دخل البرازيلي روجيرو ميكالي، المدير الفني السابق للمنتخب الأولمبي المصري، على خط الجدل الدائر في الساعات الماضية، بعد التصريحات التي صدرت عن حسام حسن، المدير الفني لمنتخب مصر الأول، عقب نهاية بطولة العين الدولية.
وأصدر ميكالي بيانًا رسميًا أكد فيه أنه من “الجيد دائمًا أن يتذكرك الآخرون، حتى وإن لم تكن السياقات دقيقة تمامًا”.
وأوضح المدرب البرازيلي أن الإشارة لاسمه في تصريحات حسام حسن جاءت “في غير محلها”، لكنه اعتبر ذلك تذكيرًا بمسيرته وخبرته، مشيرًا إلى أنه حقق أول ميدالية أولمبية في تاريخ المنتخب البرازيلي، وأسهم في تطوير مسيرة العديد من اللاعبين البارزين، إلى جانب قيادته أندية كبرى مثل الهلال السعودي وأتلتيكو مينيرو.
وأضاف ميكالي أن المنتخب المصري في عهده بلغ نهائي كأس الأمم الأفريقية الأولمبية، وخاض مباراة قوية امتدت إلى الوقت الإضافي رغم النقص العددي، كما تغلّب على إسبانيا في الأولمبياد واحتل المركز الرابع، مؤكدًا أنه صعّد أكثر من 8 لاعبين إلى المنتخب الأول.
وفيما يتعلق بالجدل الخاص برواتب المدربين، شدد ميكالي على أن “الكفاءة لا الجنسية، هي الأساس في كرة القدم”، مستشهدًا بتجارب مثل الإيطالي كارلو أنشيلوتي مع البرازيل والألماني توماس توخيل مع إنجلترا، معتبرًا أن راتبه كان متوافقًا مع خبرته وإنجازاته. وختم بيانه معتبرًا أن ذكر اسمه “قد يُعد نوعًا من التقدير”.
حزن مصطفى محمد
على الجانب الآخر، كشفت مصادر داخل اتحاد الكرة أن تصريحات حسام حسن أثارت حالة استياء واضحة لدى المهاجم الدولي مصطفى محمد، الذي اعتبر – وفق ما صرح به لأحد مسؤولي الاتحاد – أن التلميحات التي وردت في حديث المدرب تمثل “تقليلًا منه”.
وقالت المصادر إن اللاعب اكتفى بإرسال رسالة مباشرة إلى هاني أبوريدة رئيس اتحاد الكرة، دون إصدار أي تعليق علني، مع شعوره بحزن شديد من طريقة الحديث عنه.
وأشارت إلى أن مصطفى محمد لم يتخذ أي قرار، لكنه يفكّر قبل الرد رسميًا، خاصة في ظل حساسية المرحلة التي تسبق كأس الأمم الأفريقية الشهر المقبل.
وفي محاولة لتخفيف حدة الموقف، نشر الجهاز الفني للمنتخب بيانًا أوضح فيه أن تصريحات حسام حسن تم تأويلها بشكل خاطئ، وأن مقصده كان الإشارة إلى قلة فرص مشاركة اللاعب مع نادي نانت، مؤكدًا: “مصطفى محمد لو حصل على فرصة سيتألق”.
وذكر البيان أن حسام حسن كان يقارن بين عدد المحترفين في المنتخبات الأفريقية وبين الوضع الحالي للمنتخب المصري، وليس بين اللاعبين أنفسهم.
التصريحات التي خرجت أمس فجّرت انتقادات واسعة، دفعت اتحاد الكرة للتدخل سريعًا، إذ أكد مصدر مسؤول أن حسام حسن مستمر في منصبه ويحظى بدعم كامل، خاصة مع اقتراب موعد كأس الأمم الأفريقية.
وأوضح أن أبوريدة يجري اتصالات مكثفة في الساعات الأخيرة لاحتواء الأزمة وتهدئة الأجواء حول المنتخب.
