أكد خوان لابورتا، رئيس برشلونة، أن اللاعب الشاب لامين يامال يعد الأفضل في مركزه (الجناح الأيمن) على مستوى العالم، مشيرًا إلى أن نادي برشلونة يتجاوز كونه مجرد شركة تبحث عن الأرباح، ويظل مؤسسة اجتماعية وثقافية كتالونية لها تاريخ طويل.
كما تحدث لابورتا عن مجموعة واسعة من الملفات، من العودة إلى كامب نو، إلى المدرب هانز فليك، وعلاقته بريال مدريد ورئيسه فلورنتينو بيريز، وصولاً إلى الانتخابات المقبلة للنادي.
وقال لابورتا، في مقابلة مع راديو كتالونيا: “يامال يستمتع بالحياة في سن 18 عاماً، لكنه ناضج جداً بالنسبة لعمره. لا يقلقني أسلوب حياته إطلاقاً. علينا جميعاً أن نحميه ونساعده، سواء نحن أو محيطه القريب. لقد مرّ بتجارب كثيرة ويتعامل معها بشكل جيد. إنه محترف بكل معنى الكلمة ويتدرّب بجدية كبيرة. يعاني من إصابة في منطقة العانة، ويُظهر شجاعة كبيرة باستمراره في اللعب رغم ذلك، مما يعكس التزامه وانتماءه لبرشلونة. إنه عبقري، وعلينا أن نعمل على تطويره بشكل سليم، لأنه لم يصل بعد إلى قمّة مستواه. بالنسبة لي هو أفضل لاعب في مركزه في العالم”.
وتطرق لابورتا للأزمة الأخيرة بين برشلونة والمنتخب الإسباني حول يامال، قائلا: “أبلغنا الاتحاد فور علمنا بالأمر. عندما أخبرنا الطبيب المعالج بأنه يحتاج إلى راحة لمدة 10 أيام، نقلنا ذلك مباشرة للمنتخب. نحترم جميع الأطراف ولا نريد الدخول في جدالات. نحاول علاج لاعبينا بالوتيرة التي تناسبنا. الطبيب الذي أشرف على حالة يامال يُعد مرجعاً عالمياً، وقد فحصه يوم الإثنين وأوصى بالعلاج المناسب، وكل شيء سار بشكل جيد. نريد أن يكون يامال جاهزاً لخدمة النادي. فترة الراحة تزامنت مع استدعاء المنتخب، لكنها لا تؤثر على تأهله لأن وضعه مريح. نحن نعمل بما يخدم مصلحة برشلونة”.
وعن موعد العودة إلى ملعب برشلونة التاريخي “كامب نو”، قال لابورتا: “الأمر في تطور مستمر، وسنلعب هناك في أقرب وقت ممكن. أحب تحديد مواعيد نهائية لأنها تضيف ضغطاً إيجابياً، وقد تم تضمين ذلك في عقد أعمال التجديد، لكن بالطبع تظهر أحياناً ظروف غير متوقعة. الملعب جاهز لاستضافة المباريات، ويمكننا اللعب أمام 27 ألف متفرج. عندما زار هانز فليك المكان شعر بالقشعريرة، واللاعبون انبهروا بما رأوه”.
وأشاد رئيس النادي بالمدرب الألماني: “فليك هادئ ومتحمس ومليء بالدوافع. لدينا عقد معه، وسنتوصل بالتأكيد إلى اتفاق حول كل شيء. يعيش برشلونة بكل تفاصيله، ونحن سعداء جداً به، فهو صاحب شخصية قوية وحسّاس في الوقت ذاته. رغم التوتر الذي يرافق العمل، إلا أنه يستمتع بالتجربة بعينيه المليئتين بالشغف”.
وفيما يتعلق بعلاقته برئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز، أكد لابورتا: “اللقاء بيننا كان ودّياً ومحترماً، لكنه لم يكن لقاء مصالحة لأننا لم نكن مرتبطين بزواج حتى نتحدث عن طلاق. العلاقة ليست جيدة لأن ريال مدريد قدّم نفسه طرفاً في قضية نيجريرا، وهم مستمرون في عرض أمور غير مهمة ولا تؤدي لنتائج واضحة. ربما لديهم مصلحة في إبقاء القضية مفتوحة، لكننا لا نحب هذا الوضع. المنافسة بيننا أزلية، ونتعامل معها باحترام. لم أرغب في الخوض بموضوع المباراة في ميامي أمام فياريال، فقد واجهنا منذ البداية معارضة من رابطة اللاعبين والأندية الأخرى. لا أعتقد أن إقامة المباراة هناك ستشوّه المنافسة”.
