بعد أن أصبح أسطورة في مدينة بيرجامو مع أتالانتا، رفع المدرب جيان بييرو جاسبريني طموحات نادي روما منذ انتقاله للفريق خلال الميركاتو الصيفي، بعد بداية مذهلة مع الفريق.
ووصل جاسبريني (67 عامًا) في ملاعب إيطاليا ومع أندية عديدة، حتى وصل للقمة في السنوات الأخيرة، بعد بداية خافتة ومشوار مأساوي مع إنتر ميلان.
وبعد أن كان روما يعاني في السنوات الأخيرة، تبدل حال الفريق العاصمي هذا الموسم، فهو يحتل المركز الثاني في جدول ترتيب الدوري الإيطالي بعد مرور 11 جولة، برصيد 24 نقطة بالتساوي مع المتصدر إنتر ميلان، ويفصلهما فارق الأهداف فقط.
ويُعد الفريق الأقوى دفاعيًا هذا الموسم، إذ لم تستقبل شباكه سوى 5 أهداف، مما يعكس صلابة الخط الخلفي تحت قيادة المدرب المخضرم.
مأساة الإنتر
كانت مسيرة جاسبريني التدريبية مأساوية مع إنتر ميلان، وكان ذلك قبل 14 عامًا، عندما تمت إقالته بعد 10 أسابيع فقط، لكنه استفاق بعدها وأصبح من ألمع نجوم التدريب في إيطاليا وأوروبا.
وأكد المحللون وقتها أن المدرب ربما يمتلك قدرات جيدة، لكنه ليس جديرًا بأحد أكبر الأندية في البلاد، فهو رجل يُناضل من أجل الألقاب في الأقاليم، لكنه ليس منافسًا على لقب الدوري.
كان ذلك اليوم المشؤوم لحظة فارقة في مسيرته؛ نجم صاعد ربما حلق قريبًا جدًا من الشمس، لكنه بدأ رحلة بطيئة لإعادة بناء سمعته واستعادة مكانته.
المهمة المستحيلة
تعيينه مع الإنتر في صيف 2011 جاء في فترة انتقالية للفريق الذي حقق معه جوزيه مورينيو الثلاثية في 2010.
بدأ الفريق فترة انتقالية تحت قيادة رافا بينيتيز وليوناردو، قبل أن يتولى جاسبريني زمام الأمور، لكن النتائج تحولت إلى كارثة تقريبًا طوال نحو سبعين يومًا.
البداية مع كروتوني وجنوى
بعد عمله مع فريق الشباب بنادي يوفنتوس، بدأ جاسبريني مسيرته التدريبية مع كروتوني ثم جنوى، حيث خاض نحو 200 مباراة، واكتسب سمعة طيبة بفضل أسلوب لعبه الجذاب والواسع، ما ساهم في صعود الفريق من دوري الدرجة الثانية إلى الدرجة الأولى وجعله قوة لا يُستهان بها.
بفضل أسلوبه الدفاعي بثلاثة لاعبين وهجومه المنظم، تأهل الفريق أيضًا إلى البطولات الأوروبية، ليصبح اسمه من الأسماء الصاعدة على دكة بدلاء الكرة الإيطالية.
الكثير من اللاعبين والمدربين يبدعون بعيدًا عن الأضواء التقليدية، وكان الوقت مناسبًا لجاسبريني ليبني فريقًا مميزًا يتجاوز القوى التقليدية، لكن العثور على النادي المناسب لم يكن سهلاً، خاصة بعد تجربة باليرمو وجنوى التي لم تحقق النجاح المرجو.
أتالانتا.. التتويج بالاستقرار والنجاح
في صيف 2016، بدأت قصة جعلته اسمًا مألوفًا في أوروبا، بفضل الوقت والموارد التي حصل عليها، أصبح أتالانتا مرادفًا لشخصه، بالنسبة لنادٍ يُنظر إليه غالبًا على أنه متوسط، يتأرجح بين الدرجة الأولى والثانية، فقد منح الفريق الاستقرار والقوة والهوية الحقيقية.
ورغم تغير اللاعبين على مر السنين، ظل الفريق يحافظ على نتائجه المميزة، محققًا الدوري الأوروبي وإنجازات تاريخية، إلى جانب عدد كبير من النتائج الرائعة خلال الجزء الأكبر من عقد من الزمن في الإدارة.
خلال تلك الفترة، حلم الفريق بالفوز بلقب الدوري الإيطالي، لكن أقرب ما وصلوا إليه كان المركز الثالث في عدة مناسبات.
هذا الصيف، قرر جاسبريني الانتقال إلى نادي أكبر، ليصبح روما مكسبًا له وخسارة لأتالانتا.
روما وجاسبريني.. بداية واعدة
تتطلب فلسفة جاسبريني وقتًا لتطبيقها بالكامل، وهو ما يبشر بموسم ممتع في ملعب الأولمبيكو للمشجعين هذا الموسم والمواسم القادمة.
على الجانب الآخر، يعاني أتالانتا تحت قيادة إيفان يوريتش، مع استمرار علامات الاستفهام حول تعيينه، وسط نتائج متقلبة وأداء ضعيف.
المنافسة على لقب الدوري الإيطالي
بعد بداية متعثرة في الموسم الماضي تحت قيادة دانييلي دي روسي ثم يوريتش، استعاد الفريق تألقه تحت قيادة كلاوديو رانييري، مما أظهر قدرة الفريق على المنافسة إذا تم تجاوز بداية الموسم الضعيفة.
اليوم، يقف روما بقيادة جاسبريني كأحد أقوى الفرق الإيطالية بعد مرور 11 جولة، ويحتل المركز الثاني برصيد 24 نقطة بالتساوي مع المتصدر إنتر، ويفصلهما فارق الأهداف فقط.
ويعد الجيالوروسي الفريق الأقوى دفاعيًا هذا الموسم، إذ لم تستقبل شباكه سوى 5 أهداف فقط، وهو أقل بهدف من كومو صاحب المركز السابع.
وإذا تمكن جاسبريني من قيادة روما للتتويج بالاسكوديتو، فسيكون أكبر مدرب يتوج باللقب مع الذئاب.