تواصل الإثارة السيطرة على أحداث بطولة الدوري السعودي للمحترفين، بعد مرور 7 جولات من عمر النسخة الحالية، والتي شهدت العديد من الأرقام المثيرة.
ويتصدر النصر جدول ترتيب المسابقة برصيد 21 نقطة، محققًا العلامة الكاملة في أول 7 مباريات، ويأتي خلفه التعاون بفارق 3 نقاط أقل (18)، ثم الهلال في المركز الثالث (17) والقادسية (14) والأهلي (13).
أرقام مثيرة
واصل البرازيلي ماركوس ليوناردو، مهاجم الهلال، توهجه هذا الموسم منذ عودته للقائمة المحلية للفريق، حيث خاض 4 مباريات في المسابقة.
وسجل ليوناردو في جميع المباريات التي شارك فيها، بواقع 6 أهداف، حيث هز شباك الأخدود (2) الاتفاق (2) والاتحاد (1) والشباب (1).
ويعد المغربي ياسين بونو، حارس مرمى الهلال، هو الحارس الأكثر حفاظًا على شباكه بواقع 4 مباريات، متساويًا مع السنغالي إدوارد ميندي، نجم أهلي جدة.
وفيما يتعلق بسلسلة اللا هزيمة، فهناك 3 أندية فقط تجنبت الخسارة حتى الآن، متمثلة في النصر والهلال والأهلي.
ويتصدر اليوناني كوستاس فورتونيس، نجم الخليج، قائمة أكثر اللاعبين صناعة للأهداف بواقع 7 تمريرات حاسمة، متفوقًا على ثنائي النصر المتمثل في الفرنسي كينجسلي كومان (5) والسنغالي ساديو ماني (4).
ويحتل البرتغالي جواو فيليكس، نجم النصر صدارة ترتيب هدافي المسابقة، بواقع 9 أهداف، متساويًا مع جوشوا كينج، نجم الخليج، وخلفها البرتغالي كريستيانو رونالدو، بفارق هدف أقل (8).
وبحسب موقع “سوفا سكور” لإحصائيات كرة القدم، فإن كومان هو اللاعب الوحيد في الدوري السعودي الذي وصل إلى صناعة 10 فرص محققة حتى الآن.
جوائز خاصة
أعلن الحساب الرسمي لدوري روشن عبر منصة “إكس” عن جوائز الأفضل لشهر أكتوبر/ تشرين أول، حيث حصد بونو جائزة القفاز الذهبي، بعدما حافظ على شباكه في 3 مباريات متتالية.
وقاد بونو الهلال للفوز على الاتفاق (5-0) والاتحاد (2-0) والشباب (1-0)، ليحصد القفاز الذهبي عن جدارة واستحقاق.
في المقابل، تمكن مدربه الإيطالي سيموني إنزاجي من الحصول على جائزة مدرب الشهر، بعد قيادة فريقه للفوز في 3 مباريات.
وحصل عبدالعزيز عليوة، لاعب الخلود على جائزة أفضل لاعب واعد، حيث سجل هدفًا في فوز فريقه (5-1) أمام النجمة بالجولة الخامسة.
وحصد فورتونيس جائزة أفضل لاعب في الشهر بشكل عام، متفوقًا على جميع نجوم المسابقة.
إثارة محلية.. وصدى عالمي
لم يعد الدوري السعودي مجرد بطولة محلية، بل تحوّل إلى ساحة مليئة بالإثارة والتشويق، تجذب أنظار الجماهير من مختلف أنحاء العالم.
كل جولة أصبحت تحمل طابعًا خاصًا، مليئًا بالندية والمفاجآت، سواء من ناحية النتائج أو الأداء الفني داخل المستطيل الأخضر.
وجود أسماء عالمية مثل كريستيانو رونالدو، كريم بنزيما، رياض محرز، ونجولو كانتي، رفع من سقف التنافس إلى مستويات غير مسبوقة، وجعل المباريات تُتابع لحظة بلحظة من جماهير أوروبا وآسيا وأفريقيا على حد سواء.
وباتت الأضواء الإعلامية العالمية مسلّطة على كل ما يحدث في الملاعب السعودية، من أهداف وتصريحات وحتى التفاصيل التكتيكية، مما منح البطولة مكانة جديدة في خريطة كرة القدم الدولية.
كما أن التوازن الكبير بين الأندية الكبرى المتمثلة في الهلال، الاتحاد، النصر، والأهلي جعل الصراع على القمة لا يُحسم بسهولة، بل يظل مفتوحًا حتى اللحظات الأخيرة، وهو ما يزيد من شغف المتابعين حول العالم.
الإثارة في الدوري السعودي لم تعد حكرًا على النتائج، بل أصبحت في كل تفصيلة، من جودة النقل التلفزيوني، إلى امتلاء المدرجات بالجماهير، وصولًا إلى الحوارات المستمرة بين المشجعين على وسائل التواصل، لتؤكد أن “دوري روشن” بات ماركة كروية عالمية بامتياز.
تحديات منتظرة
رغم الزخم الكبير الذي يعيشه الدوري السعودي هذا الموسم، فإن التحديات المقبلة تبدو أكثر صعوبة، سواء على المستوى الفني أو البدني أو حتى الإداري، فازدحام روزنامة المباريات بين المسابقات المحلية والآسيوية يشكل اختبارًا حقيقيًا لقدرات الأندية الكبرى ومدربيها في إدارة الجهد والحفاظ على جاهزية النجوم.
كذلك، يواجه اللاعبون تحديًا خاصًا في المحافظة على التركيز أمام الأضواء الإعلامية الكبيرة والضغوط الجماهيرية المتزايدة، خصوصًا في ظل المنافسة الشرسة التي لا تسمح بأي تراجع أو هفوة.
أما من الناحية الفنية، فكل فريق مطالب بتطوير أسلوبه باستمرار، لأن أي نقطة ضعف باتت تُستغل بسرعة في دوري لا يرحم الأخطاء.
كما تشكّل الإصابات والإجهاد البدني تهديدًا دائمًا، في ظل النسق السريع للمباريات والسفر الطويل بين البطولات، ما يفرض على الأجهزة الفنية إعدادًا بدنيًا عالي المستوى وخططًا بديلة جاهزة.
ومع اقتراب المراحل الحاسمة، سيُختبر الجميع، المدربون في اختياراتهم، اللاعبون في شخصيتهم، والإدارات في قدرتها على تهيئة الأجواء.
إنها فترة حاسمة ستكشف من يملك النفس الطويل ومن سيتراجع تحت ضغط المنافسة، فالدوري السعودي لم يعد يحتمل سوى الكبار الحقيقيين.