تتوالى الأزمات واحدة تلو الأخرى على رأس الفرنسي هيرفي رينارد، مدرب المنتخب السعودي، بسبب الإصابات التي تضرب قائمته خلال معسكر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
وأعلن الجهاز الطبي للمنتخب السعودي عدم قدرة صالح الشهري على استكمال مران اليوم الإثنين.
وكشف حساب المنتخب السعودي عبر منصة “إكس” عن إصابة الشهري الذي تعرض لكدمة على مستوى الساق، لم يكمل على إثرها المران، وسيخضع لفحوصات طبية أخرى.
ويعد الشهري أحد أهم الأسلحة الهجومية التي تدعم قائمة المدرب الفرنسي، نظرًا للخبرات والقدرات الكبيرة التي يتمتع بها سواء داخل أو خارج الملعب.
ويدخل المنتخب السعودي في معسكر بدأت فعالياته منذ الأحد الماضي وتستمر حتى 18 من الشهر الجاري، ضمن برنامج الإعداد لكأس العرب.
إصابات بالجملة
لم تكن إصابة الشهري هي الوحيدة التي يتعرض لها رجال رينارد منذ بداية المعسكر، حيث بدأ الأمر بغياب كل من سعد آل موسى، مدافع الاتحاد، بعد تعرضه لكسر في الكاحل.
فضلاً عن أيمن يحيى، جناح النصر الذي يعاني من إصابة في العضلة الضامة، قبل أن يلحق به متعب الحربي، الظهير الأيسر للهلال، بعد أول يوم من بداية المعسكر.
كذلك، تعرض حسان تمبكتي مدافع الهلال للإصابة، وهو ما دفع رينارد لاستبعاده هو الآخر.
3 استدعاءات
قرر رينارد استدعاء 3 أسماء أخرى خلال الساعات الماضية، يأتي على رأسها سلطان مندش من التعاون، بالإضافة لحسن كادش من الاتحاد، بجانب ياسر الشهراني، أسطورة الهلال ولاعب القادسية الحالي.
وسيستعين المدرب الفرنسي بقدرات مندش على الرواق وفي وسط الملعب، بالإضافة لخبرات ياسر الشهراني في الجهة اليسرى واليمنى.
فضلاً عن كادش الذي يجيد اللعب في جميع مراكز الخط الخلفي، ليعود لقائمة الأخضر بعد فترة من الغياب.
قائمة المنتخب السعودي
أصبحت قائمة المنتخب السعودي تضم كل من بعد الاستبعاد والاستدعاءات الجديدة كل من، نواف العقيدي، عبد الرحمن الصانبي، محمد اليامي، راغد نجار في حراسة المرمى.
وفي خط الدفاع، يظهر كل من ياسر الشهراني، حسن كادش، جهاد ذكري، عبد الإله العمري، وليد الأحمد، علي مجرشي، سعود عبد الحميد، نواف بوشل، محمد سليمان.
ويتواجد ناصر الدوسري في وسط الملعب، بجانب كل من مراد هوساوي، زياد الجهني، محمد كنو، عبد الله الخيبري، مصعب الجوير، وسلطان مندش.
وفي الهجوم يظهر كل من سالم الدوسري، عبد الله الحمدان، صالح أبو الشامات، عبد الرحمن العبود، مروان الصحفي، صالح الشهري، وفراس البريكان.
ترقب جماهيري
يستعد المنتخب السعودي لخوض معسكر حاسم في جدة خلال شهر نوفمبر الجاري، يتخلله مباراتان وديتان قويتان أمام كوت ديفوار والجزائر، في إطار التحضيرات المكثفة لبطولة كأس العرب 2025 في قطر.
ويلتقي الأخضر أولاً مع كوت ديفوار يوم الجمعة 14 نوفمبر على ملعب الإنماء، قبل أن يواجه الجزائر يوم الثلاثاء 18 نوفمبر على استاد الأمير عبد الله الفيصل.
وتشكل الوديتان اختبارًا جديًا للمنتخب السعودي، نظرًا لقوة الخصمين، إذ تُوجت الجزائر بلقب كأس الأمم الأفريقية 2019، فيما فازت كوت ديفوار بنسخة 2024 على أرضها.
ويخوض الأخضر بطولة كأس العرب ضمن المجموعة الثانية التي تضم المغرب، والفائز من مواجهة عمان والصومال، والمتأهل من لقاء جزر القمر واليمن، وسط تطلعات جماهيرية كبيرة لرؤية منتخب قادر على العودة إلى منصات التتويج.
ويشارك المنتخب السعودي في البطولة بقوامه الأساسي، ضمن خطة إعداد شاملة لنهائيات كأس العالم 2026 في أمريكا وكندا والمكسيك، والتي تأهل إليها مؤخرًا بعد مشوار شاق في الملحق الآسيوي بجدة، إثر فوزه على إندونيسيا 3-2 وتعادله السلبي مع العراق، ليحسم صدارة المجموعة ويتأهل مباشرةً إلى المونديال.
وجاء هذا التأهل بعد أن أخفق الأخضر في احتلال أحد المركزين الأول أو الثاني في المرحلة السابقة من التصفيات، منهياً مجموعته خلف اليابان وأستراليا، ليجد نفسه في طريق أصعب، لكنه تمكن من تحقيق هدفه في النهاية.
وتأمل الجماهير السعودية أن تكون المشاركة في كأس العرب فرصة لمحو خيبات الماضي، خصوصًا بعد سلسلة من النتائج السلبية التي أثارت الجدل مؤخرًا، ففي كأس الخليج الأخيرة توقّف مشوار الأخضر عند نصف النهائي بأداء متواضع، تبعته خيبة أخرى في بطولة الكونكاكاف، حين ودّع المنافسة من ربع النهائي بعد خسارة مؤلمة كشفت عن ضعف ذهني واضح وعجز في التعامل مع ضغط المباريات الكبرى.
هذه النتائج خلفت إحباطًا جماهيريًا واسعًا، وسط انتقادات لاذعة للجهاز الفني بقيادة رينارد، حيث يرى كثيرون أن المنتخب لم يتعلم من أخطاء الماضي، وأن أي تعثر جديد في البطولة العربية قد يكون بمثابة القشة التي تقصم ظهر البعير.
ففي قطر، سيكون الرهان على منتخب مختلف في الأداء والروح، يعيد الثقة للجماهير، ويكسر دوامة الإخفاقات التي أثقلت كاهل الكرة السعودية في السنوات الأخيرة.