وأوضح لابورتا موقفه من تحويل الأندية إلى شركات: “كل نادٍ حر في اتخاذ ما يراه مناسباً، لكن طالما أنا رئيس لبرشلونة، سيبقى النادي ملكاً للأعضاء. نحن أكثر من مجرد شركة تبحث عن الأرباح، نحن كتالونيون منفتحون على العالم، نحمل قيماً مثل الاستدامة والتضامن والشمول. نلتزم بالحرية والديمقراطية والثقافة الكتالونية منذ أكثر من 125 عاماً. اختزال كل هذا في مفهوم شركة أمر لا يليق. من الناحية الاقتصادية نحن واضحون تماماً. شركة جولدمان ساكس رأت فينا فرصة كبيرة، وكذلك صناديق الاستثمار التي ساعدتنا في تأمين 1.470 مليار يورو لتمويل مشروع الملعب، لأنهم وجدوا هيكلنا المالي جذاباً. نحن قيمة وطنية”.
وأكد لابورتا التزام النادي بالمحافظة على الهوية الكتالونية، قائلا: “الوضع معقّد من حيث تحقيق مزيد من السيادة والصلاحيات. نحن نؤثر حالياً على تشكيل الحكومة الإسبانية، وهذا أمر إيجابي. الكتالونيون كان لهم دور مهم دائماً، وأعتقد أن بإمكاننا مواصلة التأثير. لن أعلّق على السياسة الحزبية، لكن علينا تعزيز لغتنا الكتالونية، ونبذل كل ما في وسعنا بالتعاون مع منظمة (أومنيوم كولتورال) لتوسيع استخدامها الاجتماعي والحفاظ على الشعور بالانتماء. علينا جميعاً أن نعمل ونتحدث الكتالونية باستمرار”.
وحول الانتخابات المقبلة للنادي، قال لابورتا: “لا أفكر في هذا الأمر حالياً، لقد بدأنا الموسم للتو ونحن في قلب المنافسة. وفقاً للنظام الأساسي، يجب أن تُعقد الانتخابات بين 15 مارس و15 يونيو، وسنحدد موعدها بما يخدم مصلحة برشلونة. لا أحب الانتهازية، وسأفكر فيما هو الأفضل للفريق. عندما نرى كيف يتطور أداؤنا، سنتخذ القرار. لن أحدد التاريخ الآن، لكن ربما يكون قبل نصف نهائي دوري الأبطال، إذا وصلنا إليه. أتمنى أن ننافس حتى النهاية في جميع البطولات. لم نحسم الأمر بعد، وأرغب في عيش هذه اللحظات بكل حماس”.
وتحدث لابورتا عن حياته، قائلاً: “أعيش حياة مليئة بالإيقاع منذ سنوات.. أنا شخص نشيط بطبعي، أحب ما أفعله، أستمتع به، وأحاول أن أعيش لحظاتي بأفضل شكل ممكن رغم كل التعقيدات التي ترافق هذا المنصب”.
وحول الزيارة المفاجئة التي قام بها النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي إلى ملعب سبوتيفاي كامب نو دون علم إدارة النادي، قال لابورتا: “حسناً، أنا أعرف كيف حدث ذلك”، موضحاً أن زيارة ميسي السريعة كانت “عملاً عفوياً ومن منطلق الانتماء لبرشلونة”.
وأضاف: “لم أكن على علم بها، لكن ليونيل يمكنه العودة إلى الكامب نو في أي وقت يشاء، فهذا بيته. وعندما شرحوا لي كيف تمت الزيارة، بدت لي تصرفاً لطيفاً، عفوياً، ودليلاً على حبه لبرشلونة”.
وتحدث رئيس النادي أيضاً عن طبيعة العلاقة الحالية بينه وبين مجلس إدارته من جهة، والنجم الأرجنتيني من جهة أخرى، قائلاً: “العلاقة طبيعية. لم أرسل له أي رسالة، لكننا نحبه هنا، وهذا منزله، وهو يعلم ذلك. لطالما قلنا إن من العدل أن يحظى بأجمل تكريم في العالم، وأعتقد أن ذلك سيكون رائعاً”.
وأكمل لابورتا: “نحن نعمل حالياً على تجهيز الملعب لاستضافة المباريات، وفي هذا الإطار، أرغب في أن نقيم تكريماً لأفضل لاعب في التاريخ. أعلم أن ميسي يرغب في ذلك أيضاً. وبالنظر إلى ما حدث سابقاً، لا أشعر بأي ندم، فبرشلونة يظل فوق الجميع. صحيح أن الأمور لم تسر كما أردنا جميعاً، لكن في ذلك الوقت لم يكن ممكناً القيام بشيء مختلف. وإذا كان التكريم سيسمح بإعادة الأمور إلى نصابها، فسنكون سعداء بذلك”.
واختتم لابورتا تصريحاته بالتأكيد على أن “الحديث عن عودة ليونيل ميسي كلاعب في برشلونة ليس واقعياً”.