يمتد إلى التاريخ القاري. إذ يمتلك الهلال أفضلية واضحة في مواجهاته أمام الأندية القطرية، خاض خلالها 43 مباراة، فاز في 25 وتعادل في 10، بينما خسر 8 فقط.
ومن ضمن هذه المواجهات، التقى الهلال والغرافة في 7 مباريات، حسم الزعيم منها 5، مقابل تعادل وحيد وخسارة جاءت عام 2010 في إياب ربع النهائي بعدما امتدت المباراة إلى أشواط إضافية.
أما آخر مواجهة مباشرة بينهما، فجاءت العام الماضي وانتهت بفوز الهلال بثلاثية نظيفة سجلها ماركوس ليوناردو وسيرجي سافيتش وألكسندر ميتروفيتش، في تأكيد جديد على تفوق الأزرق.
كما يُعد الهلال الفريق الوحيد في بطولتي الشرق والغرب الذي حقق العلامة الكاملة خلال أول ثلاث جولات، متقدمًا على منافسين كبار مثل أهلي جدة وشباب الأهلي والوحدة، ما يجعله مرشحًا بارزًا للتقدم نحو الأدوار الإقصائية.
تصريحات حذر واحترام
وعلى الرغم من الأرقام المريحة، رفض إنزاجي التقليل من قدر منافسه، مشددًا خلال المؤتمر الصحفي على احترامه الشديد للغرافة.
وقال خلال المؤتمر الصحفي قبل المباراة: “نلعب أمام فريق يقدم مستوى فنيًا كبيرًا في الدوري القطري، وندرك أن المواجهة لن تكون سهلة.. تابعت الغرافة جيدًا، ولديهم مدرب مميز ولاعبون يقدمون أداءً قويًا”.
وأوضح المدرب الإيطالي أن الفريق القطري يعتمد على مرونة تكتيكية بين طريقتي 4-2-3-1 و4-3-3، ما يتطلب تركيزًا وانضباطًا عاليين من جانب لاعبي الهلال.
في المقابل، أكد بيدرو مارتينز جاهزية فريقه لهذه التحديات، مشيرًا إلى رغبته في تقديم مباراة قوية أمام فريق “جماعي للغاية” رغم الغيابات التي يعاني منها الطرفان.