خرج البرازيلي فابينيو، لاعب وسط اتحاد جدة، بالعديد من التصريحات المثيرة عن رحلته مع “العميد” وعودته لمنتخب بلاده وعلاقته ببعض اللاعبين.
وكان فابينيو قد انضم لصفوف الاتحاد في صيف 2023، ونجح في العودة لصفوف المنتخب البرازيلي خلال معسكر نوفمبر/ تشرين ثان الجاري، تحت قيادة المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي.
ويستعد منتخب “السليساو” لمواجهة السنغال، مساء السبت المقبل، ثم سيلاقي تونس، يوم الثلاثاء الموافق 18 من الشهر الجاري.
العودة للبرازيل
قال فابينيو في تصريحات أبرزتها شبكة “بي إن سبورتس”: “سعيد للغاية بالعودة إلى منتخب بلادي وكأنها المرة الأولى”.
وأضاف: “شعور لا يوصف أن ترى حقيبتك وملابسك داخل غرفة ملابس المنتخب البرازيلي، حقًا هي لحظة رائعة، وأتمنى تقديم كل ما لدي من أجل إقناع الجماهير والمدرب”.
وتابع: “سعيد لأنني رأيت أصدقائي القدامى والجهاز الفني الجديد، وبعض الوجوه الجديدة، فقد كنت أفتقد لهذه الأجواء الرائعة”.
وأردف: “ردّة فعل العائلة والأصدقاء أيضًا جميلة جدًا، وأن ترى هؤلاء الأشخاص الذين يعيشون معك يوميًا يفرحون من أجلك، أمر مميز بالفعل”.
العمل مع أنشيلوتي
يرى نجم ليفربول السابق أن العمل مع أنشيلوتي يعد فرصة رائعة لتعلم أشياء جديدة، حيث قال: “سبق لي وأن لعبت ضد أنشيلوتي عندما كنت لاعبًا مع الريدز، وهو على رأس القيادة الفنية لريال مدريد، فهو يتمتع بفنيات كبيرة”.
وأوضح: “لسوء الحظ لم أتمكن من تحقيق الفوز عليه في أي مناسبة، وهذا يدل على عمله الرائع، فأنا أرغب في التعلم منه دون أدنى شك، لأنه مدرب عظيم”.
وأكمل النجم البرازيلي: “لقد تحدثت مع مساعده لمحاولة تذكر كواليس وجودي في ريال مدريد، وهل عملت مع أنشيلوتي أم لا؟، لكنني تذكرت أنني رحلت قبل مجيئه بعد نهاية إعارتي”.
علاقة ماني
تطرق فابينيو للحديث عن علاقته بالنجم السنغالي ساديو ماني، جناح النصر، حيث قال: “سبق لي وأن لعبت معه في ليفربول، فهو لاعب من طراز رفيع في الملعب وخارجه”.
وشدد: “لقد لعبت ضده في العديد من المناسبات في الدوري السعودي، ودائمًا ما نتحدث قبل وبعد المباريات”.
وأكد أن “ماني لاعب ممتع ولديه مقومات فنية وبدنية رائعة”، معربًا عن سعادته بالعمل معه في وقتٍ سابق.
جماهير الاتحاد
أكد فابينيو أن اتحاد جدة هو صاحب الجماهير الأكبر في الملاعب السعودية: “أشعر بالسعادة بسبب التواجد مع نادٍ بحجم العميد الذي يمتلك قاعدة كبيرة من المحبين والعشاق”.
وأضاف: “من الرائع أن تلعب على أرضك وتشاهد جماهير الاتحاد تملاً المدرجات، وكذلك الحال في الملاعب الخارجية”.
واختتم: “أتمنى أن أستمر في تقديم مستويات جيدة مع الاتحاد وإسعاد الجماهير، وسنسعى لتحسين المستوى بالموسم الجاري”.
ماذا ينتظر فابينيو مع البرازيل؟
بعد غيابٍ دام أكثر من ثلاث سنوات، يعود فابينيو مجددًا إلى صفوف منتخب البرازيل، في لحظة تحمل الكثير من الرمزية والتحدي بالنسبة للاعب الذي عاش فترة من التراجع بعد رحيله عن ليفربول، واستقراره مع اتحاد جدة.
لكن العودة إلى قميص “السيليساو” لا تعني الاكتفاء بشرف الاستدعاء، بل تفتح أمامه بابًا واسعًا من المسؤوليات والطموحات، أبرزها إقناع الجميع بأنه ما زال يستحق مكانه بين نخبة الكرة البرازيلية.
منذ آخر ظهور له مع المنتخب عام 2022، تغيّرت أشياء كثيرة؛ جيلٌ جديد صعد، مع المدرب الجديد كارلو أنشيلوتي الذي سيقود الفريق في مونديال 2026، وسط منافسة شرسة بين لاعبي الوسط الذين ينشطون في أوروبا على أعلى المستويات.
في هذا السياق، يجد فابينيو نفسه أمام تحدٍ حقيقي لإثبات الذات، وإقناع أنشيلوتي بأنه ما زال اللاعب القادر على منح الفريق التوازن في منتصف الميدان، تمامًا كما كان يفعل في أيام مجده مع ليفربول.
التحدي الأول الذي ينتظره يتمثل في استعادة الثقة الجماهيرية، فالكثير من الجماهير البرازيلية كانت ترى أن انتقاله إلى الدوري السعودي يعني نهاية مسيرته الدولية، وأنه ابتعد عن نسق المباريات الأوروبية، لكن أداءه القوي مع الاتحاد، وانضباطه التكتيكي في مركز الارتكاز، أعاد فتح الأبواب أمامه من جديد.
الآن، سيكون عليه أن يبرهن في المعسكرات المقبلة على أن خبرته وقدرته على قراءة اللعب يمكن أن تصنع الفارق حتى في وجود أخرى..
أما التحدي الثاني، فهو إقناع أنشيلوتي بأنه القطعة المفقودة في مشروع البرازيل الجديد، فالمدرب الإيطالي يعشق اللاعبين أصحاب المرونة التكتيكية، القادرين على ضبط الإيقاع وحماية الدفاع دون أن يفقدوا الهدوء، وهي صفات تتجسد في شخصية فابينيو.
لكن المنافسة ستكون ضارية، خاصة مع تألق لاعبي الارتكاز في الدوريات الأوروبية، ما يعني أن أي تراجع في الأداء أو فقدان للجاهزية قد يبعده مجددًا عن الصورة.
التحدي الثالث يتمثل في حجز مكانٍ دائم ضمن قائمة المونديال المقبلة، فنجم الاتحاد يدرك أن الوقت لا يعمل لصالحه، فسيكون في منتصف الثلاثينيات عندما تقام كأس العالم 2026، ما يجعل البطولة القادمة فرصته الأخيرة لتمثيل البرازيل في المحفل الأكبر.
ولتحقيق ذلك، يحتاج إلى أداء استثنائي مع الاتحاد في دوري أبطال آسيا والدوري المحلي، إلى جانب أداء مقنع في المباريات الدولية، حتى يضمن أنشيلوتي اسمه ضمن القوام الذي سيحمل حلم السامبا نحو النجمة السادسة.