أمريكا تميمة حظ الكرة المغربية و باها متفائل بعبور حاجزها

BySayed

نوفمبر 12, 2025


يعود الصدام بين الكرة المغربية ونظيرتها الأمريكية إلى الواجهة من جديد، لكن هذه المرة في كأس العالم لأقل من 17 عامًا المقامة في قطر، حين يلتقي المنتخبان في دور الـ16 من البطولة.

وتعد هذه المواجهة هي الثالثة على التوالي بين منتخبات الفئات السنية في البلدين، بعد تفوق المغرب في المباراتين السابقتين، ما يجعل “أشبال الأطلس” يدخلون اللقاء الثالث بأمل تحقيق الثلاثية واستمرار العقدة المغربية للأمريكيين.

عودة من بعيد وبداية جديدة

منتخب المغرب لأقل من 17 عامًا كتب قصة مثيرة في هذه النسخة من المونديال. فبعد بداية كارثية بهزيمتين ثقيلتين أمام اليابان والبرتغال بستة أهداف نظيفة، ظن الجميع أن طريق “صقور الأطلس” انتهى مبكرًا. لكنهم عادوا من بعيد بطريقة بطولية، فحققوا تأهلًا بدا مستحيلًا في البداية، ليواصلوا مغامرتهم في البطولة العالمية.

القرعة كانت رحيمة بالمغاربة، إذ جنبتهم مواجهة القوى الكبرى مثل البرازيل، الأرجنتين وفرنسا، لتضعهم أمام منتخب أمريكا، الذي رغم تصدره مجموعته بالعلامة الكاملة، إلا أنه لم يسجل سوى أربعة أهداف، في حين يملك المغرب أقوى خط هجوم في البطولة حتى الآن بـ16 هدفًا.

هذا الفارق الهجومي أعطى دفعة معنوية كبيرة للمدرب نبيل باها، الذي نجا مؤخرًا من الإقالة بعد الهزائم الأولى، وظهر بعد القرعة أكثر تفاؤلًا وثقة، مؤكدًا لقناة الرياضية المغربية أن البطولة “لم تبدأ بعد بالنسبة للمغرب”، وأن لاعبيه استعادوا روح الانتصار التي تميز الكرة المغربية في السنوات الأخيرة.

“لا اثنان دون ثلاثة”

لقاء المغرب وأمريكا في دور الـ16 سيكون الثالث على التوالي بين منتخبات البلدين في فئات عمرية مختلفة خلال عام وبضعة أشهر فقط، وجميعها في بطولات عالمية كبرى.

في صيف العام الماضي، تمكن المنتخب الأولمبي المغربي لأقل من 23 عامًا من سحق نظيره الأمريكي في أولمبياد باريس بنتيجة 4-0، ليواصل طريقه نحو الميدالية البرونزية، في إنجاز غير مسبوق في تاريخ المنتخبات العربية في الألعاب الأولمبية.

ثم تكرر المشهد قبل شهر واحد فقط، حين أطاح منتخب المغرب لأقل من 20 عامًا بنظيره الأمريكي في الدور نفسه من مونديال تشيلي، وفاز عليه 3-1، ليكمل مشواره التاريخي نحو التتويج بكأس العالم، في إنجاز دوّن بحروف من ذهب.

اللافت أن المنتخبات الأمريكية الثلاثة كانت جميعها تحت قيادة المدرب ذاته ميتروفيتش، بينما أشرف على المنتخبات المغربية في تلك المواجهات مدربون مغاربة: طارق السكتيوي، ثم نبيل باها، مما يعزز الصورة الذهنية عن التفوق المغربي الواضح على مدارس الكرة الأمريكية مؤخرًا.

ولهذا يرى كثيرون أن لقاء قطر يمثل فرصة جديدة لتأكيد الهيمنة المغربية، حتى باتت أمريكا تُوصف مازحة في الأوساط المغربية بأنها “تميمة الحظ” لمنتخباتهم في البطولات العالمية.

ثقة باها

المدرب نبيل باها، الذي قاد الفريق لعبور مرحلة المجموعات بعد بداية كارثية، تحدث بحذر وثقة في الوقت نفسه عقب القرعة، قائلًا: “لقد بلغنا مرحلة لا تحتمل الأخطاء ولا الأماني، لأن نظام خروج المغلوب لا يمنح فرصة ثانية. نعرف أمريكا جيدًا، تابعناهم عن قرب، وصحيح أنهم لا يسجلون كثيرًا، لكنهم منضبطون وحققوا العلامة الكاملة”.

وأضاف: “لن أقول إن القرعة مثالية، لكنها أرضتنا إلى حد ما. أثق في لاعبي فريقي بعد الأداء القوي أمام كاليدونيا، وأرى أن مشوارنا في المونديال بدأ للتو، وسيتواصل بإذن الله. ننتظر دعم جماهيرنا في قطر، وسنلعب بتوازن وحماس كبيرين”.

وعن المواجهات السابقة بين المنتخبين، قال باها:

“نعم، نحن نتفوق عليهم مؤخرًا، وهذا سيؤثر ذهنيًا على لاعبيهم كما سيحفز لاعبينا. لكننا لن نعتمد على الماضي، فكل مباراة جديدة تحمل تحديًا مختلفًا، وسنناقشها بطريقتنا الخاصة دون غرور أو استسهال”.

لقجع يدخل على الخط

مصادر “كووورة” أكدت أن فوزي لقجع، رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم، يتابع المنتخب عن قرب، وحرص على توديع البعثة قبل سفرها إلى قطر. وخلال لقائه باللاعبين، وصفهم بأنهم “جيل المستقبل” الذي يعوّل عليه في مواصلة نهضة الكرة المغربية، داعيًا إياهم إلى السير على خطى أبطال مونديال تشيلي.

كما أجرى لقجع حديثًا مطولًا مع المدرب باها، أكد فيه على ضرورة الحفاظ على الثقة والتوازن النفسي، مطالبًا اللاعبين بتجاوز الضغوط التي رافقتهم بعد الهزائم الأولى أمام البرتغال واليابان، والتركيز على اللعب بروح الأبطال التي منحتهم لقب أفريقيا مؤخرًا.

دعم جماهيري واسع في قطر

من جهة أخرى، يستعد الجمهور المغربي في قطر لتقديم دعم ضخم للمنتخب الشاب في المباراة المرتقبة مساء الجمعة. وتشير التوقعات إلى حضور جماهيري كثيف من أبناء الجالية المغربية المقيمة هناك، في مشهد بات علامة مميزة في كل البطولات التي يشارك فيها المغرب مؤخرًا.

باها قرر أيضًا تخفيف الضغط على لاعبيه، ومنحهم حرية نفسية قبل اللقاء، مؤكدًا أن التركيز والهدوء هما السلاح الأهم في مواجهة منتخبات منظمة مثل أمريكا.



المصدر – كوورة

By Sayed