يعيش اتحاد جدة، أزمة قوية، في ظل بداية موسم مهتزة للغاية، ونتائج متراجعة، لا سيما في دوري روشن السعودي للمحترفين، والذي يدافع عن لقبه.
وساهمت الخسارة الأخيرة في الديربي أمام الأهلي، في تفاقم الضغوط على كاهل المدرب البرتغالي سيرجيو كونسيساو، والذي كان من المفترض أن يسد ثقوب سفينة سلفه الفرنسي لوران بلان.
وبدأ بلان، الموسم مع اتحاد جدة، بشكل متعثر، وخسر في نصف نهائي كأس السوبر السعودي أمام النصر، كما خسر أمام الفريق ذاته في الدوري السعودي، بثنائية أطاحت ببطل “الثنائية”، علاوة على هزيمة في دوري أبطال آسيا للنخبة ضد فريق الوحدة الإماراتي.
وبعد سقطة ديربي جدة ضد الأهلي، تترقب جماهير العميد، ما يمكن أن يقدمه الفريق، بعد العطلة الدولية، حيث تنتظره 3 اختبارات في 3 بطولات مختلفة حتى نهاية نوفمبر/تشرين ثان الجاري.
تجارب مختلفة
تتباين التجارب التي تنتظر كونسيساو واتحاد جدة عقب فترة التوقف الدولي، ففي دوري روشن السعودي، سيواجه اتحاد جدة، اختبارًا يبدو سهلًا نسبيًا، عندما يستضيف الرياض.
الفريق العاصمي المتعثر على مستوى النتائج، سيكون ضيفا على اتحاد جدة في ملعب الإنماء، وهي مباراة المصالحة الجماهيرية من العميد لأنصاره، بعدما خذلهم بالخسارة ضد الجار والغريم الأهلي، في مباراة فقيرة فنيا.
ويتقابل الاتحاد مع الرياض، يوم الجمعة المقبل، ويأمل المدرب سيرجيو كونسيساو، في أن يتجنب فريقه أي مفاجآت غير سارة مع نهاية العطلة الدولية، وأن تمر الأيام القليلة المقبلة في التوقف بسلام، دون إصابات أو صدمات جديدة.
مهمة آسيوية
يسافر اتحاد جدة بعد ذلك إلى قطر لمواجهة الدحيل في دوري أبطال آسيا للنخبة، ورغم أن نتائج العميد مع سيرجيو كونسيساو في البطولة الآسيوية جيدة للغاية، ولم يعرف سوى الانتصارات، لكنه سيكون مطالبا بفوز جديد خارج ملعبه، لكي يزيح عن كاهله، عبء التفكير في حسابات التأهل والمراكز الثمانية المؤهلة عن مجموعة غرب آسيا مبكرًا، ويتفرغ للمهام الأخرى التي تنتظره.
وستقام مباراة اتحاد جدة والدحيل، يوم الإثنين 24 نوفمبر/تشرين ثان الجاري، في قطر.
أكون أو لا أكون
وبعد أن أقصى اتحاد جدة، نظيره النصر، بفوز ثأري في ثمن نهائي بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، فإن الطموحات ارتفعت بأن يواصل النمور، رحلة الدفاع عن اللقب المحلي بثبات.
اتحاد جدة لعب بذكاء، واحدة من أفضل مبارياته مع المدرب سيرجيو كونسيساو، باستدراج فريق المدرب البرتغالي جورجي جيسوس المندفع هجوميا، ليحسم العميد، تأهله لدور الثمانية في كأس خادم الحرمين، ويضرب موعدا ضد الشباب.
لكن مهمة النمور قد تبدو سهلة نظريا أمام “الليوث”، حيث أن فريق الشباب يعاني كثيرا هذا الموسم، ويحقق الانتصارات في الدوري السعودي بشق الأنفس، حتى أن تأهله أيضًا في كأس خادم الحرمين الشريفين، لم يكن سهلا.
غير أن الإسباني إيمانويل ألجواسيل مدرب الشباب، يدرك جيدا أن خسارة هذه البطولة ستعني دق مسمار آخر في نعشه، وتقربه أكثر فأكثر من الرحيل، ولن تصبر الإدارة ولا الجماهير على فكرة مشروع بناء فريق، بينما لا تساعد النتائج، على مجرد البقاء بين الكبار.
وبالتالي فإن الاتحاد وكونسيساو في مهمة على المحك أمام الشباب، إما أن يكمل الفريق رحلته بثبات، أو أن يتلقى خسارة في مباريات لا تعترف بأفضلية، ولا تعرف فقط سوى من يخطف الفوز والتأهل بذكاء، وبالتالي ستكون ضربة قوية للاتحاد وكونسيساو تحديدا، وربما تعيد مصيره إلى دائرة الشك، رغم أنه تولى المهمة قبل فترة قصيرة.
وإذا خسر الاتحاد في الكأس، وبالنظر إلى وضعية الفريق في الدوري أيضا، فإن الفريق سيكون مهددا بموسم محبط للغاية، خاصة بعد خسارته للسوبر قبل بداية الموسم، بالتالي فإن الاختبارات القادمة لكونسيساو رغم أنها ليست صعبة، لكنها حاسمة بالنسبة للمدرب البرتغالي، خاصة وأنه سيخوض 4 مباريات فقط في ديسمبر/كانون أول، وبالتالي عليه أن يركز كل طاقته من أجل تحقيق الانتصارات قبل توقف ديسمبر/كانون أول، وبطولة كأس العرب التي يشارك فيها المنتخب السعودي، والتي ستكون بمثابة فرصة مثالية لالتقاط الأنفاس.
ويخطط اتحاد جدة لاستغلال توقف الشهر المقبل، من أجل عمل دورة ودية، وبالتالي لن يكون مقبولا بعد ذلك من كونسيساو، تقديم أي أعذار، لعدم تحقيق النتائج المرجوة.
فشل محلي
تولى سيرجيو كونسيساو، القيادة الفنية لفريق اتحاد جدة، خلفا لنظيره الفرنسي لوران بلان، الذي أقيل من منصبه بسبب سوء النتائج.
ومنذ جلوس سيرجيو كونسيساو، على مقعد المدير الفني للعميد، فشل المدرب البرتغالي في تحقيق أي انتصار بدوري روشن السعودي للمحترفين.
ولم يتمكن كونسيساو من تحقيق أي انتصار مع النمور خلال 4 مباريات خاضها في الدوري السعودي، مكتفيًا بتعادلين أمام الخليج والفيحاء، والهزيمة أمام الهلال والأهلي.
من جهة أخرى، حقق اتحاد جدة تحت قيادة المدرب سيرجيو كونسيساو، الفوز على الشرطة العراقي والشارقة الإماراتي في بطولة دوري أبطال آسيا للنخبة، بجانب الفوز على النصر في بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين.
وعلى الرغم من القوة الهجومية للفريق تحت قيادة سيرجيو كونسيساو، حيث سجل النمور 14 هدفا، خلال سبع مباريات، بواقع هدفين في كل لقاء، إلا أن العميد يعاني بشدة على مستوى الدفاع، حيث استقبل 10 أهداف.