يرى رافينيا، نجم برشلونة الإسباني ومنتخب البرازيل أنه لم يفقد فرصه في الفوز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم.
وقال رافينيا في تصريحات لمجلة (جيه كيو): “أعتقد أنني سأحظى بفرصة الفوز بالكرة الذهبية مستقبلًا، كرة القدم عامرة بالتقلبات، وأعتقد أن أمامي سنوات عديدة لتحقيق أهداف جديدة”.
وأضاف النجم البرازيلي الدولي: “تواجدي في المركز الخامس بترتيب الكرة الذهبية هذا العام أراه حافزا لي، وليس ضغطا، لأنني أعرف إمكانياتي وقدراتي جيدا”.
وأشار: “الكرة الذهبية جائزة فردية، لكن كرة القدم رياضة جماعية، وعندما أنظر إلى كل ما حققته مع برشلونة ومنتخب البرازيل، أشكر الله بدلا من الشعور بخيبة أمل، فما حققته يبقى رائعا وأنا ممتن له”.
وأتم رافينيا تصريحاته في هذا الصدد: “ما تحقق يحفزني على الاستمرار ومواصلة الأداء القوي”.
بداية قوية
يذكر أن رافينيا البالغ من العمر 28 عاما انضم لصفوف برشلونة في صيف 2022 قادما من ليدز يونايتد الإنجليزي، وساهم في أول مواسمه مع الفريق الكتالوني في التتويج بلقبي الدوري وكأس السوبر الإسباني تحت قيادة المدرب الشاب، تشافي هيرنانديز.
تراجع رافينيا في موسمه الثاني مع برشلونة، حيث خرج الفريق خالي الوفاض وانتهى الأمر بإقالة تشافي بعد انتهاء موسم 2023-2024.
ولكن اللاعب البرازيلي الدولي استعاد بريقه بقوة في الموسم الماضي تحت قيادة المدير الفني الألماني، هانز فليك، وكان ركيزة أساسية في الهجوم الكتالوني رفقة لامين يامال وروبرت ليفاندوفسكي، وساهم بقوة في التتويج بالثلاثية المحلية، الدوري وكأس ملك إسبانيا وكأس السوبر الإسباني، بخلاف الخروج من الدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا بعد سيناريو درامي أمام إنتر ميلان الإيطالي.
وتألق رافينيا بشدة في مباريات الكلاسيكو حيث سجل 6 أهداف في 4 مباريات أمام ريال مدريد في نهائي بطولتي الكأس والسوبر الإسباني، وكذلك مباراتي الدوري الإسباني.
انطلاقة باهتة
ولكن انطلاقة رافينيا هذا الموسم كانت باهتة للغاية، وابتعد عن الملاعب لعدة أسابيع بسبب الإصابة، حيث شارك في 7 مباريات فقط، سجل خلالها 3 أهداف مع تمريرتين حاسمتين، وإجمالا سجل اللاعب البرازيلي 57 هدفا مع 53 تمريرة حاسمة في 151 مباراة بقميص برشلونة ف جميع المسابقات.
بدأ رافينيا مسيرته مع نادي آفاي البرازيلي، وفي أوروبا تنقل بين أندية فيتوريا جميارايش وسبورتنج لشبونة في البرتغال، ورين الفرنسي، وليدز يونايتد الإنجليزي الذي انتقل منه إلى برشلونة مقابل 45 مليون يورو.
وبعيدا عن طموحات النجم البرازيلي الفوز بالكرة الذهبية، تزايدت حالة القلق داخل أروقة برشلونة بعد أن كشف غياب الجناح البرازيلي رافينيا عن الفريق خلال الشهر ونصف الأخير من الموسم عن خلل واضح في التوازن الدفاعي، خصوصا في الجهة اليسرى التي أصبحت نقطة ضعف بارزة.
ترك غياب الجناح البرازيلي، الذي يتميز بقدرته على الضغط العالي ومساندة زملائه دفاعيا، فراغا كبيرا في المنظومة، إذ لم يقتصر تأثيره على الجانب الهجومي فحسب، بل امتد ليضع الفريق في مأزق تكتيكي حقيقي.
وبحسب ما أوردته صحيفة “موندو ديبورتيفو” الإسبانية، فإن غياب رافينيا ترك أثرا سلبيا على البنية العامة للفريق، بعد أن كان قد سجل 34 هدفا في الموسم الماضي إلى جانب دوره الحيوي في نقل الطاقة والروح القتالية لبقية عناصر الخط الهجومي.
وكان وجود رافينيا يشكل حاجزا دفاعيا طبيعيا أمام تقدم الخصوم في الجهة اليسرى، وهي الجهة التي أصبحت الآن “طريقا مفتوحا” نحو مرمى برشلونة في ظل ضعف المساندة الدفاعية.
وقد تجلت هذه الأزمة بوضوح خلال مباراة كلوب بروج الماضية في دوري أبطال أوروبا، التي انتهت بالتعادل (3-3)، بعدما عجز الفريق عن فرض فكرة خط التسلل المتقدم التي يعتمدها المدرب هانز فليك كركيزة أساسية في منظومته الدفاعية. فقد منح الأداء غير المنظم للفريق البلجيكي فرصا كثيرة للوصول إلى المرمى الكتالوني، ما أجبر فليك على توجيه انتقادات علنية للاعبيه قائلا: “في بروج غاب روح القتال، وأتمنى أن أراها أمام سيلتا”.
وتركزت أبرز الانتقادات على الجهة اليسرى، التي وصفها المقربون من النادي بأنها “الطريق السريع” نحو مرمى برشلونة.
وزاد الوضع تعقيدا الأداء الباهت لماركوس راشفورد، الذي لم ينجح في الضغط على الخصم من الأمام، ولم يعد في الوقت المناسب لمساندة بالدي أو الخط الدفاعي عموما.
نقطة ضعف
ومع هذا النقص في الانضباط الدفاعي والضغط الجماعي، بدا الفريق عاجزا عن احتواء هجمات الخصم، ما جعل الجانب الأيسر نقطة ضعف واضحة في منظومة فليك.
ورغم أن المدرب الألماني لم يوجه اللوم بشكل مباشر لأي لاعب، فإن الأجواء داخل النادي تعكس قلقا حقيقيا من استمرار هذه الثغرة التي قد تكلف الفريق نقاطا ثمينة في المراحل المقبلة من الموسم.
ويبدو أن الحل لن يكون سهلا، إذ يحتاج برشلونة إلى استعادة توازن الجناح الأيسر وتصحيح الأخطاء الدفاعية، في انتظار عودة رافينيا الذي يمثل أحد مفاتيح الانضباط والتماسك في منظومة فليك.