من آسيا إلى العالمية.. 21 يومًا تنصب الدوسري ملكًا للكرة السعودية

BySayed

نوفمبر 7, 2025


في 3 أسابيع فقط، خطف سالم الدوسري، قائد الهلال، الأضواء من الجميع، وتحول من نجم محلي، إلى رمز كروي يُجسد روح السعودية الجديدة في الملاعب.

وخلال 21 يومًا فقط، أعاد “التورنيدو” كتابة فصول المجد، متنقلًا بين البطولات واللحظات التاريخية، من تألقه القاري في دوري أبطال آسيا إلى وجود اسمه بين نجوم العالم.

وبين هدف يصنع الفارق، وآخر يهز الشباك في اللحظات المستحيلة، نجح سالم الدوسري في أن يفرض نفسه ملكًا متوجًا على عرش الكرة السعودية، جامعًا بين المهارة والقيادة والجرأة، ومؤكدًا أن النجومية ليست صدفة، بل ثمرة شغف لا يهدأ.

وبحسب بيان الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”، فإن القائمة النهائية للاعبين المرشحين للتواجد في تشكيلة العام، شهدت تواجد سالم الدوسري، نجم الهلال والمنتخب السعودي.

كما شهدت القائمة أيضًا، تواجد كريستيانو رونالدو لاعب النصر، وثلاثي الهلال، كاليدو كوليبالي وروبن نيفيز والحارس المغربي ياسين بونو.

21 يومًا من المجد

لم تكن إنجازات سالم الدوسري في تلك الفترة الأسطورية، مجرد أرقام تضاف إلى سجله، بل كانت محطات ترسخ مكانته كأحد أعظم من لمس الكرة السعودية.

ففي غضون 21 يومًا فقط، كتب “التورنيدو” فصولًا جديدة في تاريخ كرة القدم الآسيوية والعالمية، بعدما أصبح أول لاعب سعودي في التاريخ يحقق جائزة أفضل لاعب في آسيا مرتين، تأكيدًا على استمرارية بريقه وثبات مستواه في القمم.

وانضم الدوسري إلى قائمة محدودة تضم أربعة لاعبين فقط نالوا الجائزة مرتين، هم الياباني هيديتوشي ناكاتا في 1997 و1998، والأوزبكي سيرفر دجيباروف في 2008 و2011، والقطري أكرم عفيف في 2019 و2023.

Al Hilal v Al Shabab - Saudi Pro LeagueGetty Images

وبهذا الإنجاز، حرم الدوسري، نظيره عفيف من أن يصبح أول لاعب في التاريخ، يحقق الجائزة ثلاث مرات، كما حرم عارف أيمن، من أن يكون أول لاعب ماليزي يُتوج بالجائزة القارية الكبرى.

ولم يتوقف الدوسري عند حدود الألقاب الفردية، بل دوّن اسمه أيضًا في سجلات دوري أبطال آسيا كأول سعودي يسجل 34 هدفًا في تاريخ البطولة، ليصبح الهداف التاريخي للمملكة في المحفل القاري الأكبر.

وجاءت اللحظة الأهم، حين كسر الحاجز العالمي، بعدما أصبح أول لاعب سعودي يترشح لجائزة من جوائز “الفيفا” الرسمية، ليدخل نادي الأساطير الذين مثّلوا أوطانهم في المحافل الكبرى، ويرفع اسم السعودية إلى منصات التقدير العالمية.

هكذا، خلال 21 يومًا فقط، تحول سالم الدوسري من نجم يتألق في الملاعب إلى أسطورة حقيقية تكتب التاريخ بحروف من ذهب.

موسم تاريخي

جاء ذلك، استمرارًا للمستوى المذهل الذي قدمه سالم الدوسري خلال الموسم الماضي، حيث قدم النسخة الأفضل منه على المستوى التهديفي.

وسجل الساحر السعودي خلال الموسم الماضي 27 هدفًا، في 51 مباراة بجميع المسابقات، وصنع 18، ليؤكد أنه من أكثر اللاعبين السعوديين تأثيرًا في العقد الأخير.

وفي الدوري السعودي، قدّم الدوسري أداءً استثنائيًا، إذ شارك في 30 مساهمة مباشرة (15 هدفًا و15 صناعة)، متساويًا مع الفرنسي كريم بنزيما مهاجم الاتحاد، ليصبح أكثر اللاعبين صناعة للأهداف في المسابقة، متفوقًا على الفرنسي موسى ديابي نجم الاتحاد.

