اقترب المنتخب الألماني خطوة جديدة نحو حسم بطاقة التأهل المباشر إلى نهائيات كأس العالم 2026 في كرة القدم، بعدما حقق فوزًا باهتًا خارج أرضه على منتخب لوكسمبورج المتواضع بنتيجة 2-0، في المباراة التي أقيمت مساء اليوم الجمعة ضمن الجولة الخامسة من منافسات المجموعة الأولى في التصفيات الأوروبية.
ورغم افتقار الأداء للحيوية والإقناع، فإن النتيجة وضعت “دي مانشافت” في موقع مريح قبل الجولة الأخيرة.
وتدين ألمانيا، بطلة العالم 4 مرات، بفوزها إلى المهاجم الشاب نيك فولتيماده، لاعب نيوكاسل يونايتد الإنجليزي، الذي سجل ثنائيةً ثمينة في الدقيقتين 49 و69، ليمنح فريقه ثلاث نقاط رفعت رصيده إلى 12 نقطة في صدارة المجموعة الأولى، متفوقًا بفارق الأهداف على سلوفاكيا التي حققت فوزًا متأخرًا على إيرلندا الشمالية الثالثة في الترتيب (6 نقاط) بهدف قاتل عبر توماش بوبتشيك في الدقيقة (90+1).
بهذه النتيجة، يكفي المنتخب الألماني تحقيق التعادل في الجولة الأخيرة أمام سلوفاكيا لحسم التأهل المباشر رسميًا، فيما ستمنح الخسارة على ملعب “ريد بول” يوم الإثنين المقبل بطاقة العبور للمنتخب السلوفاكي، وتجبر الألمان على خوض الملحق الأوروبي.
وكانت مواجهة الذهاب بين المنتخبين انتهت لصالح سلوفاكيا على أرضها بنتيجة 2-0، ما يفرض على رجال المدرب جوليان ناجلسمان عدم الاستهانة بالخصم.
وخاضت ألمانيا المباراة بغيابات مؤثرة على رأسها قائد المنتخب جوشوا كيميش بسبب إصابة في الكاحل الأيمن.
كما افتقد ناجلسمان خدمات المدافع نيكو شلوتربيك ولاعب الوسط نديم أميري للإصابة، إضافة إلى المهاجم أكريم أديمي الموقوف لتراكم البطاقات.
ويضاف هؤلاء إلى قائمة طويلة من النجوم الغائبين منذ أسابيع، أبرزهم كاي هافيرتز، وجمال موسيالا، مارك – أندريه تير شتيجن، وأنطونيو روديجر، ونيكلاس فولكروج، وتيم كلايندينست، ما جعل خيارات المدرب محدودة نسبيًا.
وعلى الرغم من الظروف، حاول المنتخب الألماني فرض سيطرته منذ الدقائق الأولى، وكاد فلوريان فيرتز يمنح فريقه هدف التقدم بعد تمريرة متقنة من ليون جوريتسكا، لكن الحارس أنتوني موريس، حارس الخليج السعودي، تدخل ببراعة مبعدًا الكرة للخارج عند الدقيقة السادسة.
ورغم دخول لوكسمبورج المواجهة وسط 4 هزائم متتالية، إلا أنها ظهرت بشجاعة هجومية غير متوقعة، وكانت قريبة جدًا من افتتاح النتيجة عبر دانيل سيناني الذي تلقى تمريرة مثالية من لياندرو باريرو، لكنه سدد بجوار القائم الأيمن عند الدقيقة 12.
وتوالت محاولات أصحاب الأرض، إذ قدّم أيمن دارداري لمحات فنية رائعة، مراوغًا أكثر من لاعب قبل أن يسدد كرة قوية خطيرة مرّت بمحاذاة القائم (18)، ثم عاد سيناني لمحاولة أخرى من مسافة 20 ياردة أبعدها الحارس باومان بإتقان (21).
ومع ازدياد إيقاع المباراة، حاول الألمان تهدئة نسق لوكسمبورج عبر السيطرة على الكرة، وسدد سيرج نابري كرة قوية عند الدقيقة (29) لكنها مرت قريبة من المرمى، فيما أظهر الحارس باومان يقظة كبيرة بإبعاده ركلة حرة مباشرة نفذها سيناني بدقة (31).
ومع بداية الشوط الثاني، تنفس المنتخب الألماني الصعداء عندما نجح لوروا ساني في اختراق الجبهة اليمنى قبل أن يرسل كرة عرضية متقنة تابعها فولتيماده مباشرة في شباك موريس معلنًا تقدم الألمان (49).
ولم تستسلم لوكسمبورج، إذ ردت سريعًا بمحاولة جديدة عبر دارداري الذي سدد كرة مرت بجوار القائم بسنتيمترات قليلة (51)، قبل أن يتمكن فولتيماده من مضاعفة النتيجة بعد 20 دقيقة، مستثمرًا تمريرة متقنة من ريدل باكو، فسدد مباشرة داخل المرمى محرزا الهدف الثاني له ولمنتخب بلاده (69).
وفي اللحظات الأخيرة، كاد لوروا ساني أن يضيف الهدف الثالث بتسديدة قوية ارتطمت بأعلى القائم وخرجت إلى الخارج (78)، لينتهي اللقاء بفوز ألماني منطقي من حيث النتيجة رغم الأداء غير المقنع.
ويتبقى أمام ألمانيا اختبار صعب أمام سلوفاكيا قد يحدد مصير تأهلها المباشر.
ورغم افتقاد الفريق للعديد من نجومه، فإن جمهور “دي مانشافت” يأمل أن يتمكن ناجلسمان من إظهار هوية فنية أكثر تماسكًا، خاصة مع اقتراب موعد نهائيات كأس العالم 2026، التي تسعى ألمانيا لدخولها بثوب المنافسة الحقيقية بعد سنوات من التراجع.