أنشيلوتي: غادرت ريال مدريد في اليوم المثالي.. وألونسو لا يحتاج نصائحي

BySayed

نوفمبر 13, 2025


أكد المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، الذي يُعتبر من أنجح المدربين في تاريخ ريال مدريد بعدما توج بـ15 لقبًا بينها ثلاث بطولات في دوري أبطال أوروبا، أن رحيله الصيف الماضي عن النادي الإسباني نحو منتخب البرازيل كان قرارًا مدروسًا وشعورًا لا يُنسى، رغم صعوبة الابتعاد عن الميرنجي.

وقال أنشيلوتي في حوار مع صحيفة “آس”الإسبانية: “كنت أعلم أن هذا اليوم سيأتي يومًا ما. فكرت كثيرًا قبل اتخاذ القرار، وكان يوم الوداع مؤثرًا للغاية. تبادلنا عناقًا كبيرًا مع جماهير مدريد، وكان أفضل يوم ممكن للمغادرة. تدريب البرازيل تحدٍ كبير وحلم جميل. أنا سعيد بما أفعله الآن، لقد اتخذت القرار الصحيح.”

المدرب الإيطالي، الذي ترك وراءه إرثًا خالدًا في مدريد، استعاد أبرز لحظاته مع الفريق، مؤكدًا أن تلك السنوات كانت مذهلة ليس فقط بالألقاب، بل بالطريق نحو تحقيقها: “عشنا لحظات استثنائية. لن تُنسى ريمونتادات دوري الأبطال أمام باريس سان جيرمان وتشيلسي ومانشستر سيتي وبايرن ميونخ. ريال مدريد شيء لا يمكن تفسيره”.

ورد أنشيلوتي على من يصفونه بأنه مجرد “مدير غرفة ملابس”، قائلاً بحزم: “الناس تتحدث عن إدارتي للاعبين، لكن عملي الأساسي كان تكتيكيًا في معظم الوقت. عملنا بجهد لإدماج اللاعبين الشباب مثل فينيسيوس، رودريجو، فالفيردي وبيلينجهام. القول إنني مجرد مُدير للفريق كذبة. صحيح أنني أحرص على بيئة نظيفة وصحية، لكن جوهر عملي هو الجانب التكتيكي.”

كما علّق على فشل الموسم الأخير مع ريال مدريد، مؤكدًا أن الإصابات الدفاعية كانت السبب الرئيسي: “فقدنا الدفاع بالكامل تقريبًا، من كارفاخال إلى ميليتاو، وحتى روديجر عانى من مشاكل. اضطررنا لتجربة لاعبين في غير مراكزهم مثل فالفيردي وتشواميني. هذا أفقدنا التوازن وكلفنا ألقابًا. لم تكن المشكلة في غياب كروس أو مودريتش، لكن تعويضهما أمر شبه مستحيل”.

وأشاد أنشيلوتي بخليفته في مقعد تدريب ريال مدريد، تشابي ألونسو، الذي سبق أن دربه في بايرن ميونخ قائلا: “كنت واثقًا من نجاحه، ولا يحتاج إلى نصائحي. أشاهد كل مباريات ريال مدريد لمتابعة اللاعبين البرازيليين، وأراه يقود الفريق بشكل رائع. لكنه يجب أن يتذكر أن في مدريد، حتى التعادل قد يتحول إلى أزمة.”

وختم المدرب الأسطوري حديثه متفائلًا بمستقبل الفريق تحت قيادة ألونسو، قائلاً: “الفريق متماسك دفاعيًا وقوي هجوميًا، مبابي في حالة ممتازة ويبلينجهام عاد بقوة. أعتقد أن تشابي سيحقق النجاح دون أي شك”.

مسيرة أسطورية

كارلو أنشيلوتي، أحد أعظم المدربين في تاريخ كرة القدم، يجمع بين الخبرة العميقة والقدرة على إدارة النجوم، ليصبح اسمه مرادفا للنجاح في جميع الفرق التي قادها. وُلد أنشيلوتي في 10 يونيو/حزيران 1959 في مدينة ريجيو إميليا الإيطالية، وبدأ مسيرته كلاعب وسط مميز، حيث لعب لعدة أندية إيطالية كبيرة أبرزها روما وإي سي ميلان. خلال مسيرته كلاعب، تميز كارلو أنشيلوتي بذكائه التكتيكي، قدرته على قراءة المباريات، وتمريراته الدقيقة، وهي صفات ساعدته لاحقا في مسيرته التدريبية.

انتقل أنشيلوتي من عالم اللاعبين إلى عالم التدريب في أوائل التسعينيات من القرن الماضي، حيث كانت بداية مشواره مع نادي ريجينا الإيطالي. سرعان ما أثبت قدرته على قيادة الفرق، مما أتاح له الانتقال إلى أندية أكبر مثل بارما، وفيورنتينا، ويوفنتوس، قبل أن يتجه إلى ميلان في 2001. هنا بدأت مرحلة أساسية في مسيرته التدريبية، حيث قاد ميلان إلى تحقيق إنجازات أوروبية باهرة، أبرزها لقب دوري أبطال أوروبا عام 2003، بعد مباراة درامية ضد يوفنتوس، ولقب آخر في 2007، ليصبح أنشيلوتي واحدا من أبرز المدربين القادرين على التألق في البطولات الأوروبية الكبرى.

في 2009، انتقل أنشيلوتي إلى تشيلسي، ليضيف بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز وكأس الاتحاد إلى سجل إنجازاته، قبل أن ينتقل إلى باريس سان جيرمان ويحقق معه لقب الدوري الفرنسي. لم يتوقف طموحه عند هذا الحد، إذ تولى تدريب ريال مدريد في فترتين مختلفتين، ليكتب اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ النادي الإسباني. خلال فترتيه مع ريال مدريد، قاد أنشيلوتي الفريق للفوز بثلاثة ألقاب دوري أبطال أوروبا، إلى جانب تحقيق بطولات الدوري الإسباني، كأس الملك، السوبر الإسباني، وكأس العالم للأندية، ليصبح أكثر المدربين تتويجا في تاريخ النادي، بما مجموعه 15 لقبا رسميا.

تتميز فلسفة أنشيلوتي التدريبية بالقدرة على الجمع بين المرونة التكتيكية وإدارة الشخصيات الكبيرة. فهو قادر على تحقيق الانسجام بين نجوم الفريق، مع الحفاظ على الأداء الجماعي المميز، وهو ما جعله مدربا محبوبا بين اللاعبين والإدارات على حد سواء. بالإضافة إلى ذلك، عرف أنشيلوتي بقدرته على تعديل الخطط خلال المباراة، والاعتماد على أسلوب اللعب الهجومي المتوازن، مما أكسبه سمعة مدرب عصري يوازن بين التكتيك والدفع بالنجوم.



المصدر – كوورة

By Sayed