ماذا قال حسام حسن؟
أطلق حسام حسن، المدير الفني لمنتخب مصر، تصريحات نارية، أمس بعد الفوز على كاب فيردي بنتيجة 2-0 بركلات الترجيح، عقب التعادل بهدف لكل منهما، في مباراة المركز الثالث ببطولة كأس “العين” الدولية بالإمارات.
وقال حسام حسن في المؤتمر الصحفي عقب لقاء كاب فيردي بالإمارات: “تأثرنا بالإجهاد الذي ضرب معظم اللاعبين، ولم تكن أمامنا فرصة كافية للاستشفاء”.
وأردف “”نحن في منتخب مصر، لا نملك سوى اثنين محترفين وربع، لدينا محمد صلاح نجم ليفربول وعمر مرموش نجم مانشستر سيتي وهناك مصطفى محمد الذي يسير على سطر ويترك الآخر ولو حصل على فرصته كاملة مع نانت سيتألق”.
وانتقد مدرب الفراعنة إقامة بطولة كأس السوبر المصري قبل معسكر المنتخب في شهر نوفمبر/ تشرين الثني الجاري، موضحاً أنه كان لا بد من تأجيلها لمصلحة الفراعنة، خاصة أن هناك مهمة قومية للإعداد لبطولة كأس الأمم الأفريقية في الشهر المقبل، والتحضير لبطولة كأس العالم.
وأضاف: “لم أستطع فعل شيء على الجانب البدني، حاولت منح الفرصة لجميع اللاعبين وتجنب إجهادهم ولا أستطيع رفع الأحمال البدنية لأن الإصابات كانت سترتفع”.
وكان منتخب مصر قد خسر مباراة نصف النهائي ضد أوزبكستان بهدفين دون رد وهي أول هزيمة تحت قيادة المدرب حسام حسن منذ شهر مارس/ آذار 2024 أمام كرواتيا (2-4).
رد قاسي ضد الانتقادات
وواجه حسام حسن انتقادات واسعة بسبب تراجع الأداء ولكنه رد بقسوة قائلاً: “هل تعلمون من حسام وإبراهيم حسن؟ وما تاريخنا في منتخب مصر؟ هناك أشخاص دربوا المنتخب وكنا نصنع التاريخ بقميص مصر بينما لم يكونوا على قيد الحياة وقتها”.
وأضاف: “أقول لمن يحاول انتقادنا موتوا بغيظكم، أنتم تحاولون أن تجعلوني “تريند” ولكنني لست مهتماً.. وكل همكم محاربة المدرب الوطني”.
وواصل: “البرازيلي روجيرو ميكالي مدرب منتخب مصر الأولمبي كان يتقاضى مبلغاً طائلاً قبل رحيله بينما يحقق المنتخب المغربي الإنجازات بمدرب وطني، ونحن كجهاز فني وطني نتقاضى راتبنا بالجنيه المصري ولكن البعض يردد أننا لم نفعل إنجازاً بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم وأقول لهم موتوا بغيظكم”.
وأكد أن كافة الدول تبني جيلاً من المدربين، موضحاً أن الكرة الأفريقية تتطور والتأهل للمونديال لم يكن سهلاً بدليل أن هناك أسماء كبرى لم تصعد للمونديال.
وأشار إلى أن الغيابات التي ضربت منتخب مصر في معسكر نوفمبر/ تشرين الثاني لم تؤثر عليه بالسلب لأن الأداء “لم يكن سيئاً أمام أوزبكستان” ولكنه يحترم “الانتقادات الإيجابية”.
تبديل شوبير.. وغضب الشناوي
وعن قراره بتبديل الحارس محمد الشناوي قبل ركلات الترجيح لصالح زميله مصطفى شوبير، قال حسام حسن:” شوبير يتوقع جيداً اتجاه ضربات الترجيح، وقررت منحه الفرصة في نهاية المباراة”.
وعن غضب الشناوي، أكد حسام حسن أن ما حدث كان موقفاً بسيطاً وانتهى ولا يوجد أي خلاف، موضحاً أن الشناوي عنصر مهم داخل منتخب مصر.
وكان الشناوي قد أبدى استياءه بعد استبداله من جانب الجهاز الفني قبل لحظات من نهاية المباراة واللجوء إلى ركلات الترجيح.