انتقد روي كين أسطورة مانشستر يونايتد أداء لاعب الوسط الشاب آدم وارتون، مؤكداً أن نجم إنجلترا بحاجة إلى قدر أكبر من الصرامة وفرض الشخصية داخل الملعب، وذلك عقب مشاركته الأساسية الأولى مع منتخب الأسود الثلاثة أمام ألبانيا.
وجاءت تصريحات كين خلال تحليله للمباراة التي انتهت بفوز المنتخب الإنجليزي 2-0 خارج الديار في تيرانا، ضمن الجولة الأخيرة من التصفيات المؤهلة لكأس العالم.
وأكمل منتخب إنجلترا مسيرته المميزة في التصفيات بتحقيق 8 انتصارات دون استقبال أي هدف، بفضل ثنائية متأخرة من القائد هاري كين، إلا أن أداء وارتون لاعب كريستال بالاس لم ينل إعجاب أسطورة مانشستر يونايتد السابق.
اللاعب البالغ من العمر 21 عاماً شارك أساسياً قبل أن يستبدل في الدقيقة 75 بإليوت أندرسون، كما نال بطاقة صفراء إلى جانب جود بيلينجهام.
وأكد كين أن وارتون يمتلك الجودة لكنه بحاجة إلى فرض مطالبه على زملائه داخل أرض الملعب، مشيراً إلى أنه ما زال “ليناً قليلاً” في بعض المواقف.
وقال كين، في تصريحات أبرزتها صحيفة “ذا صن” البريطانية: “أحب آدم وارتون. الكثير من لاعبي الوسط الحديثين يفكرون أولاً في التمرير الجانبي أو الخلفي، لكن ما يعجبني فيه أنه يبحث عن التمرير للأمام، وهذه قوة كبيرة لديه”.
وأضاف: “هنا يحتاج أن ينضج خلال السنة أو السنتين المقبلتين إذا لعب على أعلى مستوى، عليه أن يفرض مطالب على اللاعبين من حوله”.
وتابع كين: “هو لين قليلاً هنا. عليه أن يصرخ في زملائه: أعطوني الكرة! هذا ما كنت أفعله، كنت أتعارك مع اللاعبين كثيراً وأقول: أعطوني الكرة! فرض المطالب على زملائك جزء من شخصية لاعب الوسط. ما زال جديداً، لذلك لن أكون قاسياً عليه، لكن مع نضوجه وخوضه المزيد من المباريات، عليه أن يفرض مطالبه”.
في المقابل، دافع توماس توخيل عن اللاعب الشاب وأبدى رضاه عن مستواه في ظهوره الدولي الأول الكامل، موضحاً أن المباراة لم تكن سهلة عليه.
وقال المدرب الألماني: “كان جيداً، جيداً. لم تكن مباراة سهلة لأننا حاولنا اللعب بطريقة مختلفة في البناء الخلفي بوجود جون ستونز في الوسط. في الشوط الثاني عدنا للعب بـ 4-3-3، ولذلك كان وحده أحياناً ومكشوفاً بعض الشيء. هذا ليس خطأه، كنا مفتوحين قليلاً وارتكبنا بعض الفوضى. لكنه بشكل عام، قدم أداءً جيداً”.
ويُعد وارتون حالياً من العناصر الأساسية في كريستال بالاس منذ انتقاله إلى النادي في يناير 2024 قادماً من بلاكبيرن روفرز، حيث لعب دوراً مؤثراً في تتويج الفريق بلقبي كأس الاتحاد الإنجليزي والدرع الخيرية هذا العام.
وقد لفت مستوى اللاعب أنظار أندية كبرى في إنجلترا، حيث ارتبط اسمه بانتقال محتمل مقابل مبلغ كبير بعيداً عن سيلهيرست بارك، في ظل اهتمام مانشستر يونايتد وليفربول بضمه في فترات الانتقالات المقبلة.
كما ذكرت تقارير أخرى أن ريال مدريد يراقب اللاعب أيضاً، بعد فشل النادي الإسباني في التعاقد مع مارتين زوبيميندي الذي اختار الانتقال إلى آرسنال، ما جعل وارتون أحد الأسماء المرشحة لدخول دائرة اهتمامات النادي الملكي.
قائد صلب في تاريخ الكرة الإنجليزية
يُعد روي كين واحداً من أبرز لاعبي خط الوسط في تاريخ كرة القدم الأوروبية، ورمزاً للصلابة والشخصية القيادية التي صنعت الفارق في حقبة كاملة من نجاحات مانشستر يونايتد تحت قيادة السير أليكس فيرجسون.
وُلد كين في كورك بإيرلندا عام 1971، وبدأ مسيرته الكروية في صفوف كوب روفرز قبل أن ينتقل إلى نوتنجهام فورست عام 1990، حيث لفت الأنظار بقتاليته وقدرته الاستثنائية على قراءة اللعب، لتبدأ رحلته نحو القمة.
في عام 1993، انضم روي كين إلى مانشستر يونايتد مقابل 3.75 مليون جنيه إسترليني، وهو مبلغ قياسي حينها داخل بريطانيا. وبسرعة كبيرة، تحول كين إلى أحد الأعمدة الأساسية للفريق، مستفيداً من روح الانضباط والعمل الجاد التي ميزته، إضافة إلى شخصيته الصارمة التي فرضت حضورها على زملائه وخصومه في آن واحد.
وخلال مسيرته التي امتدت حتى عام 2005، قاد كين وسط اليونايتد في فترة ذهبية شهدت تحقيق 7 ألقاب في الدوري الإنجليزي الممتاز، و4 بطولات كأس الاتحاد الإنجليزي، إلى جانب لقب دوري أبطال أوروبا 1999 في موسم الثلاثية التاريخي.
ويعتبر كثيرون أداء كين أمام يوفنتوس في نصف نهائي دوري الأبطال 1999 واحداً من أعظم عروض لاعب وسط في تاريخ البطولة، رغم تلقيه بطاقة صفراء حرمته من نهائي كامب نو. لعب كين حينها بروح لا تلين، وصنع الفارق في لحظة حاسمة ضمن الطريق إلى الثلاثية الشهيرة.
وبعد رحيله عن مانشستر يونايتد، انتقل كين إلى سيلتيك الأسكتلندي حيث اختتم مسيرته كلاعب عام 2006، ليبدأ مرحلة جديدة في عالم التدريب والإدارة.
تولى تدريب سندرلاند وقاده للصعود إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، ثم عمل مساعداً في الجهاز الفني لمنتخب إيرلندا، إلى جانب تجارب أخرى مع أندية مختلفة.
بعيداً عن التدريب، أصبح روي كين صوتاً إعلامياً مثيراً للجدل، حيث يُعرف بصراحته الشديدة وانتقاداته الحادة للاعبين والفرق، ما جعله واحداً من أبرز المحللين في بريطانيا.