كشف البرتغالي نيلو فينجادا، مدرب المنتخب السعودي السابق، سبب تراجع مستوى الأخضر خلال الفترة الأخيرة، رغم التأهل لنهائيات كأس العالم 2026.
وكان الأخضر قد حقق فوزًا ثمينًا على كوت ديفوار، بهدف دون رد، أمس الجمعة، في إطار المباريات الودية لشهر نوفمبر/تشرين ثان الجاري.
ويستعد بعدها المنتخب السعودي لمواجهة نظيره الجزائري، مساء الثلاثاء المقبل، في إطار الاستعداد لبطولة كأس العرب 2025 في قطر.
تصريحات صادمة
قال فينجادا في تصريحات تلفزيونية “أداء المنتخب السعودي ليس جيدًا في الفترة الأخيرة، على عكس النسخة التي ظهر بها في كأس العالم 2022”.
وأضاف “سبب تراجع الأداء السعودي، هو هبوط مستوى اللاعبين المحليين، لأنهم لا يشاركون كثيرًا في دوري روشن، بعد ارتفاع عدد الأجانب”.
وشدد “في النسخة الماضية من كأس العالم، كان هؤلاء النجوم يشاركون بصفة مستمرة مع أنديتهم، وهو ما تسبب في التألق والفوز على الأرجنتين”.
وأكمل “لكن حاليًا، يبدو الأمر صعبًا، لأن عدد الأجانب بات مرتفعًا، وفرصة المشاركة ليست سهلة على البعض”.
kooora
ماذا عن الأداء ضد كوت ديفوار؟
تطرق للحديث عن الأداء ضد كوت ديفوار، حيث قال فينجادا “المستوى كان جيدًا في الشوط الأول، فالمنتخب السعودي صنع الكثير من الفرص”.
وتابع “الأداء تراجع بشكل واضح، بسبب هطول الأمطار بغزارة، مما تسبب في تأثر لاعبي المنتخب السعودي على عكس نجوم كوت ديفوار”.
واختتم “لاعبو ساحل العاج، اعتادوا على اللعب في هذه الأجواء، لأن أغلبهم يتواجد مع أندية أوروبية، فالأمور كانت أسهل بالنسبة لهم”.
عودة الثقة
مع ذلك، بدأ المنتخب السعودي في استعادة هويته القتالية والتوازن الفني، بعد فترة معقدة شهدها تحت قيادة الإيطالي روبرتو مانشيني.
المدرب الفرنسي هيرفي رينارد، تمكن منذ توليه المهمة، من إعادة الانضباط التكتيكي للفريق وتعزيز الثقة بين اللاعبين، مما انعكس بشكل واضح على مستوى الأداء والنتائج.
فترة مانشيني شهدت تذبذب الأداء مع بعض النتائج غير المتوقعة، والتي أثرت على المعنويات الجماعية، وأبرزت بعض أوجه القصور في التنظيم الدفاعي والهجومي.
ومع رينارد، أصبح “الأخضر” أكثر انتظامًا في خطوطه، قادرًا على السيطرة على وسط الملعب والتحولات السريعة بين الدفاع والهجوم، وهو ما أعاد إلى الجماهير الأمل في قدرة المنتخب على المنافسة على المستويين العربي والدولي.
وإضافة إلى ذلك، أعطى رينارد، فرصة أكبر للاعبين الشباب لإثبات أنفسهم، مع الحفاظ على خبرة اللاعبين الأساسيين، مما ساهم في خلق توليفة متوازنة قادرة على التعامل مع مختلف أساليب اللعب، سواء في وديات نوفمبر الأخيرة أو في الاستحقاقات المقبلة مثل كأس العرب وكأس العالم.
ماذا ينتظر المنتخب السعودي؟
المنتخب السعودي يدخل كأس العرب هذا العام بطموحات واضحة، ليس فقط للمنافسة على لقب البطولة، بل أيضًا لاستغلالها كمرحلة إعداد استراتيجية لمونديال كأس العالم القادم.
البطولة العربية ستتيح للأخضر، فرصة اختبار جميع اللاعبين وتجريب الخطط التكتيكية في مواجهة منتخبات متنوعة، وهو ما يمثل المحك الحقيقي لقدرة الجهاز الفني على قراءة المباريات وتحسين الأداء تحت الضغط.
كأس العرب ستكون منصة مثالية لتعزيز الانسجام بين اللاعبين الأساسيين والبدلاء، واختبار اللاعبين الشباب الذين قد يكونون عنصرًا مهمًا في التشكيلة النهائية لكأس العالم.
ولعل المواجهات مع فرق من مستويات مختلفة، ستسمح للمدرب، بقياس مدى قدرة المنتخب على التعامل مع أساليب لعب متعددة، سواء أمام الفرق الدفاعية المحكمة أو المنتخبات الهجومية السريعة، وهو ما ينعكس إيجابيًا على تجهيز الفريق لمواجهة خصوم عالميين.
وإضافة إلى ذلك، ستمنح البطولة، فرصة، لمراجعة الأخطاء الفردية والجماعية، خصوصًا فيما يتعلق بالتحكم بالوسط وسرعة التحولات وتنظيم الدفاع والهجوم، وهي عناصر ستكون حاسمة في مباريات كأس العالم.
كما أن المنافسة على لقب كأس العرب، ستخلق روحًا تنافسية داخل الفريق، وتزيد من ثقة اللاعبين بأنفسهم وقدرتهم على مواجهة ضغط الجماهير والطموحات الكبيرة المرتبطة بالمونديال.
كأس العرب ليست مجرد بطولة إضافية، بل تجربة محورية لتعزيز جاهزية المنتخب السعودي، وصقل التكتيكات، وتكوين فريق متوازن قادر على تقديم أفضل ما لديه عند الانطلاق إلى كأس العالم.
وستكون فرصة ذهبية للفريق لتجربة جميع السيناريوهات المحتملة ومعالجة النقاط الضعيفة، وبالتالي تعزيز فرص النجاح على المستوى العالمي.
قائمة السعودية في معسكر نوفمبر
حراسة المرمى: نواف العقيدي، عبد الرحمن الصانبي، محمد اليامي، راغد نجار
الدفاع: ياسر الشهراني، حسن كادش، جهاد ذكري، عبد الإله العمري، وليد الأحمد، علي مجرشي، سعود عبد الحميد، نواف بوشل، محمد سليمان
الوسط: ناصر الدوسري، مراد هوساوي، زياد الجهني، محمد كنو، عبد الله الخيبري، مصعب الجوير، سلطان مندش
الهجوم: سالم الدوسري، عبد الله الحمدان، صالح أبو الشامات، عبد الرحمن العبود، مروان الصحفي، صالح الشهري، فراس البريكان