كشف نبيل باها، مدرب منتخب المغرب لأقل من 17 عامًا، ارتياحه الشديد لملاقاة منتخب مالي يوم الثلاثاء المقبل في مباراة دور الثمانية لنهائيات كأس العالم المقامة حاليًا في قطر، وذلك بعد تجاوز عقبة منتخب الولايات المتحدة عبر ركلات الترجيح، إثر عودة درامية بإدراك هدف التعادل في اللحظات الأخيرة من المباراة.
وقال باها في تصريحات لقناة الرياضية إن لاعبيه تخلّصوا بشكل كامل من الضغوط التي رافقت ظهورهم الأول في مباراتي اليابان، وخاصة البرتغال التي خسرها المنتخب بستة أهداف دون مقابل، مضيفًا أن الثقة عادت للمجموعة مباشرة بعد الإطاحة بمنتخب كاليدونيا بنتيجة تاريخية بلغت 16 هدفًا دون مقابل، وهي أعلى نتيجة تُسجَّل في مسابقات كرة القدم التي تُنظَّم تحت رعاية الفيفا.
ورصد موقع “كووورة” آخر مستجدات التحضير لمباراة مالي، باعتبار المنتخب المغربي الممثل الوحيد لشمال إفريقيا بعد خروج جميع المنتخبات العربية من البطولة.
كما تابع الموقع الطريقة التي حفّز بها باها لاعبيه لتكرار التفوق على مالي، بعدما التقى المنتخبان قبل أشهر في نهائي كأس أمم أفريقيا وتُوّج المغرب باللقب، إضافة إلى آخر تطورات إصابة عبد الله وزان، لاعب أياكس الهولندي وصاحب هدف التعادل أمام أمريكا، والذي غادر الملعب مصابًا نحو إحدى مصحات العاصمة القطرية الدوحة.
كتاب مفتوح
يُعد المنتخبان المغربي والمالي كتابًا مفتوحًا لبعضهما البعض؛ فقد تواجها هذا العام في نهائي كأس أمم أفريقيا، وانتهى الوقت الأصلي بالتعادل السلبي، قبل أن يحسم المنتخب المغربي اللقب بركلات الترجيح على أرضه.
وسبق أن التقى المنتخبان لنفس الفئة قبل عامين في ربع نهائي مونديال إندونيسيا 2023، وتمكن منتخب مالي حينها من العبور إلى نصف النهائي بهدف وحيد.
كما التقيا في نصف نهائي أمم أفريقيا لأقل من 17 عامًا بالجزائر، وتأهل المنتخب المغربي أيضًا بركلات الترجيح، بعد تعادل سلبي خلال الوقت الأصلي للمباراة.
يُذكر أن منتخب مالي بلغ هذا الدور بعدما أطاح بمنتخب زامبيا بثلاثية في المرحلة السابقة.
وقال باها عن المنافس في تصريح تلفزيوني: “لقد واجهنا مدارس مختلفة من آسيا وأمريكا وأوروبا، وها نحن نعود لملاقاة منتخب من نفس المدرسة الإفريقية. المباراة تحمل تعقيدات وصعوبات تلزمنا بتوخي الحذر. إلا أنني متفائل كثيرًا لأن اللاعبين تخلّصوا من الضغوط تدريجيًا، والأجواء الحالية رائعة وتبعث على التفاؤل بشأن قدرتنا على تخطي هذا الحاجز”.
لعنة سابقة
ما يثير القلق قبل هذه المواجهة هو أن المنتخبات السنية المغربية اعتادت الخروج من كأس العالم على يد منتخبات إفريقية في الأدوار الإقصائية.
حدث ذلك في مونديال هولندا 2005، حين أطاح المنتخب النيجيري بالمغرب بثلاثية نظيفة، وحرمه من بلوغ النهائي التاريخي.
وتكرر الأمر في نهائيات 2013 لبطولة أقل من 17 عامًا، حيث خرج المنتخب المغربي من الدور الثاني أمام كوت ديفوار بنتيجة 2-1.
كما غادر المنتخب المغربي مونديال إندونيسيا 2023 لنفس الفئة أمام المنتخب المالي بهدف دون رد، رغم تفوقه التاريخي على المنتخبات الأوروبية والآسيوية وحتى اللاتينية. غير أن هذه “المتلازمة” حضرت مرارًا في مواجهات المغرب مع نظرائه الأفارقة.
ويأمل نبيل باها في كسر هذه العقدة، قائلًا:
“لا توجد لعنة. توجد مباريات تُربَح بالتركيز وعدم الإفراط في الثقة. هذا النوع من المباريات يتميز بمعرفة كل طرف للآخر، فيصبح كل واحد كتابًا مفتوحًا أمام منافسه، وهنا تزداد التعقيدات”.
وأضاف: “درسنا مالي جيدًا وهم يعرفون قدراتنا، وندرك رغبتهم في الثأر لنهائي الكان. ما يهمنا هو التركيز على وضعنا وليس على الخصم”.
تنفيذ الوعد
قبل السفر، عقد فوزي لقجع رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم لقاءً مع اللاعبين، وخاطبهم مؤكّدًا أن هذا الجيل هو الأفضل في تاريخ الكرة المغربية، وسيُشكّل مستقبل “أسود الأطلس” وعماد منتخب مونديال 2030 بمشيئة الله، مطالبًا إياهم صراحة بالعودة بالكأس.
ويقول نبيل باها، وهو يروي كيفية تحفيزه للاعبين:
“لقد استوعبوا الخطاب كاملًا، وهم أكثر نضجًا مما يعتقد البعض. قلت لهم إن البقاء في قطر يعني الاستمتاع ومواصلة المغامرة، أما العودة إلى المغرب الآن فتعني الرجوع إلى الروتين اليومي، والالتحاق بالفصول الدراسية، ومتابعة المونديال من بيوتهم. لا خيار لنا سوى الاستمرار في المنافسة بعد أن كسرنا حواجز الشك والقلق، ويقيننا بالله أننا سننتصر”.
وحملت التقارير الطبية أخبارًا مطمئنة، بعد تأكيد تعافي عبد الله وزان من الإصابة التي تعرض لها عقب اصطدامه بلاعب أمريكي، وخروجه إلى المصحة، ليصبح جاهزًا للمباراة. كما يعوّل باها على مهاجمه الداودي وبقية القوة الضاربة للمنتخب المغربي.