أعلن نادي أتالانتا الإيطالي رسميًا، اليوم الثلاثاء، تعيين رافاييلي بالادينو، مديرًا فنيًا جديدًا للفريق، حتى صيف 2027.
ويخلف بالادينو نظيره إيفان يوريتش، الذي أُقيل من منصبه أمس الإثنين، بعد سبعة مباريات دون فوز في الدوري الإيطالي، ليحتل الفريق المركز الثالث عشر.
وجاء قرار إقالة يوريتش بعد يومين من خسارته على أرضه بنتيجة 3-0 أمام ساسولو الصاعد حديثًا.
وحقق بالادينو (41 عامًا) نجاحًا كبيرًا مع مونزا وفيورنتينا، لكنه غادر الأخير بشكل مفاجئ بعد أن قاد الفيولا إلى المركز السادس والوصول إلى نصف نهائي دوري المؤتمر الأوروبي الموسم الماضي.
وسيخوض بالادينو أول مباراة له ضد نابولي، حامل اللقب، الأسبوع المقبل بعد فترة التوقف الدولي.
وبعد خسارتين متتاليتين عقب خمسة تعادلات متتالية، يتخلف أتالانتا عن إنتر ميلان وروما، ثنائي صدارة الدوري الإيطالي، بفارق 11 نقطة.
ويتولى تدريب روما المدرب جيان جاسبريني، الذي غادر أتالانتا بعد تسعة مواسم مميزة، ليحل محله يوريتش.
وفي دوري أبطال أوروبا، حقق أتالانتا فوزين وتعادل واحد وخسارة واحدة، وستكون المباراة الثانية لبالادينو مع الفريق ضد آينتراخت فرانكفورت بألمانيا.
مشاكل لا تنتهي في أتالانتا
أقدم النيجيري أديمولا لوكمان، مهاجم أتالانتا، على خطوة حاسمة تؤكد انتهاء علاقته بالنادي، حيث ألغى متابعة حساب أتالانتا الرسمي على موقع “إنستجرام”، وحذف جميع المنشورات التي تتعلق بالفريق من صفحته الشخصية.
بدأت شرارة الخلاف خلال مباراة أتالانتا أمام أولمبيك مارسيليا الفرنسي في مرحلة الدوري لدوري أبطال أوروبا، التي انتهت بفوز الفريق الإيطالي 1-0 بهدف متأخر في الدقيقة الأخيرة من عمر المباراة، عن طريق اللاعب لازار ساماردزيتش.
وقرر المدرب يوريتش استبدال لوكمان في الدقيقة 75 ودفع بدلًا منه بيونس موسى، وهو الأمر الذي أثار غضب المهاجم النيجيري الذي بدا منزعجًا بشكل واضح أثناء خروجه من الملعب، ونتيجة لذلك دخل لوكمان في نقاش حاد مع مدرب أتالانتا، وتطور الأمر بينهما إلى حد أن أمسكه يوريتش من ذراعه ووجه له كلمات قاسية، مما دفع أعضاء الجهاز الفني للفريق إلى التدخل من أجل دفعه نحو مقاعد البدلاء ومنع تصعيد الموقف.
Getty Images
صلح حقيقي أم تهدئة؟
في المؤتمر الصحفي الذي عقده يوريتش يوم السبت الماضي، رد المدرب الكرواتي على أسئلة الصحفيين حول الحادثة قائلًا: “هذه الأمور تحدث، نتحدث ونتبادل الآراء، وننفتح، ثم تصبح العلاقة أفضل مما كانت عليه من قبل، لوكمان شخص مميز، لقد تم حل كل شيء، نتجاوز الأمر ونتجاهله”.
وأضاف يوريتش وقتها، أن لوكمان تدرب بشكل طبيعي مع الفريق يوم الجمعة، مؤكدًا أن “قضية مارسيليا أُغلقت” وأن مثل هذه الاشتباكات يمكن أن تقوي العلاقات داخل الفريق.