كما نال جائزة أفضل لاعب محلي في الدوري السعودي من رابطة المسابقة، وجائزة أفضل لاعب في الدوري بشكل عام من موقع “سوفا سكور” العالمي، تأكيدًا على تأثيره الكبير. 

Al Hilal v Al Shabab - Saudi Pro LeagueGetty Images

وعلى الصعيد القاري، تصدر الدوسري، قائمة هدافي دوري أبطال آسيا برصيد 10 أهداف، رغم خروج الهلال من نصف النهائي أمام الأهلي.

 ويعد هذا الرقم دليلاً على ثبات مستواه وتطوره المستمر في البطولات الكبرى.

اللاعب البالغ من العمر 34 عامًا، واصل تألقه في بطولة كأس العالم للأندية 2025، حين سجل هدفًا مهمًا في فوز الهلال على باتشوكا المكسيكي بنتيجة 2-0 في دور المجموعات، ليقود الفريق إلى ثمن النهائي.

لكن الإصابة حرمته من المشاركة في المباراتين التاليتين أمام مانشستر سيتي الإنجليزي وفلومينينسي البرازيلي، مما شكّل غيابًا مؤثرًا للفريق في المراحل الإقصائية من البطولة.

تحديات منتظرة

رغم المجد الكبير الذي حققه سالم الدوسري في الأسابيع الماضية، إلا أن الطريق أمامه لا يزال مليئًا بالتحديات الكبرى، فالموسم الجديد يحمل له اختبارات متعددة، قد تحدد مكانته بين الأساطير الخالدين.

على الصعيد المحلي، يدخل الدوسري موسمًا استثنائيًا مع فريقه الهلال، حيث يسعى لاستعادة لقب الدوري السعودي للمحترفين وسط منافسة شرسة من أندية الاتحاد والنصر والأهلي، في موسم يُتوقع أن يكون الأكثر سخونة في تاريخ البطولة.

 الجماهير تنتظر من “التورنيدو” أن يواصل لعب دور الحاسم في المباريات الكبرى، وأن يقود الهلال نحو السيطرة محليًا كما فعل في المواسم الماضية.

وفي دوري أبطال آسيا للنخبة، تبدو التحديات أعظم، فالهلال يسعى لاستعادة اللقب، والدوسري يُدرك أن بريقه القاري جزء من هويته الكروية.

 الأنظار ستتجه إليه في كل مباراة، والجميع ينتظر منه أن يواصل صناعة المجد وأن يُعيد الفريق إلى القمة الآسيوية مجددًا.

أما على مستوى كأس الملك، فهي بطولة لا تقل أهمية عن غيرها، وتمثل فرصة للهلال لتعزيز سجله المحلي، بينما يرى الدوسري فيها مناسبة لتأكيد قيمته القيادية، وإظهار شخصيته كلاعب لا يعرف الاكتفاء أو الاكتفاء بنصف النجاح.

لكن التحديات لا تتوقف عند حدود الأندية، فالدوسري يقف على أعتاب موسم دولي مزدحم مع المنتخب السعودي، يبدأ بكأس العرب في قطر، حيث يُنتظر أن يقود “الأخضر” إلى منصات التتويج بعد سنوات من الغياب.

 الجماهير تضع عليه آمالًا كبيرة في أن يكون رمز التجديد وقائد الطموح في جيلٍ جديد من اللاعبين.

ثم تأتي المحطة الأهم، كأس العالم المقبلة، التي ستكون بمثابة التحدي الأعظم في مسيرة سالم الدوسري. فاللاعب الذي هزّ شباك الأرجنتين في مونديال 2022، يسعى لتكرار الإنجاز وربما تجاوزه، في بطولة يريد من خلالها أن يثبت للعالم، أن ما قدمه لم يكن لحظة عابرة، بل هو استمرار لمسيرة نجم حقيقي يعيش في القمة ويقاوم السقوط منها.

إنها مرحلة إثبات الذات مجددًا، مرحلة يختبر فيها الدوسري نفسه أمام ضغوط الجماهير، وانتظارات الإعلام، وطموحات وطن كامل يرى فيه القدوة والقائد، فبعد أن صار “ملك الكرة السعودية”، يدرك سالم أن الحفاظ على العرش أصعب بكثير من الوصول إليه.



المصدر – كوورة

By Sayed