لم يتوقف قطار بايرن ميونخ حامل اللقب بقيادة مدربه البلجيكي فانسان كومباني، حتى بعدما خاض شوطًا كاملًا بعشرة لاعبين أمام باريس سان جيرمان بطل أوروبا، ليواصل سلسلة انتصاراته المذهلة بتحقيق الفوز السادس عشر تواليًا في مختلف المسابقات منذ بداية الموسم، ويثبت أنه يسير بثبات نحو موسم استثنائي.
ويأمل العملاق البافاري في مواصلة هذا الزخم عندما يحل ضيفًا ثقيلًا على يونيون برلين، السبت، ضمن منافسات المرحلة العاشرة من الدوري الألماني لكرة القدم، ساعيًا إلى الابتعاد أكثر في صدارة الترتيب.
بواقعية كبيرة من الفريق وتألق لافت للحارس المخضرم مانويل نوير، نجح بايرن في تجاوز عقبة سان جيرمان في قلب العاصمة الفرنسية باريس، بعدما كان قد خسر أمامه في يوليو الماضي بثنائية نظيفة في كأس العالم للأندية التي أُقيمت في الولايات المتحدة.
ورغم اضطراره لإكمال الشوط الثاني بعشرة لاعبين بعد طرد الجناح الكولومبي لويس دياز، فإن الفريق خرج منتصرًا بنتيجة (2-1) من ملعب “بارك دي برانس”، بعدما سجل دياس نفسه هدفي الشوط الأول.
وبهذا الفوز، حافظ بايرن ميونخ على سجله المثالي بـ16 انتصارًا متتاليًا في جميع البطولات، ليعزز صدارته للمجموعة الموحدة في دوري الأبطال والدوري المحلي على حد سواء، بفارق خمس نقاط عن مطارده لايبزيج، الذي سيخوض اختبارًا صعبًا أمام هوفنهايم.
ويملك فريق كومباني سجلًا مميزًا أمام يونيون برلين، إذ لم يتذوق طعم الخسارة أمامه في أي من المواجهات الـ12 السابقة، محققًا خلالها ثمانية انتصارات وأربع تعادلات، وهي أطول سلسلة لمباراة بين ناديين في الدوري الألماني دون خسارة لأحدهما أمام الآخر.
وسيكون الفوز العاشر في متناول بايرن، ما سيجعله يعادل الرقم القياسي بعدد الانتصارات المتتالية في بداية الموسم (10 مباريات) والذي حققه سابقًا تحت قيادة الإسباني بيب جوارديولا موسم 2015-2016.
أما على الصعيد الفردي، فيسعى الجناح الدولي سيرج جنابري إلى فكّ عقدة يونيون برلين، حيث لم يتمكن من التسجيل في شباكه خلال ثماني مواجهات سابقة، رغم تألقه في الموسم الحالي بتسجيل أربعة أهداف وصناعة ثلاثة في ثماني مباريات بالبوندسليجا.
من جانبه، يعيش النجم الإنجليزي هاري كين فترة هدوء نسبي، بعد أن خرج من مباراتين متتاليتين دون أن يهز الشباك، للمرة الأولى منذ انطلاق الموسم. فقد شارك بديلًا في مباراة الفوز الكبير على باير ليفركوزن (4-0)، ثم غادر الملعب في الدقيقة 88 أمام باريس سان جيرمان دون أن يسجل. ومع ذلك، لا يزال هداف توتنهام السابق يتصدر قائمة الهدافين برصيد 12 هدفًا، بفارق مريح عن أقرب ملاحقيه، ويتطلع إلى استعادة نغمة التسجيل سريعًا أمام يونيون برلين.
Getty Images
لايبزيج يواصل التألق بعد الكبوة الافتتاحية
بعد خسارته الثقيلة أمام بايرن ميونخ بسداسية نظيفة في الجولة الافتتاحية، تمكن لايبزيج من النهوض سريعًا واستعادة توازنه، ليحتل المركز الثاني في جدول الترتيب بعدما جمع 22 نقطة من أصل 24 ممكنة. وساهم غياب المشاركات الأوروبية هذا الموسم في منحه الوقت الكافي لإعادة بناء التشكيلة ودمج الوافدين الجدد بسرعة.
فخلال الصيف الماضي، رحل عن الفريق عدد من أبرز نجومه مثل الهولندي تشافي سيمونز، والسلوفيني بنيامين شيشكو، والبلجيكي لويس أوبندا، لكن النادي المدعوم من شركة “ريد بول” سارع لتعويضهم بالتعاقد مع أكثر من اثني عشر موهبة شابة، ضمن خطة طموحة لإعادة تشكيل الفريق.
وتولى المدرب الشاب أولي فيرنر القيادة الفنية للفريق هذا الموسم، قادمًا من فيردر بريمن، بعد أن أقالت الإدارة المدرب السابق ماركو روزه بقرار من مدير كرة القدم يورجن كلوب، الذي تجمعه به صداقة قديمة.
وقال الرئيس التنفيذي للايبزيج، يوهان بلينجه، في تصريحات لوكالة “فرانس برس” وعدد من الصحفيين: “المدة القصيرة التي احتاجها الفريق ليتناغم على أرض الملعب كانت مفاجِئة نوعًا ما، ومن اللافت حقًا كيف تعامل اللاعبون مع تلك الخسارة القاسية في الجولة الأولى، إذ حولوا الألم إلى دافع للتقارب أكثر داخل غرفة الملابس”.
ويُعد الإيفواري الشاب يان ديوماند، البالغ من العمر 18 عامًا، أبرز الوجوه الجديدة في الفريق، بعدما انضم مقابل 20 مليون يورو فقط عقب نصف موسم ناجح مع ليجانيس الإسباني. وقد تألق اللاعب الواعد بتسجيل هدفين وتقديم ثلاث تمريرات حاسمة في آخر مباراتين، ما جعله حديث الصحافة الألمانية.
وقال بلينجه: “كنا نعلم أنه يملك موهبة كبيرة وعقلية قوية، لكن ما فاجأنا هو سرعة انسجامه وتأثيره على الفريق، وأعتقد أنه سيكون أحد الوجوه البارزة في لايبزيغ خلال المواسم المقبلة”.
دورتموند وليفركوزن في اختبار جديد
بدوره، يسعى بوروسيا دورتموند إلى تجاوز صدمة خسارته القارية الثقيلة أمام مانشستر سيتي (1-4)، والعودة إلى سكة الانتصارات من بوابة مضيفه هامبورغ، مع طموح بالصعود إلى المركز الثاني في حال تعثر لايبزيج، الذي يتقدمه بنقطتين فقط.
أما باير ليفركوزن، وصيف الموسم الماضي والبطل قبل عامين، فقد استعاد توازنه مؤخرًا بفوز ثمين على مضيفه بنفيكا البرتغالي (1-0) في دوري أبطال أوروبا، بعد خسارته بثلاثية نظيفة أمام بايرن، ويأمل في متابعة نتائجه الإيجابية عندما يستقبل هايدنهايم في ملعبه.
هكذا تبدو ملامح الجولة العاشرة في ألمانيا واعدة بالكثير من الإثارة، بين رغبة بايرن في مواصلة الهيمنة، وطموح لايبزيج في إثبات عودته، وسعي دورتموند وليفركوزن لمواكبة السباق الساخن في قمة البوندسليجا.