ليلة كارثية عاشها كريستيانو رونالدو، قائد منتخب البرتغال، في العاصمة الأيرلندية دبلن، ليس فقط بسبب خسارة “برازيل أوروبا”، ولكن أيضًا بسبب البطاقة الحمراء التاريخية التي حصل عليها.
وخسر منتخب البرتغال أمام جمهورية أيرلندا بنتيجة 0-2 خلال المباراة التي جمعت بينهما، أمس الخميس، على ملعب أفيفا في دبلن، في الجولة الخامسة وقبل الأخيرة من المجموعة السادسة، ضمن تصفيات كأس العالم 2026 عن قارة أوروبا.
طرد تاريخي
شهدت المباراة، تعرض كريستيانو رونالدو للطرد في الدقيقة 62 بعد العودة إلى تقنية الفيديو، وذلك بسبب الاعتداء على مدافع منتخب إيرلندا بالضرب بالمرفق، بدون كرة.
الطرد عقد مهمة منتخب البرتغال، الذي كان مهزومًا بالفعل بنتيجة 0-2، ليفشل في تعويض هذا التأخر في الدقائق المتبقية من عمر المباراة، بعد أن اضطر لاستكمالها بـ 10 لاعبين فقط.
وباتت هذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها رونالدو للطرد مع منتخب البرتغال، رغم أنه كان يخوض المباراة رقم 226 معه في مختلف المسابقات، منذ أن بدأ رحلته معه في عام 2003.
لكن الطرد لم يكن تاريخيًا لهذا السبب فقط، بل لأنه قد يحرم “صاروخ ماديرا” من المشاركة مع منتخب البرتغال في أول مباراتين من بطولة كأس العالم 2026، بحسب ما كشفت عنه شبكة “سكاي سبورتس”.
ونقلت الشبكة، نص المادة 14 في الفصل الثاني من قانون الانضباط الخاص بالاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).
وتنص المادة على إنه إذا تم طرد لاعب بسبب الاعتداء، بما في ذلك استخدام المرفق، أو اللكم، أو الركل، أو العضّ، أو البصق، أو ضرب الخصم، فإنه يجب أن يُعاقب بالإيقاف لثلاث مباريات.
وبما أن منتخب البرتغال تتبقى له مباراة وحيدة في تصفيات كأس العالم 2026، فإن رونالدو سيغيب عن تلك المباراة، وسيكمل باقي العقوبة في بطولة كأس العالم 2026، ليغيب عن أول مباراتين في دور المجموعات.
الفشل هو الحل
لكن الشبكة كشفت عن سيناريو جنوني قد ينقذ رونالدو من الغياب عن أول مباراتين للبرتغال في كأس العالم 2026، وهو فشل المنتخب نفسه في التأهل إلى البطولة بشكل مباشر.
ويتمثل السيناريو في فشل منتخب البرتغال في التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026 بشكل مباشر، واستبدال ذلك بالتأهل عن طريق الملحق الأوروبي الذي سيُقام في مارس/آذار من العام المقبل.
منتخب البرتغال يستضيف أرمينيا، بعد غد الأحد، على ملعب الدراجاو، في الجولة السادسة والأخيرة من تصفيات كأس العالم 2026، حيث يحتاج للفوز بأي نتيجة من أجل التأهل إلى نهائيات المونديال بشكل مباشر.
حتى التعادل سيكفل لـ “برازيل أوروبا” التأهل للمونديال مباشرة، في ظل تفوقه على منتخب المجر بفارق نقطتين و3 أهداف، فيما يخوض الأخير، مباراة صعبة ضد جمهورية أيرلندا بالجولة ذاتها.
وبالتالي سيكون منتخب البرتغال في حاجة لخسارة تاريخية على ملعبه أمام منتخب أرمينيا، متذيل المجموعة بفوز وحيد و4 هزائم، مع فوز المجر على جمهورية أيرلندا، ليحتل رفاق رونالدو، المركز الثاني في المجموعة، ويكونوا على موعد مع الملحق الأوروبي.
الملحق الأوروبي سيتكون من 16 منتخبًا، منها المنتخبات 12 التي تحتل المركز الثاني في تصفيات كأس العالم، بالإضافة إلى أفضل 4 منتخبات تصنيفًا في دوري أمم أوروبا.
وسيتم تقسيم تلك المنتخبات على 4 مسارات، بحيث يضم كل مسار 4 منتخبات، تلعب فيما بينها مباراتين في الدورين نصف النهائي والنهائي، لتحديد المنتخب الذي سيتأهل إلى نهائيات كأس العالم.
وفي تلك الحالة، سيتم تطبيق العقوبة على رونالدو في مباراتي الملحق الأوروبي، ومن ثم سيشارك في أول مباراتين يخوضهما منتخب البرتغال في كأس العالم 2026، حال نجاحه في عبور الملحق الأوروبي.
المونديال الأخير
يحلم رونالدو بختام مثالي لقصته مع كأس العالم، حين يشارك في النسخة المقبلة بالولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك.
واعترف “صاروخ ماديرا” أن النسخة القادمة من كأس العالم ستكون الأخيرة له، وذلك خلال مشاركته في منتدى تورايز العالمي بالرياض، الذي نظمته وزارة السياحة في المملكة العربية السعودية، يوم الثلاثاء الماضي.
وقال النجم البرتغالي في هذا الصدد “هدفي الأخير هو الظهور في كأس العالم 2026 التي ستقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، بالتأكيد ستكون تلك البطولة الأخيرة لي، لأنني سأبلغ 41 عامًا حينها”.
وأتم “لقد قدّمت كل شيء لكرة القدم، على مدار 25 عامًا حققت أرقامًا قياسية في مختلف الأندية ومع المنتخب، أشعر بالفخر، وسأستمتع بما تبقى من الوقت”.
يُذكر أن النسخة القادمة من كأس العالم، ستكون السادسة التي يشارك فيها كريستيانو رونالدو، وهو رقم تاريخي لم يسبق إليه أي لاعب، وقد يشاركه فيه غريمه الأرجنتيني ليونيل ميسي، بعد أن شاركا في المونديال منذ نسخة 2006 في ألمانيا، مرورًا بنسخ 2010 و2014 و2018، وانتهاء بمونديال قطر 2022.