احذر سيناريو الهلال.. حماس كونسيساو يهدد الاتحاد في ديربي جدة

BySayed

نوفمبر 7, 2025


لا توجد صفة تُعرف عن البرتغالي سيرجيو كونسيساو، المدير الفني لاتحاد جدة، أكثر من الحماس، ذلك الحماس الذي يطغى عليه في الملعب، في المؤتمرات الصحفية، بل وينعكس على فريقه أيضًا.

غير أن هذا الحماس، كما يكون إيجابيًا في بعض المواقف، فإنه قد يكون سلبيًا في بعض المواقف الأخرى، لا سيما إذا تحول إلى اندفاع غير محسوب العواقب.

هذا السيناريو، هو ما تخشاه جماهير الاتحاد، حين يلاقي فريقها، غريمه التقليدي الأهلي، غدًا السبت، على ملعب الإنماء، في الجولة الثامنة من منافسات الدوري السعودي للمحترفين.

الهلال نموذجًا

لا شك أن واحدة من أفضل المباريات التي قاد فيها كونسيساو، فريق الاتحاد، هي مباراته ضد الهلال، الشهر الماضي، في الجولة السادسة من الدوري السعودي للمحترفين، رغم أنه خسر في النهاية بنتيجة 0-2، على ملعب الإنماء.

في تلك المباراة، فاجأ كونسيساو، الجميع، فرغم أنها كانت مباراته الثالثة مع الفريق، بعد تعيينه خلفًا للمدرب الفرنسي لوران بلان، لكنه لعب بجرأة شديدة، نابعة من طبيعته الشخصية وحماسه منقطع النظير.

الاتحاد أخذ زمام المبادرة طوال المباراة، أو على الأقل حتى بدايات الشوط الثاني، وذلك من خلال الضغط على الهلال من الأمام، والاندفاع هجوميًا، مع الاستحواذ على الكرة في معظم فترات المباراة.

ورغم أن البعض اعتقد ميل كونسيساو للدفاع، بعد بدء المباراة بـ 4 لاعبين في وسط الملعب، وهم البرازيلي فابينيو والمالي مامادو دومبيا والفرنسي نجولو كانتي والجزائري حسام عوار.

لكن المدرب البرتغالي أحسن استخدام هذا الرباعي بشكل كبير في الشق الهجومي، بالتناوب مع ثنائي المقدمة؛ كريم بنزيما وموسى ديابي.

أخطاء اتحاد جدة

غير أن ما ساعد كونسيساو على فرض سيطرته في المباراة، هو الإيطالي سيموني إنزاجي، المدير الفني لفريق الهلال، من خلال الطريقة التي يعتمد عليها منذ وصوله إلى ملعب المملكة أرينا في الصيف الماضي.

إنزاجي وافق ضمنيًا على تحكم الاتحاد في الكرة بشكل أكبر، في سبيل استدراج “النمور” إلى مناطق متقدمة من الملعب، واللعب على الهجمات المرتدة، من أجل خطف الأهداف.

صحيح أن الهلال لم ينجح في هذا السيناريو بشكل كبير، لكنه في النهاية أنهى المباراة فائزًا بنتيجة 2-0 في نهاية المطاف، ولكن هذه المرة بسبب الأخطاء الفردية التي ارتكبها لاعبو الاتحاد.

هدف الاتحاد الأول جاء عكسيًا من لاعب الوسط المالي مامادو دومبيا في الشوط الأول، قبل أن يقضي حامد الشنقيطي على آمال الاتحاد مع بداية الشوط الثاني، عندما أخطأ في التعامل مع تسديدة من روبين نيفيز ليكملها ماركوس ليوناردو في الشباك، ويسجل الهدف الثاني للهلال.

هذه الأخطاء تكررت في أكثر من مناسبة، ففي مباراة النصر بثمن نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، ارتكب ظهير الاتحاد، أحمد الجليدان، خطأ فادحًا بتدخل قوي على أيمن يحيى، وتعرض للطرد، وهو ما كاد أن يكلف فريقه المباراة.

وحتى في مباراة الخليج الأخيرة بالدوري السعودي، ارتكب لاعبو الاتحاد، العديد من الأخطاء، لا سيما على مستوى بناء اللعب، وهو ما تسبب في استقبال 4 أهداف، منها خطأ واضح بين فابينيو وبريدراج رايكوفيتش.

مصيدة الأهلي

هذه الأخطاء تحديدًا هي ما يعيش عليه الأهلي بشكل كبير، فهو أكثر فريق سعودي يتميز في مسألة الضغط العكسي، من خلال استخلاص الكرة في مناطق الخصوم، وهو ما يسهل من الوصول للمرمى.

وقد اتضح هذا المثال تحديدًا في المباراة الأخيرة ضد السد، يوم الثلاثاء الماضي، في دوري أبطال آسيا للنخبة.

فبينما كان الفريق القطري متحكمًا في مجريات اللعب بشكل أكبر، استغل الأهلي خطأً في التشتيت من لاعبه كلاودينيو، ليصل إلى المرمى بهدف رياض محرز بعد 3 لمسات.

بالإضافة إلى ذلك، يتميز الأهلي كثيرًا في الكرات الطولية التي تخترق دفاعات الفرق المنافسة، لا سيما من قبل مدافعه البرازيلي روجر إيبانيز، وهو ما سيجعل ضغط الاتحاد المرتفع بلا جدوى، بل وقد ينقلب عليه.

وما سيجعل من تلك الكرات أخطر على الاتحاد، أن فريق المدرب كونسيساو سيفتقد لخدمات لاعب وسطه البرازيلي فابينيو، وهو أكثر لاعب قادر على تغطية المساحات بين خطي الدفاع والوسط.

وفي ظل غيابه، قد يتمكن لاعبو الأهلي من استقبال الكرات الطولية في تلك المنطقة، حال إصرار كونسيساو على الضغط المرتفع، مع استقبال لاعبين مثل رياض محرز وإنزو ميلوت لها، لضرب دفاعات الاتحاد بشكل مباشر.

ولذلك، يجب على كونسيساو، الحذر في اختيار الطريقة التي سيواجه بها الأهلي، دون أن يطلق العنان لحماسه، لا سيما وأنه لا يزال يبحث عن أول فوز مع “النمور” في الدوري السعودي، بعد التعثر في أول 3 مباريات.



المصدر – كوورة

By Sayed