قاعدة لم تتكرر.. وعقدة مستمرة
يمتلك المنتخب السعودي الذي يستعد للمشاركة في بطولة كأس العرب 2025، ذكريات ستظل عالقة في الأذهان، خاصة تلك التي عانق خلالها الذهب.
ويمتلك الأخضر السعودي، لقبين في جعبته، حصدهما في نسختي عامي 1998 و2002، لكن تظل الأخيرة محطة لا تنسى، ليست في ذاكرة الكرة السعودية، فحسب، بل في ذكراة البطولة، ككل، لما تحمله من لحظات إثارة وحدث استثنائي لم يتكرر.
حدث استثنائي
قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، اعتماد قاعدة الهدف الذهبي لأول مرة في كأس العالم للشباب 1993 ثم تم تطبيقها مرة أخرى في يورو 1996 التي حسمها المنتخب الألماني على حساب التشيك واستمرت حتى أُلغيت عام 2004.
وتنص قاعدة الهدف الذهبي على انتهاء المباراة فورا بفوز الفريق الذي يسبق إلى تسجيل هدف في الأشواط الإضافية بعد انتهاء زمن المباراة الأصلي بالتعادل.
تلك القاعدة لم تطبق في بطولة كأس العرب، سوى مرة وحيدة، وكانت في مباراة نهائي نسخة عام 2002، التي جمعت المنتخب السعودي ونظيره البحريني.
Getty Images
بطولة قوية
أقيمت النسخة الثامنة من بطولة كأس العرب، في عام 2002، على الأراضي الكويتية، بمشاركة 10 منتخبات، هى السعودية والكويت وفلسطين، والسودان والمغرب والأردن، واليمن وسوريا ولبنان والبحرين.
وحل الأخضر السعودي في المجموعة الثانية، التي ضمت أيضا، اليمن ولبنان وسوريا والبحرين.
استهل الصقور مبارياتهم في دور المجموعات بالفوز على البحرين بهدفين مقابل هدف، عن طريق فيصل العبيلي وطلال المشعل، ثم انتصر المنتخب السعودي في مباراته الثانية أمام لبنان بهدف دون رد، سجله بندر تميم، وانتهت المواجهة الثالثة للأخضر بالفوز أمام سوريا بثلاثية نظيفة حملت توقيع رضا تكر وسعود كريري وطلال المشعل.
وتعادل الأخضر في المباراة الرابعة مع اليمن بهدفين لكل منهما سجل هذه الثنائية ياسر القحطاني.
وفي الدور نصف النهائي، تقابل المنتخب السعودي مع نظيره المغربي، في مباراة حسمها الأخضر بثنائية عن طريق عبد الله الواكد وطلال المشعل، ليصطدم الصقور بالمنتخب البحريني الذي عبر للمباراة النهائية بفوز صعب الأردن على بهدفين مقابل هدف.
علامة فارقة
تقابل المنتخب السعودي مع منافسه البحريني، في المباراة النهائية لبطولة كأس العرب، وانتهى الوقت الأصلي من المباراة بالتعادل السلبي ليلجأ الفريقان للأشواط الإضافية.
وفي الأشواط الإضافية، تمكن محمد نور من تسجيل هدف للمنتخب السعودي في الدقيقة الثالثة من زمن الشوط الإضافي الأول.
هذا الهدف الذهبي (الأول والأخير في تاريخ البطولة) كان بمثابة رصاصة الرحمة التي أنهت المباراة لصالح الأخضر، وحمل الصقور لمنصة التتويج.
Getty Images
ذكريات أليمة
لاشك أن منتخب البحريني، يعد أكثر المتضررين من تطبيق تلك القاعدة، بعدما حرمته من لقبه العربي الأول، واضطر بعدها للانتظار مدة 17 عاما، حتى توج بذهب كأس الخليج في عام 2019.
في المقابل، فشل المنتخب السعودي، في التتويج بالبطولة منذ تلك النسخة، وكانت أفضل مشاركاته بعدها في نسخة عام 2012، التي احتل خلالها المركز الرابع.
البحث عن المجد
قرر الاتحاد السعودي لكرة القدم، المشاركة في النسخة المقبلة من بطولة كأس العرب 2025 التي ستقام في قطر من 1 إلى 18 ديسمبر/كانون الأول المقبل، بالصف الأول، في إطار التحضير لبطولة كأس العالم 2026.
ويتواجد الأخضر السعودي في المجموعة الثانية من بطولة كأس العرب، إلى جانب كل من منتخبات المغرب، والفائز من مواجهة عمان والصومال، والمتأهل من لقاء جزر القمر واليمن.
ودخل المنتخب السعودي، بقيادة مدربه الفرنسي هيرفي رينارد، في معسكر بمدينة جدة، في إطار تحضيراته لبطولة كأس العرب.
وخاض الأخضر، مباراة ودية أمام كوت ديفوار يوم الجمعة 14 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، على ملعب الإنماء، حسمها لصالحه بهدف نظيف، وسيخوض مباراة ودية أخرى، أمام الجزائر يوم الثلاثاء 18 من الشهر نفسه، على ملعب الأمير عبد الله الفيصل.
وتمثل المباراتان اختبارًا جادًا للأخضر قبل البطولة، نظرًا لقوة المنافسين، إذ تُوج المنتخب الجزائري بلقب كأس الأمم الأفريقية عام 2019، بينما فاز منتخب كوت ديفوار بنسخة 2024 من البطولة القارية نفسها على أرضه.
ونجح المنتخب السعودي مؤخرًا في حسم تأهله رسميًا إلى نهائيات كأس العالم 2026 التي تستضيفها الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك الصيف المقبل، عبر الملحق الآسيوي الذي أُقيم الشهر الماضي في جدة.
وتمكن الأخضر من الفوز على إندونيسيا بنتيجة 3-2، ضمن منافسات المجموعة الأولى من الملحق، قبل أن يتعادلوا سلبيًا مع العراق، ليحسموا صدارة المجموعة بأربع نقاط، متفوقين بفارق الأهداف على أسود الرافدين، ومن ثم تأهل منتخب السعودية إلى المونديال، بينما انتقل المنتخب العراقي إلى الدور الفاصل بالملحق الآسيوي حيث ينافس الإمارات على بطاقة التأهل للملحق العالمي.
وكان المنتخب السعودي، قد فشل في احتلال أحد المركزين الأول أو الثاني، في المرحلة السابقة من التصفيات الآسيوية، حيث أنهى المجموعة في المركز الثالث خلف اليابان وأستراليا، ليخوض طريقًا أصعب نحو النهائيات، لكنه تمكن في النهاية من تحقيق هدفه.