أسطورة الريدز يعترف بجودة كوناتي.. ولكن!
أكد جيمي كاراجر، أسطورة نادي ليفربول، أن أزمة عقد المدافع الفرنسي إبراهيما كوناتي لا تمثل كارثة للنادي، رغم خطر خسارته مجانًا بنهاية الموسم الجاري، مشددًا على أن “الريدز” قادر على تعويضه إذا قرر الرحيل.
ووفقا لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية، ينتهي عقد كوناتي بنهاية الموسم، ولم تظهر أي مؤشرات على تقدم مفاوضات التجديد منذ أن بدأت في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، في ظل اهتمام ريال مدريد بالتعاقد معه.
ويأتي ذلك بعد صدمة جماهير ليفربول بخسارة ترينت ألكسندر أرنولد لصالح النادي الإسباني مقابل 10 ملايين جنيه إسترليني، إلا أن كاراجر يرى أن الفريق لن يتأثر كثيرًا إذا رحل كوناتي.
قال كاراجر الذي كان يتحدث إلى “ديلي ميل سبورت” من مدينة ترانمير أثناء مشاركته في إطلاق المرحلة الجديدة من حملة “كل دقيقة مهمة” لإنعاش القلب: “أتمنى أن يبقى، لكن إن لم يفعل، سيتعاقد ليفربول مع مدافع آخر. الفريق لن ينهار برحيله”.
وأضاف: “هو ليس فيرجيل فان دايك. إنه مدافع جيد ونأمل أن يجدد، لكن إذا لم يرغب في ذلك، فليفربول سيكون بخير تماما. إنه مدافع مميز، فاز بالدوري مع ليفربول، وشارك في نهائي دوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد، إنه لاعب ذو جودة عالية”.
وتابع كاراجر قائلا: “رحيله مجانا لا يعني سوء إدارة، فلا يمكنك إجبار لاعب على توقيع عقد جديد. في النهاية، القرار يعود للنادي، إما أن يحتفظ به حتى نهاية عقده أو يبيعه قبل ذلك”.
المدافع الفرنسي أظهر تحسنا واضحا في مستواه مؤخرًا، إذ ساهم في حفاظ فريق أرني سلوت على نظافة شباكه أمام أستون فيلا وريال مدريد، كما قدم أداء قويا في الحد من خطورة كيليان مبابي خلال مواجهة الفريقين.
لكن الموسم الحالي لم يكن الأفضل بالنسبة لكوناتي، الذي عانى من تراجع في الأداء وارتكب بعض الأخطاء أمام فرق مثل بورنموث ونيوكاسل وجالطة سراي.
كاراجر وجّه تحديا للمدافع الفرنسي، قائلا: “ما زالت مجرد مباراتين جيدتين، لكن بداية موسمه لم تكن قوية، ويحتاج لإظهار مزيد من الثبات. لقد كان رائعا أمام ريال مدريد، لكن عليه أن يواصل هذا المستوى لعدة أشهر، لا لمباراتين فقط”.
وتابع: “لا توجد أسرار للحفاظ على المستوى، الأمر يتعلق بالعمل الجاد وزيادة الاحترافية. عندما تفكر باستمرار في استعادة مستواك، تدرك أن كل تفصيلة صغيرة تصنع الفارق؛ سواء في طعامك أو وقت نومك. المسألة أن تصبح محترفا مثاليا داخل وخارج الملعب”.
ويستعد كوناتي لاختبار صعب للغاية، اليوم الأحد، عندما يحل ليفربول ضيفا على مانشستر سيتي، ليواجه المهاجم النرويجي إيرلينج هالاند، الذي سجل 27 هدفا هذا الموسم مع ناديه ومنتخب بلاده.
ووصف كاراجر هالاند بأنه “أفضل هداف في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز”، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى سجله المتواضع أمام ليفربول، إذ سجل هدفين فقط في 6 مواجهات بقميص السيتي ضد “الريدز”، وفاز في واحدة منها وخسر 3 مرات.
أسطورة ليفربول
يُعد جيمي كاراجر واحدا من أبرز رموز نادي ليفربول في العصر الحديث، وأحد أكثر اللاعبين إخلاصا لقميص “الريدز” في تاريخهم الطويل.
وُلد كاراجر في 28 يناير/كانون الثاني 1978 بمدينة بوتل بالقرب من ليفربول، وبدأ مسيرته الكروية في أكاديمية النادي عام 1988، قبل أن يشق طريقه إلى الفريق الأول في منتصف التسعينيات، ليصبح لاحقا قائدا حقيقيا داخل الملعب وخارجه.
جاءت بداية كاراجر مع الفريق الأول في موسم 1996-1997 تحت قيادة المدرب روي إيفانز، وسرعان ما لفت الأنظار بانضباطه الدفاعي وقدرته على اللعب في أكثر من مركز. فقد بدأ مسيرته في خط الوسط الدفاعي، لكنه انتقل لاحقا إلى مركز الظهير الأيمن، ثم استقر أخيرا كقلب دفاع، وهو المركز الذي صنع فيه مجده الحقيقي.
خلال أكثر من 17 عاما في صفوف ليفربول، خاض كاراجر 737 مباراة رسمية في جميع البطولات، ليصبح ثاني أكثر لاعب تمثيلا للنادي بعد إيان كالاهان. وعلى الرغم من أنه لم يكن معروفا بتسجيل الأهداف (سجل 5 فقط طوال مسيرته)، فإن تأثيره في الملعب كان هائلا بفضل قيادته الصلبة وروحه القتالية التي عكست تماما هوية ليفربول.
حقق كاراجر مع ليفربول مجموعة من الألقاب الكبرى، أبرزها دوري أبطال أوروبا 2005 في إسطنبول، في واحدة من أعظم الليالي بتاريخ النادي، حين قلب الفريق تأخره بثلاثية أمام ميلان الإيطالي إلى تعادل 3-3 ثم الفوز بركلات الترجيح. وكان كاراجر بطلا خفيا في تلك المباراة، إذ قدّم أداءً بطوليا رغم معاناته من تقلصات عضلية في الوقت الإضافي، واستمر في التصدي لهجمات ميلان ببسالة نادرة.
كما فاز بكأس الاتحاد الإنجليزي مرتين (2001 و2006)، وكأس الرابطة ثلاث مرات، إضافة إلى كأس الاتحاد الأوروبي عام 2001، وكأس السوبر الأوروبي في مناسبتين. ورغم أنه لم يحقق لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، فإن إخلاصه وولاءه للنادي جعلاه رمزاً لجيل كامل من جماهير ليفربول.
دولياً، مثّل كاراجر منتخب إنجلترا في 38 مباراة بين عامي 1999 و2010، وشارك في بطولات كبرى مثل كأس العالم 2006 و2010 وبطولة أوروبا 2004. ومع ذلك، لم يحظَ بنفس المكانة الدولية التي حظي بها مع ناديه، إذ واجه منافسة قوية في مركز قلب الدفاع من لاعبين مثل جون تيري وريو فرديناند وسول كامبل.