قاد النجم ليونيل ميسي، منتخب بلاده الأرجنتين، بطل العالم، للفوز على مضيفه الأنجولي (2-0)، بتسجيله هدفًا وصناعة آخر، في المباراة الدولية الودية التي جمعتهما مساء الجمعة في العاصمة لواندا.
وجاء الهدف الأول لأبطال العالم عبر مهاجم إنتر ميلان الإيطالي لاوتارو مارتينيز إثر تمريرة مميزة من ميسي في الدقيقة 44، قبل أن يتبادلا الأدوار في الهدف الثاني، عندما مرّر مارتينيز الكرة لقائده ميسي، لاعب إنتر ميامي الأمريكي، في الدقيقة 82.
وسجّل مارتينيز هدف السبق بعد أن سدّد كرة قوية داخل مرمى الحارس المخضرم هوجو ماركيش من مسافة قريبة، قبل أن يضاعف ميسي، النتيجة بتسديدة متقنة في الزاوية البعيدة، ليؤكد التفوق الفني للمنتخب الأرجنتيني خلال اللقاء.
واستُبدل اللاعبان من قبل المدرب ليونيل سكالوني في وقت متأخر من الشوط الثاني، مع إعطاء الفرصة لعدد من البدلاء لإكتساب الخبرة الدولية.
المناسبة والسياق
وأقيمت المباراة على الملعب الوطني في لواندا بمناسبة الاحتفالات بالعيد الخمسين لاستقلال أنجولا، المستعمرة البرتغالية السابقة، والتي شكلت مناسبة احتفالية رياضية وطنية كبيرة، حيث حضرها عدد من المسؤولين والوفود الدبلوماسية.
وتستعد الأرجنتين، للدفاع عن لقبها العالمي في كأس العالم المقبلة التي ستقام في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، بعد أن حجزت بطاقتها بتصدرها تصفيات أميركا الجنوبية برصيد 38 نقطة من 12 انتصارًا مقابل تعادلين وأربع هزائم، متقدمة بفارق تسع نقاط عن الإكوادور الثانية.
المنتخب الأنجولي واستحقاقاته
في المقابل، تستعد أنجولا لنهائيات كأس الأمم الإفريقية في المغرب، المقررة في الفترة بين 21 ديسمبر/كانون الأول و18 يناير/كانون الثاني المقبل، بعد أن أوقعتها القرعة في المجموعة الثانية إلى جانب جنوب إفريقيا، وزيمبابوي، ومصر، ما يضعها أمام تحديات قوية في القارة الإفريقية.
وفشلت أنجولا في التأهل إلى مونديال أمريكا الشمالية، بعد أن حلت رابعة في المجموعة الرابعة ضمن التصفيات الإفريقية، محققة انتصارين فقط من 10 مباريات، بفارق 11 نقطة خلف الرأس الأخضر التي حجزت بطاقتها للمرة الأولى في تاريخها أمام الكاميرون وليبيا.
وكانت أنجولا قد فجرت مفاجأة من العيار الثقيل في تصفيات مونديال 2006، حين حجزت بطاقتها للعرس العالمي للمرة الأولى في تاريخها، متفوقة في المواجهتين المباشرتين على نيجيريا، حيث فازت عليها 1-0 في لواندا وتعادلت معها 1-1 في لاغوس، ما شكل حينها حدثًا تاريخيًا لكرة القدم الأنغولية.
أداء التانجو
تميز المنتخب الأرجنتيني خلال اللقاء بالسيطرة على الكرة وتنويع الهجمات بين العمق والأجنحة، مع انضباط تكتيكي واضح، وقدرة عالية على استغلال الفرص.
كما أظهر ميسي، مجددًا لمسة القائد وصانع الفارق، فيما نجح مارتينيز في استغلال المساحات خلف الدفاع الأنجولي بفاعلية كبيرة.
من جانب آخر، حاول المنتخب الأنغولي مجاراة أبطال العالم من خلال الضغط على الكرة في وسط الميدان واستغلال الهجمات المرتدة، لكنه عانى من بطء التحول الدفاعي، ما سمح للأرجنتين بفرض إيقاعها والسيطرة على مجريات اللعب.
وشكلت هذه المباراة فرصة مهمة للمدرب ليونيل سكالوني لتقييم اللاعبين وتجربة بعض التكتيكات قبل الاستحقاقات المقبلة، خصوصًا في بطولة كأس العالم المقبلة
أكثر من مجرد نادٍ
كان ميسي قد خرج قبل أيام في حوار لصحيفة “سبورت” الإسبانية، أوضح فيه ما يعنيه له برشلونة بعيدًا عن الألقاب قائلاً: “الانتماء لهذا النادي منذ طفولتي. جئت طفلاً إلى برشلونة ونشأت فيه، وأشكر الله لأنه وضعني هناك. أبنائي وُلدوا في المدينة، وذكرياتي كلها مرتبطة بالنادي وبالحياة هناك. برشلونة ليست فقط النادي، بل المدينة كلها جزء مني”.
وعن متابعته الحالية للفريق، أوضح ميسي: “نعم، بالطبع. نتحدث دائمًا عن المباريات والنتائج، خصوصًا أننا هنا مجموعة من لاعبي برشلونة السابقين، نتابع كل التفاصيل ونتبادل الآراء باستمرار”.
سر الاستمرارية
وعن سر استمراره في القمة رغم تقدمه في السن، قال ميسي: “لأنها حياتي. منذ طفولتي وأنا أعيش من أجل كرة القدم والمنافسة. لا أحب الخسارة أبدًا، وكل مرة أدخل فيها الملعب أريد الفوز. هذا هو التحدي الذي جئت من أجله، لأساعد النادي على أن يصبح تنافسياً ويحقق الألقاب، وأعتقد أننا نجحنا في ذلك”.
وأضاف: “طالما أستمتع وأشعر أنني بخير بدنيًا، سأواصل اللعب بنفس الروح. حين أشعر أن جسدي لم يعد يساعدني أو لم أعد أستمتع، سيكون ذلك الوقت المناسب للاعتزال. لكن حالياً ما زلت أستمتع كثيراً بكل ما أفعله”.
لا أريد أن أكون عبئًا
أما عن إمكانية مشاركته في كأس العالم المقبلة، فقال ميسي: “بالطبع، المونديال يظل دائماً بطولة خاصة، لا يوجد ما هو أكبر منه. لكنني لا أريد أن أكون عبئًا على المنتخب، أريد أن أكون في حالة بدنية جيدة وأشعر أنني قادر على المساهمة. لدينا موسم مختلف في الولايات المتحدة، وسنرى مع مرور الوقت كيف سيكون شعوري قبل البطولة. لكن الحماس موجود، والمونديال حلم دائم”.