يرى الفرنسي هيرفي رينارد، المدير الفني لمنتخب السعودية، أن “الأخضر” كان يمكنه أن يظهر بصورة أفضل ضد كوت ديفوار، مساء اليوم الجمعة.
المنتخب السعودي حقق فوزًا ثمينًا بهدف دون رد، خلال مواجهة ساحل العاج الودية ضمن مباريات الأجندة الدولية لشهر نوفمبر/تشرين الثاني.
وتأتي هذه المباراة قبل الودية الثانية ضد الجزائر مساء الثلاثاء المقبل، استعدادًا لخوض منافسات كأس العرب 2025 بقطر مطلع الشهر المقبل.
ماذا قال رينارد؟
قال رينارد في تصريحات لوسائل الإعلام عقب المباراة التي أقيمت على ملعب “الإنماء” في جدة: “تمكنا من تسجيل هدف مهم حافظ على تقدمنا طوال المباراة، وما يميز الفريق حقًا هو الروح القتالية التي أظهرناها حتى اللحظات الأخيرة”.
وأكمل: “جميع اللاعبين أبدوا التزامًا واضحًا بالواجب الدفاعي والهجومي، وحاولوا تنفيذ التعليمات بدقة، وهذا أمر مشجع ويعكس تماسك الفريق”.
وتابع: “لكننا ندرك أن هناك جوانب فنية تحتاج إلى تطوير، خاصة في طريقة التعامل مع الكرة والتحركات الهجومية. الأداء لم يكن بالمستوى الأمثل الذي نطمح إليه، وهذا ما سنركز عليه خلال التدريبات القادمة لأنه أمر لم يسعدني في المباراة”.
وأضاف: “مواجهة منتخب كوت ديفوار، الذي يمتلك خبرة كبيرة ويعد من أقوى المنتخبات الأفريقية، أكدت لنا أننا بحاجة إلى رفع مستوى التركيز والسرعة والدقة في كل لمسة”.
وأتم حديثه: “في النهاية، المباراة كانت اختبارًا مهمًا للفريق، سواء على الصعيد الفردي أو الجماعي، وستساعدنا على معالجة الأخطاء والاستفادة من الفرص قبل المواجهات القادمة، خصوصًا مع اقتراب كأس العرب”.
قائمة المنتخب السعودي في نوفمبر
حراسة المرمى: نواف العقيدي، عبدالرحمن الصانبي، محمد اليامي، راغد نجار.
الدفاع: ياسر الشهراني، حسن كادش، جهاد ذكري، عبدالإله العمري، وليد الأحمد، علي مجرشي، سعود عبدالحميد، نواف بوشل، محمد سليمان.
الوسط: ناصر الدوسري، مراد هوساوي، زياد الجهني، محمد كنو، عبدالله الخيبري، مصعب الجوير، سلطان مندش.
الهجوم: سالم الدوسري، عبدالله الحمدان، صالح أبو الشامات، عبدالرحمن العبود، مروان الصحفي، صالح الشهري، فراس البريكان.
عودة الثقة
ويبدو أن المنتخب السعودي بدأ في استعادة هويته القتالية والتوازن الفني بعد فترة معقدة شهدها تحت قيادة الإيطالي روبرتو مانشيني.
المدرب الفرنسي هيرفي رينارد تمكن منذ توليه المهمة من إعادة الانضباط التكتيكي للفريق وتعزيز الثقة بين اللاعبين، ما انعكس بشكل واضح على مستوى الأداء والنتائج.
فترة مانشيني شهدت تذبذبًا في الأداء مع بعض النتائج غير المتوقعة التي أثرت على المعنويات الجماعية وأبرزت بعض أوجه القصور في التنظيم الدفاعي والهجومي.
ومع رينارد، أصبح “الأخضر” أكثر انتظامًا في خطوطه، قادرًا على السيطرة على وسط الملعب والتحولات السريعة بين الدفاع والهجوم، وهو ما أعاد إلى الجماهير الأمل في قدرة المنتخب على المنافسة على المستويين العربي والدولي.
إضافة إلى ذلك، أعطى رينارد فرصة أكبر للاعبين الشباب لإثبات أنفسهم، مع الحفاظ على خبرة اللاعبين الأساسيين، ما ساهم في خلق توليفة متوازنة قادرة على التعامل مع مختلف أساليب اللعب، سواء في وديات نوفمبر الأخيرة أو في الاستحقاقات المقبلة مثل كأس العرب وكأس العالم.
ماذا ينتظر المنتخب السعودي؟
المنتخب السعودي يدخل كأس العرب هذا العام بطموحات واضحة، ليس فقط للمنافسة على لقب البطولة، بل أيضًا لاستغلالها كمرحلة إعداد استراتيجية لمونديال كأس العالم القادم.
البطولة العربية ستتيح لـ”الأخضر” فرصة اختبار جميع اللاعبين وتجريب الخطط التكتيكية في مواجهة منتخبات متنوعة، وهو ما يمثل محكًا حقيقيًا لقدرة الجهاز الفني على قراءة المباريات وتحسين الأداء تحت الضغط.
كأس العرب ستكون منصة مثالية لتعزيز الانسجام بين اللاعبين الأساسيين والبدلاء، واختبار اللاعبين الشباب الذين قد يكونون عنصرًا مهمًا في التشكيلة النهائية لكأس العالم.
والمواجهات مع فرق من مستويات مختلفة ستسمح للمدرب بقياس مدى قدرة المنتخب على التعامل مع أساليب لعب متعددة، سواء أمام الفرق الدفاعية المحكمة أو المنتخبات الهجومية السريعة، وهو ما ينعكس إيجابيًا على تجهيز الفريق لمواجهة خصوم عالميين.
إضافة إلى ذلك، ستمنح البطولة فرصة لمراجعة الأخطاء الفردية والجماعية، خصوصًا فيما يتعلق بالتحكم بالوسط وسرعة التحولات وتنظيم الدفاع والهجوم، وهي عناصر ستكون حاسمة في مباريات كأس العالم.
كما أن المنافسة على لقب كأس العرب ستخلق روحًا تنافسية داخل الفريق، وتزيد من ثقة اللاعبين بأنفسهم وقدرتهم على مواجهة ضغط الجماهير والطموحات الكبيرة المرتبطة بالمونديال.
كأس العرب ليست مجرد بطولة إضافية، بل تجربة محورية لتعزيز جاهزية المنتخب السعودي، صقل التكتيكات، وتكوين فريق متوازن قادر على تقديم أفضل ما لديه عند الانطلاق إلى كأس العالم.
وستكون فرصة ذهبية للفريق لتجربة جميع السيناريوهات المحتملة ومعالجة النقاط الضعيفة، وبالتالي تعزيز فرص النجاح على المستوى العالمي.