بعد ما يقرب من ثلاثة أعوام من الغلق، يعود ملعب سبوتيفاي كامب نو لاستقبال جماهير برشلونة من جديد، ولو بشكل جزئي، في حدث رمزي يُجسد ارتباط النادي بملعبه الأسطوري.
فاليوم وبعد 894 يومًا من آخر مباراة احتضنها في 28 مايو 2023 أمام ريال مايوركا (3-0)، سيُفتح الاستاد لأول مرة منذ بدء أعمال التجديد من أجل احتضان تدريب مفتوح للفريق الأول أمام الجماهير، بحسب صحيفة “موندو ديبورتيفو” الإسبانية.
الحدث الذي ينطلق في تمام الساعة 11:00 صباحًا، سيستمر ما بين 45 إلى 60 دقيقة، ويُعد بمثابة تجربة تجريبية استعدادًا للعودة الرسمية للمباريات بمجرد حصول النادي على الترخيص 1B، الذي سيسمح بفتح مدرج الجانبين الشرقي والغربي لتصل السعة إلى 45 ألف متفرج، في حين يقتصر الحضور الحالي على 23 ألف مشجع في مدرجي المدرج الجنوبي والمنصة الرئيسية.
وأوضح النادي أن هذه العودة الجزئية تأتي بعد حصوله على الترخيص 1A، الخاص بمناطق المدرج الجنوبي والمنصة الرئيسية في الدرجتين الأولى والثانية، مؤكدًا أن الخطوة التالية ستكون فتح المدرج الشمالي بالكامل عند نيل الترخيص 1C، المتوقع في شهر ديسمبر، ليصبح الاستاد جاهزًا بكل مناطقه.
اللحظة ستكون خاصة للغاية بالنسبة للاعبين والجهاز الفني، فالكثير منهم لم يسبق له اللعب في كامب نو، بمن فيهم المدرب هانز فليك.
وبعض اللاعبين مثل تشيزني وماركوس راشفورد خاضوا مباريات هناك كزوار، لكن أسماء شابة مثل فيرمين لوبيز، داني أولمو، كوبارسي، وجيرارد مارتين سيعيشون التجربة لأول مرة.
توصيات الدخول والتنظيم
ووجه برشلونة سلسلة من التعليمات لجماهيره في بيان رسمي، لضمان انسيابية الحدث، محددًا المداخل Q-V-W-D-E-F للمشاة كما دعا النادي إلى استخدام وسائل النقل العامة، نظرًا لعدم السماح بدخول السيارات الخاصة أو وجود أماكن مخصصة للأمانات.
وسيُطلب من المشجعين التوجه مباشرة إلى المقاعد المخصصة لهم.
عودة “سبوتيفاي كامب نو” ولو جزئيًا، تمثل لحظة عاطفية وتاريخية لجماهير برشلونة، التي طال انتظارها لرؤية فريقها من جديد في معقله الأسطوري، الذي يستعد لاستعادة بريقه كأحد أعظم ملاعب كرة القدم في العالم.
الفريق الكتالوني يتألق هجوميًا ويتخبط دفاعيًا
أدى التعادل 3-3 مع كلوب بروج البلجيكي إلى تفاقم مشكلة كبيرة ما زالت قائمة في برشلونة، إذ واصل الفريق الكتالوني تعثره بسبب الأخطاء الدفاعية المتكررة، التي لم يتمكن المدرب الألماني هانز فليك من إيجاد حل واضح لها، مما جعل خصوم البارسا ينجحون في زيارة شباكه بسهولة بالغة.
استقبلت شباك برشلونة تحت قيادة فليك 20 هدفًا في 15 مباراة، هذا الموسم، وهو رقم يوضح بجلاء حجم الأزمة الدفاعية التي يعاني منها النادي، رغم قوته الهجومية.
تعثر برشلونة مجددًا في أوروبا وبطريقة مؤلمة، بعدما كشف كلوب بروج نقاط الضعف الدفاعية بوضوح، ما أعاد الجدل حول أسلوب لعب فليك، الذي ما زال عاجزًا عن إيجاد التوازن بين الهجوم والدفاع.
أهداف سهلة
فالفريق يسجل ويهاجم، لكنه في المقابل يستقبل الأهداف بسهولة، وهو ما يهدد تقدمه في الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، حيث يتراجع ترتيبه تدريجيًا بسبب فقدان النقاط.
في 75 مباراة خاضها فليك مع برشلونة، حقق 54 فوزًا و9 تعادلات و12 خسارة، لكن الإحصائية الأهم أن الفريق استقبل ثلاثة أهداف أو أكثر في عشر مباريات.
وكانت أغلب هذه الأهداف الكثيرة في مواجهات كبرى أو حاسمة، مثل الفوز 5-4 على بنفيكا في دوري الأبطال، والتعادل 4-4 مع أتلتيكو مدريد في ذهاب نصف نهائي كأس الملك، والتعادل 3-3 ثم الخسارة 4-3 أمام إنتر ميلان في دوري الأبطال، حيث اهتزت شباكه سبع مرات، ما منعه من بلوغ النهائي الأوروبي وأحبط آمال جماهيره.
وفي الموسم الماضي من دوري الأبطال، استقبل برشلونة 24 هدفًا في 14 مباراة، مقابل 15 هدفًا فقط استقبلها باريس سان جيرمان في 17 مباراة نحو اللقب، وهو فارق يعكس حجم المشكلة.
وفي المباريات العشر التي تلقى فيها برشلونة ثلاثة أهداف أو أكثر مع فليك، سجل الفريق 33 هدفًا لكنه استقبل 35 هدفًا، ولم يتمكن من الفوز سوى في ثلاث منها، ما يؤكد أن أسلوب المدرب الألماني الهجومي لا يُعوِّض ضعف الخط الخلفي.
يعتمد فليك على الضغط العالي وخط دفاعي متقدم، غير أن هذا الأسلوب تحول إلى نقطة ضعف قاتلة، إذ يمنح المنافسين مساحات واسعة خلف الدفاع، وهو ما حدث أمام بروج حين تلقى الفريق الأهداف الثلاثة بالطريقة نفسها تقريبًا: فقدان الكرة في مناطق خطرة، ضغط غير منظم، وهجمات سريعة في المساحات المفتوحة. وفي مثل هذه الحالات، يبدو برشلونة عاجزًا عن فرض سيطرته.
استقبل الفريق الأهداف في تسع مباريات متتالية حتى الآن، بمجموع 20 هدفًا في 15 مباراة، منها سبعة أهداف في أربع مباريات أوروبية فقط، خلال الموسم الجاري.
وتوضح هذه الأرقام أن البلوجرانا يفتقر إلى الضغط الفعّال، والرقابة الدفاعية المحكمة، ويترك خطوطه مفتوحة بشكل مقلق.
النتيجة واضحة: بدأ برشلونة الموسم بشكل سيئ، إذ خسر ست مباريات من أصل 15، واضطر للقتال في ثلاث منها للعودة وتحقيق الفوز، وهي حصيلة لا تليق بفريق يهدف إلى السيطرة على المنافسات، بالاستحواذ والتحكم في مجريات اللعب.