ومع ذلك، يبدو أن لوكمان لم يشارك مدربه الرأي نفسه، فقد قام اللاعب النيجيري بإلغاء متابعة ناديه على “إنستجرام”، وحذف كل المنشورات المتعلقة بأتالانتا، في خطوة تعبر عن غضبه الشديد وتؤكد أن علاقته بالنادي قد وصلت إلى طريق مسدود.
وهذه ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها لوكمان إلى وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن احتجاجه؛ فقد فعل الشيء نفسه في الصيف الماضي احتجاجًا على رفض أتالانتا بيعه إلى إنتر ميلان بأقل من 50 مليون يورو.
وفي تلك الفترة، تغيب لوكمان عن التدريبات التحضيرية قبل بدء الموسم لأسابيع عدة، مما أدى إلى استبعاده من المشاركة في مباريات الفريق في بداية الموسم الجاري.
ونتيجة لذلك غاب النجم النيجيري عن أول أربع مباريات، 3 منها في الدوري الإيطالي أمام بيزا وبارما وليتشي، بالإضافة إلى مواجهة باريس سان جيرمان في مرحلة الدوري من دوري أبطال، عاد تدريجيا ليشارك 3 دقائق فقط أمام تورينو، ثم أساسيًا في أربع مباريات متتالية.
وفي المجمل هذا الموسم، لعب لوكمان 10 مباريات (7 في الدوري و3 في دوري الأبطال)، سجل هدفًا واحدًا في التعادل مع ميلان بهدف لمثله.
توتر مكتوم
التوتر بين لوكمان وأتالانتا ليس جديدًا، في الميركاتو الصيفي الماضي، توصل اللاعب إلى اتفاق كامل على الشروط الشخصية مع إنتر ميلان، الذي كان يُعتبر وجهة مثالية له بفضل قدرته على المنافسة على كل البطولات، كما فعل في السنوات الأخيرة. غير أن مسؤولي أتالانتا أصروا على المماطلة وعدم الكشف عن السعر المطلوب، مما دفع إنتر إلى التراجع واللجوء إلى خيارات بديلة مع قرب انتهاء فترة الميركاتو الصيفي.
وبسبب ذلك بقي لوكمان في برجامو، لكن علاقته بالنادي لم تعد لما كانت عليه، حيث استبعد لفترة طويلة قبل أن يعود لأجواء الفريق والمباريات بشكل تدريجي.
يُذكر أن لوكمان انتقل إلى أتالانتا صيف 2022 قادمًا من فريق لايبزيج الألماني مقابل 10.8 مليون يورو فقط.
وخلال تواجده في النادي الإيطالي، شارك في 127 مباراة، سجل 53 هدفًا وقدم 25 تمريرة حاسمة.
كما كان لوكمان بطلًا للقطة تاريخية عندما قاد الفريق للفوز بلقب الدوري الأوروبي لأول مرة في تاريخه، بتسجيله هاتريك في مرمى باير ليفركوزن في النهائي.
ومع تصاعد المشكلات، يبدو رحيل لوكمان عن أتالانتا في فترة الانتقالات الشتوية يناير/كانون الثاني المقبل أمرًا محتملًا جدًا، لكن سيكون الموقف أكثر صعوبة لا سيما أن غالبية الأندية الكبرى وفرت احتياجاتها في انتقالات الصيف مما يقلل الخيارات أمامه.
وإلى جانب إنتر ميلان كانت أندية أوروبية كبرى ترغب في ضم لوكمان على غرار توتنهام هوتسبير وآرسنال.
من ناحية أخرى، فإن استمرار التوتر يهدد استقرار الفريق الإيطالي في منافسات الدوري المحلي ودوري أبطال أوروبا، لا سيما مع تغيير الجهاز الفني في بداية الموسم الجاري ورحيل مدربه المخضرم جيان بييرو جاسباريني إلى روما.