باها يعد بالمفاجأة بعد الريمونتادا التاريخية

BySayed

نوفمبر 11, 2025


عمّت الفرحة أجواء المنتخب المغربي لأقل من 17 عاماً بعد ضمان التأهل رسمياً إلى الدور الثاني من كأس العالم للفئة السنية المقامة في قطر، إثر ظهور نتائج باقي مباريات المجموعات، ليحجز “أشبال الأطلس” مكانهم ضمن أفضل المنتخبات التي احتلت المركز الثالث، في واحدة من أشهر الريمونتادات في تاريخ الكرة المغربية.

المنتخب المغربي كان قد استهل مشواره في البطولة بشكل كارثي، بخسارتين قاسيتين أمام اليابان (0-2)، والبرتغال (0-6)، ليجد نفسه في موقف صعب مع فارق أهداف سلبي كبير، وكان بحاجة إلى ما يشبه المعجزة من أجل التأهل.

لكن المفاجأة تحققت بشكل مدوٍّ، عندما اكتسح منتخب كاليدونيا الجديدة في المباراة الثالثة بنتيجة 16-0، وهي أكبر نتيجة في تاريخ البطولات التي تنظمها الفيفا في جميع الفئات السنية، لتكتب هذه المباراة صفحة جديدة في سجل الإنجازات الكروية المغربية.

أرقام قياسية وتأهل تاريخي

هذا الانتصار المذهل منح المنتخب المغربي حزمة من الأرقام القياسية، أبرزها تحقيق أكبر فوز في تاريخ مسابقات الفيفا، كما مكّنه من التأهل ضمن أفضل الثوالث، في إنجازٍ غير مسبوق جاء بمثابة طوق نجاة للمدرب نبيل باها، الذي كان تحت ضغطٍ هائل بعد الخسارة الثقيلة أمام البرتغال.

النتيجة التاريخية منحت الفريق دفعة معنوية كبيرة، وأعادت الثقة إلى اللاعبين الذين تحرروا من الضغط النفسي الذي رافقهم في المباراتين الأوليين.

باها يعد بالمفاجآت

وظهر نبيل باها، مدرب المنتخب المغربي، في قمة سعادته بعد تحقيق التأهل “المستحيل”، مؤكدًاً أن الإيمان والعمل الجماعي كانا وراء هذه العودة التاريخية.

وقال في تصريحات لقناة “الرياضية” المغربية: “لا يمكنني إلا أن أكون فخوراً وسعيداً بما تحقق. لقد عدنا من بعيد، بل من تحت الرماد. أثني على اللاعبين وعلى ردة فعلهم القوية، فقد كنت واثقاً دائماً من أن شخصيتهم ستقودهم للنجاح”.

وأضاف باها: “لم أتعرف على اللاعبين أمام البرتغال، لأنني أعرفهم جيداً وأعرف قدراتهم، لكنهم كانوا تحت ضغط كبير. الآن تحقق ما جئنا من أجله، والهدف المقبل هو تأكيد هذه الصحوة وتحقيق انتصارات جديدة. لا يهم من سنواجه، المهم أننا أثبتنا أن المستحيل ممكن. أتمنى أن نحافظ على نفس الأداء والتوازن والهدوء، فالمونديال لم يبدأ بعد بالنسبة لنا”.

الفيفا توثّق الإنجاز

وأعلنت “فيفا” رسمياً أن فوز المغرب على كاليدونيا الجديدة (16-0) هو الأكبر في تاريخ البطولات التي ترعاها، متجاوزاً فوز إسبانيا (13-0) في فئة أقل من 17 عاماً، وانتصار النرويج (12-0) في فئة أقل من 20 عاماً عام 2021، حين سجل إيرلينغ هالاند تسعة أهداف، وكذلك فوز المجر (11-1) على السلفادور في مونديال 1982.

وبذلك، أصبح نبيل باها صاحب أكبر انتصار في تاريخ كرة القدم على مستوى بطولات الفيفا، في إنجازٍ يعزز مسيرة المدربين المغاربة الذين يحققون أرقاماً لافتة، على غرار وليد الركراكي الذي كان قد سجل رقماً قياسياً بـ16 انتصاراً متتالياً مع المنتخب الأول الشهر الماضي.

أرقام مذهلة للمغرب

وأنهى المنتخب المغربي دور المجموعات بأقوى خط هجوم في البطولة مسجلاً 16 هدفاً، متقدماً على منتخبات كبرى مثل البرتغال، الأرجنتين، والبرازيل، وهو الفريق الذي كان حتى الجولة الثالثة دون أي هدف لمهاجميه.

كما شهدت مباراة المغرب أمام كاليدونيا أرقاماً خارقة، نسبة استحواذ بلغت 90%، 84 فرصة تهديفية 43 تسديدة على المرمى، وهي أرقام لم تُسجّل من قبل في تاريخ مسابقات الفيفا للفئات السنية.

دعم وتحفيز قبل التحدي المقبل

أجواء من التفاؤل والتحفيز سادت معسكر المنتخب المغربي عقب التأهل، في ظل دعم كبير من الاتحاد المغربي لكرة القدم برئاسة فوزي لقجع، الذي استقبل البعثة قبل السفر إلى قطر، وقال لهم: “أنتم جيل المستقبل للكرة المغربية، أبطال إفريقيا، وعليكم أن تعودوا من قطر أبطالاً للعالم بإذن الله”.

كما حضر وليد الركراكي مدرب المنتخب الأول، رفقة مساعديه، إحدى مباريات المنتخب لدعم زميله نبيل باها واللاعبين، في حين يتواجد ضمن البعثة نور الدين النيبت، عميد “أسود الأطلس” السابق، الذي وضع خبرته رهن إشارة الفريق.

أما اللاعبون، فقد أجمعوا في تصريحاتهم عقب التأهل على أن هذه الريمونتادا التاريخية كانت نقطة التحول، مؤكدين أن لا شيء سيقف في طريقهم بعد هذا الإنجاز غير المسبوق.



المصدر – كوورة

By Sayed