بدا ديدييه ديشامب، المدير الفني لمنتخب فرنسا راضيا ومقتنعا بأداء ونتائج الفريق بعد ختام مشوار الديوك في التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم بالفوز على أذربيجان بنتيجة 3-1، مساء الأحد، في باكو.
تأهل المنتخب الفرنسي بعد تصدر المجموعة الرابعة برصيد 16 نقطة بعد خمسة انتصارات وتعادل وحيد، وسجل خال من الهزائم، ليقود ديشامب منتخب بلاده للنهائيات للمرة الرابعة على التوالي بعد نسخ 2014 و2018 و2022.
كما تأهل المنتخب الفرنسي لكأس العالم للمرة الثامنة على التوالي والسابعة عشرة في تاريخه، علما بأنه حقق اللقب مرتين في عامي 1998 و2018، والفضية في عامي 2006 و2022، والبرونزية مرتين أيضا في عامي 1958 و1986.
وقال ديشامب عقب الفوز في أذربيجان “بعد ضمان التأهل بالفوز على أوكرانيا الأسبوع الماضي، طلبتُ من اللاعبين القيام بالمهمة أمام أذربيجان بأفضل سيناريو ممكن، ولكن كانت بدايتنا للقاء سيئة للغاية، وكان رد فعلنا كان جيدًا بعد ذلك، فمن الرائع أن نختتم مشوارنا في التصفيات بفوز”.
وأضاف في تصريحات أبرزتها صحيفة “ليكيب” الفرنسية “على الرغم من حصولنا على بعض الفرص الإضافية في الشوط الثاني، إلا أنني أتفهم أن اللاعبين في الملعب كانوا بحاجة إلى التقاط أنفاسهم في هذه المرحلة من الموسم، لتفادي الإرهاق والإصابات”.
معلومات مفيدة
وأشار “لقد أشركت جميع اللاعبين في مباراتي أوكرانيا وأذربيجان باستثناء الحارس الثالث بريس سامبا، وبالفعل حصلت على بعض المعلومات المفيدة لمشوارنا في الفترة القادمة”.
وبشأن إلغاء هدفين لفرنسا أمام أذربيجان، قال مدرب الديوك “ربما تكون هذه هي المرة الأولى التي أشاهد فيها مباراة يتدخل فيها حكم الفيديو المساعد ثلاث مرات”.
واستطرد “بالتأكيد لم أتوقع أن تبدأ المباراة بهذه الطريقة، لقد واجهنا صعوبات في البداية، واستقبلنا هدفا مبكرا، ولكن كنت أتوقع أن يندفع المنافس هجوميا متسلحا بحماس جماهيره، ولا أقصد أننا لم نكن مُستعدين، لكن منتخب أذربيجان فعل ما كان عليه فعله”.
واستدرك المدرب الفرنسي “لكن على مدار 90 دقيقة، سيكون الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لهم، لقد بذلنا جهدًا أكبر بكثير لقلب الأمور”.
وانتقل ديشامب للإشادة بالجناح الشاب ماجنيس أكليوش الذي سجل الهدف الثاني، قائلا “إنه شخص انطوائي بطبعه، ولكنه اندمج تدريجيا مع زملائه، وتسجيله هدفا أمر مهم، فهو إضافة جيدة لنا، ويتحسن مع مرور الوقت، ورغم وجود وفرة من اللاعبين المميزين في خط الهجوم، فقد تطور أكليوش، وأصبح أكثر حسما”.
Getty Images
القوة الهجومية
وتطرق ديدييه ديشامب لتقييم القوة الهجومية لفريقه، قائلا “لا نزال نملك القدرة على خلق الفرص وتسجيل الأهداف، بمعدل أكثر من هدفين في المباراة الواحدة، لقد سجل جان فيليب ماتيتا في مشاركته الثانية كأساسي، وهو أمر رائع بالنسبة له، وكذلك اكتسب هوجو إيكيتيكي الثقة، فهو لاعب شاب وسريع، لديه القدرة على اختراق دفاع المنافسين، إنها عناصر إضافية جيدة لخط هجومنا”.
وخاض المنتخب الفرنسي المباراة بدون قوته الهجومية الضاربة المتمثلة في كيليان مبابي قائد الفريق وهدافه، ومايكل أوليسي وعثمان ديمبلي وديزيريه دوي، علما بأن الثنائي الأخير، غاب تماما عن معسكر الشهر الجاري بسبب الإصابة.
أما بشأن معاناة الفريق دفاعيا، أشار ديشامب “هناك منافسة قائمة بين مجموعة من اللاعبين، لقد استقبلنا هدفا أمام أذربيجان، وارتكبنا خطأ أو خطأين، ولكن هذا لا يشكك في قدرات المدافعين الموجودين هنا، أعلم أن لدينا وفرة على مستوى العناصر الهجومية، وكذلك هناك مجموعة مميزة من لاعبي خط الدفاع، ولكن بدرجة أقل على جانبي الملعب”.
قرعة المونديال
وبسؤاله أنه بعد ثلاثة أسابيع، ستُجرى قرعة كأس العالم، فهل يرغب باللعب في المنطقة الشرقية بالولايات المتحدة الأمريكية أو كندا أو المكسيك، رد ديشامب قائلا “سنعرف ذلك في الخامس من ديسمبر/كانون الأول المقبل، سيبدأ بعض أعضاء الجهاز المعاون لي في دراسة المنافسين المحتملين بدء من الأسبوع المقبل، وسنحرص على تأكيد معسكرنا الأساسي بعد القرعة”.
وألمح في ختام تصريحاته “هناك مجموعتان تبدوان أكثر ملاءمة لأسباب مختلفة، مثل مسافات أقصر ودرجات حرارة معتدلة”.
ويعمل ديشامب (57 عامًا) مديرًا فنيًا لمنتخب فرنسا منذ صيف 2012، وأكد أنه سيرحل عن قيادة الديوك بعد انتهاء مشوارهم في كأس العالم القادمة.
وقاد ديشامب منتخب فرنسا في 174 مباراة، حقق خلالها 112 فوزًا و32 تعادلًا، مع الخسارة في 30 مباراة. وسجل الديوك 372 هدفًا وتلقوا 164 هدفًا، تحت قيادة المدرب الحالي.
وعلى مستوى الإنجازات، حقق ديشامب مع منتخب فرنسا كأس العالم 2018، ودوري أمم أوروبا 2021، إضافة إلى فضية بطولة أوروبا “يورو 2016” في فرنسا، وكذلك فضية كأس العالم 2022 في قطر، وبرونزية دوري أمم أوروبا 2025 في ألمانيا.