‏27 يومًا تكفي.. كيف أعاد كونسيساو سلاح الاتحاد المدمر؟

BySayed

نوفمبر 5, 2025


بدأت بصمات المدرب البرتغالي سيرجيو كونسيساو، تظهر بقوة مع اتحاد جدة خلال أيام قليلة من توليه المهمة الفنية خلفًا للفرنسي لوران بلان.

وقرر الاتحاد تعيين كونسيساو مديرًا فنيًا للفريق يوم 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد سلسلة من النتائج الكارثية التي قدمها لوران بلان، وآخرها الخسارة من النصر في الدوري السعودي للمحترفين.

صحيح أن كونسيساو لم يحقق أي فوز خلال 3 مباريات خاضها في الدوري حتى الآن، بالتعادل مرتين والهزيمة في مناسبة وحيدة، ولكنه استطاع إعادة “العميد” لطريق الانتصارات على المستوى الآسيوي، بالفوز على الشرطة العراقي والشارقة الإماراتي.

وبعيدًا عن النتائج، فهناك العديد من التفاصيل الفنية والتكتيكية التي بدأت تظهر على لاعبي الاتحاد، منذ تعيين المدرب البرتغالي، ولعل أبرزها عودة الجناح الفرنسي موسى ديابي لمستواه المعهود.

هبوط مفاجئ

بدأ ديابي الموسم الجاري بهبوط مفاجئ في المستوى، فيما يتعلق بالمساهمات التهديفية أو التحركات والفاعلية الدفاعية والهجومية.

كذلك، ظهر الجناح الفرنسي برعونة كبيرة في عملية الاستلام والتسليم، والمسافات المقطوعة، وهو ما تسبب في انتقادات حادة.

ووصلت الانتقادات لمطالبة جماهير الاتحاد بالتخلص من الجناح الفرنسي والتعاقد مع لاعب جديد خلال فترة الانتقالات الشتوية المقبلة.

وخلال 7 مباريات خاضها ديابي في مختلف المسابقات تحت قيادة بلان عند بداية الموسم، تمكن من تقديم تمريرتين حاسمتين فقط، ولم يسجل أي أهداف.

تصحيح المسار

لكن منذ قدوم كونسيساو، عاد ديابي من جديد لمستواه المعهود، حيث قام بـ8 مساهمات تهديفية خلال 6 مباريات بمختلف البطولات.

وتمكن ديابي من صناعة هدف تعادل فريقه مع الفيحاء (1-1) في الدوري، وسجل ثنائية في التعادل أمام الخليج (4-4) بالجولة الماضية.

وسجل هدفًا وصنع هدفين في الفوز على الشرطة (4-1) في ثالث جولات دوري أبطال آسيا للنخبة، كما قدم تمريرة حاسمة في ليلة الانتصار على الشارقة (3-0)، أمس الثلاثاء.

إضافة إلى ذلك، فقد نجح ديابي في صناعة هدف خلال فوز الاتحاد على النصر، بنتيجة (2-1)، ضمن منافسات ثمن نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين.

أسباب التألق

أول ما فعله كونسيساو هو تحرير ديابي من القيود التكتيكية التي كبّلته في الفترات السابقة، حيث منحه حرية أكبر في التحرك بين الخطوط، بدلًا من التزامه الدائم بالجناح الأيمن.

المدرب البرتغالي أدرك أن سرعة ديابي ليست مجرد سلاح هجومي، بل وسيلة لتحطيم التنظيم الدفاعي للخصوم، فصمّم أسلوب اللعب حول التحولات السريعة التي تجعل الفرنسي في مواجهة مباشرة مع المدافعين.

إضافةً إلى ذلك، ركّز كونسيساو على الجانب الذهني، فغرس في لاعبه الثقة مجددًا، ومنحه دورًا قياديًا داخل الملعب، وهو ما انعكس في لغة جسده وطريقة احتفاله بالأهداف.

كما أن وجود مهاجم متحرك أمامه، يمنحه المساحة لاقتحام المنطقة من الخلف، ساعده على تعدد الحلول الهجومية بين التمرير والتسديد.

سلاح متعدد

لم يعد ديابي مجرد جناح تقليدي يلتزم بخط التماس ويمرر الكرات العرضية، بل تحوّل في يد كونسيساو إلى سلاح تكتيكي متعدد الاستخدامات، يتحرك بين الأطراف والعمق، ويصنع الفارق من أي مساحة تُمنح له.

المدرب البرتغالي غيّر موقع ديابي أكثر من مرة خلال المباريات، فيتحول أحيانًا إلى صانع لعب متقدم خلف المهاجمين، وأحيانًا إلى مهاجم ثانٍ يهاجم المساحة بين قلب الدفاع والظهير، ليُربك خطوط الخصم باستمرار.

Al Ittihad v Al-Fateh - Saudi Pro LeagueGetty Images

هذا التنوع جعل الاتحاد أكثر مرونة، وأتاح للفريق خيارات هجومية يصعب التنبؤ بها، فبدلًا من أن يكون ديابي اللاعب الذي ينتظر الكرة، أصبح هو الذي يفرض الإيقاع ويدير التحولات بنفسه.

كما ساعدته لياقته العالية وقدرته على العودة السريعة في الأدوار الدفاعية على أن يكون عنصرًا متوازنًا في المنظومة، لا يكتفي بتسجيل وصناعة الأهداف، بل يساهم أيضًا في افتكاك الكرة وبناء الهجمات من الخلف.

27 يومًا من التحول

جاء التحول في مستوى ديابي منذ وصول كونسيساو حتى مباراة الأمس، وهي فترة استغرقت 27 يومًا فقط.

ونجح المدرب البرتغالي في إعادة سلاح الأقوى للواجهة، بعد فترة من الانتقادات والمطالبات بالتخلص منه.

وإجمالا، وصل ديابي إلى 10 مساهمات تهديفية حتى الآن، حيث سجل 3 أهداف وصنع 7 أخرى، ولا يزال الموسم في بدايته، مما ينذر بنسخة مرعبة للخصوم في قادم المواعيد.

وتحدث ديابي عن سر تحوله مع كونسيساو في تصريحات بالمؤتمر الصحفي، أمس الثلاثاء، قائلاً: “أساليب مختلفة بين المدرب الحالي والسابق، نمتلك حاليًا مديرًا فنيًا على أعلى مستوى، وعمل في أندية كبرى”.

وأكمل: “نحن لدينا حاليًا لاعبون كبار أيضًا وهو حضر ليساعدنا ونحن نطبق ما يطلبه منا كلاعبين”.



المصدر – كوورة

By Sayed