بين الذكريات والتكريم المنتظر.. ميسي يعود إلى الكامب نو

BySayed

نوفمبر 10, 2025


عاد ليونيل ميسي، أسطورة برشلونة، ليخطو مجددًا على أرضية “سبوتيفاي كامب نو”، ملعب الذكريات الذي عاش فيه أجمل سنوات مسيرته الكروية، والملعب الذي يفتقده “بكل جوارحه”.

وقالت صحيفة “آس” الإسبانية، إنها لحظة عاطفية مليئة بالحنين أعادت الأسطورة إلى المكان الذي صنع فيه ذكرياته الذهبية، في زيارة تؤكد ارتباطه الدائم بالنادي الكتالوني، رغم رحيله المؤلم.

وأضافت: “أصبح ليونيل ميسي على دراية بالملعب الجديد لسبوتيفاي كامب نو. فقد فاجأ النجم الأرجنتيني الجميع بنشر صورة على حسابه الرسمي في (إنستجرام) يظهر فيها وهو يتجول على أرضية الملعب الذي كان بمثابة بيته لسنوات طويلة”.

وأرفق ميسي الصورة برسالة عاطفية موجهة إلى برشلونة، قال فيها: “لقد عدت ليلة أمس إلى مكان أفتقده بكل جوارحي. مكان شعرت فيه بسعادة غامرة، حيث جعلتموني أشعر ألف مرة بأنني أسعد شخص في العالم”.

وأوضحت أن زيارة ميسي جاءت بعد أيام قليلة من إعادة افتتاح أبواب سبوتيفاي كامب نو لإجراء تدريب أمام 23 ألف متفرج، وهو ما لا يبدو عشوائيًا.

وفي ذلك اليوم، تحدث خوان لابورتا، رئيس برشلونة، عن إمكانية تنظيم التكريم المستحق للنجم الأرجنتيني، الذي لم يتم تحديد موعده بعد.

قال لابورتا: “ستكون طريقة رائعة لافتتاح الملعب، مع تكريم لليونيل ميسي والملعب ممتلئًا. الأمر سيعتمد على ما يريده هو، لكنني سأحب القيام بذلك إذا بقيت رئيسًا”.

وأشارت إلى أن العلاقة بين رئيس برشلونة وعائلة ميسي لم تكن على ما يرام منذ أن شرح لابورتا أنه اضطر إلى عدم تجديد عقده بسبب الوضع المالي للنادي.

وقد كان ذلك صعبًا جدًا على ميسي، الذي قطع عطلته على أمل تمديد عقده مع برشلونة، لكنه انتهى به الأمر بالانتقال إلى باريس سان جيرمان.

ورغم رحيله المؤلم عن النادي الكتالوني، لم يتوقف ميسي أبدًا عن أن يكون “برشلونيًا” بحق، وهو ما أكده في الصورة التي نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي.

messi1

مسيرة أسطورية

تعد مسيرة ليونيل ميسي مع نادي برشلونة واحدة من أكثر الفصول تأثيرًا وإبداعًا في تاريخ كرة القدم الحديثة، فقد قضى النجم الأرجنتيني أكثر من عقدين في النادي الكتالوني، محققًا أرقامًا قياسية وألقابًا لا تُنسى، وترك بصمة لا تمحى في ذاكرة الجماهير حول العالم.

وصل ميسي إلى برشلونة في عام 2000 عندما كان عمره 13 عامًا فقط، بعد أن اكتشف النادي موهبته الفذة وعقد معه اتفاقية لتطويره في أكاديمية لا ماسيا الشهيرة. وعلى الرغم من صغر سنه، برز ميسي بسرعة مذهلة، وبدأ في تقديم عروض استثنائية في فرق الشباب، مما أكسبه شهرة مبكرة وأكد للجميع أنه لاعب استثنائي سيشكل مستقبل النادي.

ظهر ميسي لأول مرة مع الفريق الأول لبرشلونة في أكتوبر 2004، في مباراة ضد إسبانيول، وكانت تلك البداية لمغامرة استثنائية. ومنذ أول مباراة له، أظهر قدرة غير عادية على المراوغة والتمرير والتسجيل، مما جعله سريعًا من الركائز الأساسية للفريق تحت قيادة المدربين الذين تعاقبوا على النادي.

على مدار سنواته مع برشلونة، ساهم ميسي في قيادة الفريق لتحقيق نجاحات كبيرة على الصعيدين المحلي والأوروبي. فقد فاز بالدوري الإسباني 10 مرات، وكأس ملك إسبانيا 7 مرات، وحقق دوري أبطال أوروبا 4 مرات، بالإضافة إلى العديد من الألقاب الأخرى مثل كأس السوبر الإسباني وكأس العالم للأندية.

إلى جانب الألقاب الجماعية، حطم ميسي العديد من الأرقام الفردية القياسية. فهو أكثر لاعب سجل أهدافًا في تاريخ النادي، متفوقًا على أساطير برشلونة السابقين، كما حصد الكرة الذهبية عدة مرات خلال فترات وجوده في النادي، ليؤكد مكانته كأحد أعظم لاعبي كرة القدم على الإطلاق. كما أنه تميز بقدرته الفائقة على صناعة اللعب، وتقديم التمريرات الحاسمة، مما جعله لاعبًا متكاملاً قادرًا على تغيير مجريات المباريات بصناعة الفارق في أي لحظة.

لم تكن مسيرة ميسي مع برشلونة مجرد أرقام وألقاب، بل قصة حب حقيقية بين لاعب ونادي وجماهير. فقد ارتبط باسم النادي ارتباطًا وثيقًا، حيث أصبح رمزًا للهوية الكتالونية على المستويين الرياضي والثقافي. ورغم الصعوبات الاقتصادية التي واجهها النادي والتي حالت دون تجديد عقده في 2021، ظل ميسي مرتبطًا بذكريات برشلونة العاطفية، مؤكداً دائمًا حبه للنادي وجماهيره.

على مدار أكثر من 17 عامًا في الفريق الأول، لعب ميسي أكثر من 750 مباراة، وسجل أكثر من 670 هدفًا، وأصبح رقمًا صعبًا على أي لاعب آخر أن يحذو حذوه. كل هدف، كل تمريرة، وكل لحظة لعب له مع برشلونة كانت شاهدة على عبقريته، وروحه التنافسية، والتزامه الدائم بناديه.

مسيرة ميسي مع برشلونة لم تكن مجرد نجاحات على أرض الملعب، بل كانت درسًا في الولاء، والشغف، والإبداع، لتصبح قصة ميسي وبرشلونة أسطورة خالدة في تاريخ كرة القدم، تُروى للأجيال القادمة، وتجسد معنى أن يكون لاعب كرة القدم أكثر من مجرد لاعب، بل رمزًا حيًا للتميز والإلهام.

messi2

messi3



المصدر – كوورة

By Sayed