في ظل تشتت لاعبي برشلونة بين المنتخبات والإصابات، قرر المدير الفني هانز فليك منح راحة استثنائية لعدد من عناصر الفريق، مستغلًا فترة التوقف الدولي لإعادة ترتيب الصفوف، قبل استئناف المنافسات.
فمع مغادرة 11 لاعبًا دوليًا إلى معسكرات منتخباتهم حول العالم، ووجود 7 لاعبين في قائمة المصابين، وهم: لامين يامال، كاسادو، رافينيا، خوان جارسيا (وجميعهم في طريقهم للحصول على التصريح الطبي بعد التوقف)، إضافة إلى بيدري المتوقع عودته أمام تشيلسي، إلى جانب جافي وتير شتيجن، وجد فليك أن منح إجازة قصيرة للاعبين المتبقين، هو القرار الأنسب في هذه المرحلة.
وبدءًا من اليوم الجمعة وحتى صباح الثلاثاء المقبل، سيحظى اللاعبون غير الدوليين بأربعة أيام كاملة من الراحة، قبل العودة إلى المدينة الرياضية، حيث سيستأنف الفريق تدريباته بإشراف المدرب الألماني.
ويهدف فليك من هذه الخطوة إلى السماح للاعبين باستعادة الطاقة، قبل دخول الفريق في مرحلة حاسمة من الموسم، خصوصًا مع ازدحام الجدول بالمباريات المحلية والأوروبية، وضرورة الحصول على أفضل نسخة من برشلونة خلال الأسابيع المقبلة.
وبذلك، قد تكون الإجازة القصيرة حاسمة في إعادة الحيوية لفريق يعاني من الغيابات، أكثر من أي وقت مضى.
أزمة يامال
في سياق متصل، حاول نادي برشلونة احتواء الأزمة مع الاتحاد الإسباني لكرة القدم، واللغط المثار بشأن نجمه الشاب لامين يامال، الذي أجرى عملية جراحية مفاجئة قبل ساعات قليلة من انطلاق معسكر منتخب إسبانيا، يوم الإثنين الماضي.
وقالت صحيفة “موندو ديبورتيفو” الكتالونية إن العلاج الذي تلقاه لامين يامال لتخفيف ألم العانة، أثار جدلًا جديدًا بين إدارة البارسا ومسؤولي الاتحاد الإسباني.
وأضافت الصحيفة أن النادي لا يُبدي أي اعتراض، ويشدد على أن هدفه الأساسي كان حماية سلامة اللاعب الجسدية، وقد أبلغ الاتحاد الإسباني بذلك.
وذكرت أيضًا، نقلًا عن مصادر داخل برشلونة، أن مسؤولي النادي تواصلوا مع أطباء الاتحاد الإسباني مساء الأحد، بعد مباراة الفريق أمام سيلتا فيجو في الدوري المحلي، وأبلغوهم بأن يامال سيخضع لفحوصات طبية متقدمة، تحت إشراف طبيب من خارج النادي، صباح الإثنين، لتقييم ألم العانة بدقة.
ولم يكن البارسا على علم بأن الطبيب البلجيكي، شيلدرز، سيوصي بجراحة عاجلة للاعب الشاب، ما يستلزم فترة راحة، بحسب الصحيفة.
وعندما أخبر الطبيب البلجيكي إدارة برشلونة بفائدة العملية، وتم اعتماد القرار، أبلغ النادي الاتحاد حوالي الساعة الواحدة ظهرًا، بأن اللاعب سيحتاج إلى 4 أو 5 أيام راحة. وقد أكد الاتحاد الإسباني أنه علم بالأمر قبل الساعة الثانية ظهرًا.
وقالت الصحيفة الكتالونية إن سبب تأخر البيان الرسمي لبرشلونة، هو أن الطبيب البلجيكي انتظر حتى سفره إلى لندن، لكتابة تقريره الطبي الكامل بشأن حالة لامين يامال، وإرساله إلى النادي.
وعندما استلم برشلونة التقرير الطبي من الخبير البلجيكي، أرسله إلى الاتحاد. وذكر التقرير ضرورة إراحة اللاعب، لفترة تتراوح بين 7 و10 أيام، فقرر الاتحاد استبعاد يامال من معسكر المنتخب في اليوم التالي.
بيان الاتحاد
بدأ الاتحاد الإسباني التعليق على الأزمة ببيان، جاء فيه: “يرغب الجهاز الطبي للاتحاد الإسباني في التعبير عن دهشته واستيائه، بعد معرفته في الساعة 13:47 من يوم الإثنين، 10 نوفمبر/تشرين الثاني، يوم بدء التجمع الرسمي مع المنتخب الوطني، بأن اللاعب لامين يامال خضع في صباح اليوم نفسه لإجراء علاجي تدخلي، باستخدام موجات الراديو لعلاج آلامه في منطقة العانة”.
وأضاف البيان: “تم إجراء هذا الأمر، دون أي إشعار مسبق للجهاز الطبي للمنتخب، ولم نطلع على التفاصيل إلا عبر تقرير وصلنا الساعة 22:40 مساء أمس، والذي تضمن توصية طبية بالراحة لمدة 7-10 أيام”.
وكان الألماني هانز فليك، مدرب برشلونة، قد أبدى استياءه من مشاركة لامين يامال بشكل مكثف مع منتخب إسبانيا، في الفترة الدولية الماضية، رغم حالة الإرهاق التي كان يشعر بها، مؤكدًا أن الإجهاد هو سبب إصابته في منطقة العانة.
ورد مدرب منتخب إسبانيا، لويس دي لافوينتي، على فليك قائلًا في تصريحات نقلتها صحيفة “آس”: “لو كان لديّ ما أقوله لزميل، لقلتُه سرًا”، في إشارة لغضبه من التصريحات العلنية لفليك.
وتابع دي لا فوينتي: “لم يخبرونا بأي شيء حينها، لم يخبرنا يامال بأي ألم في العانة، فقط قال إن هناك ألمًا أسفل الظهر.. لامين حزين، إنه لاعب ملتزم ومحبوب للغاية مع المنتخب، لقد غادر حزينًا للغاية، كان يتطلع لخوض هذه المباريات، يريد أن يقدم موسمًا رائعًا مع ناديه، كما أن الفوز بكأس العالم محفور في عقله”.
وأردف: “هو أكثر من يعاني حاليًا، يتمنى دائمًا العودة، ومن يقول غير ذلك فهو كاذب، أو لديه نوايا سيئة.. يمكن وضع خطة لتدوير اللاعبين ومنحهم الراحة والفرص للمشاركة، لكن كرة القدم أحيانًا تأخذنا في اتجاه مختلف.. نحاول إدارة دقائق لعبهم بعناية، مع الأخذ في الاعتبار أن لدينا مباراتين مهمتين للغاية”.