احتفل خوان لابورتا، رئيس نادي برشلونة، بالعودة إلى ملعب كامب نو، والتي اقتربت أكثر من أي وقتٍ مضى.
ويستعد برشلونة لمواجهة أتلتيك بيلباو، يوم السبت المقبل، على ملعب كامب نو، لأول مرة منذ عامين، ضمن لقاءات الجولة 13 لليجا.
وقال لابورتا، في مقابلة مع إذاعة “راك 1” الإسبانية: “إنها عودة إلى المستقبل، سنستعيد ذكريات الماضي ونتطلع إليها بشوق. ستكون لحظة تاريخية، وسنستعيد ميزة اللعب على أرضنا التي لم نكن نتمتع بها في مونتجويك”.
وأضاف: “لحظة العودة ستكون رائعة، الآن نناضل من أجل المرحلة 1C.. هذا مستمر”.
وفيما يتعلق بأسعار التذاكر، التي تتراوح بين 159 و471 يورو لحاملي التذاكر غير الموسمية (بما في ذلك خصم 20%)، أقرّ لابورتا بأنها مناسبة فريدة: “مع زيادة السعة، سنعدّل الأسعار، إنها لحظة استثنائية، تذاكر الموسم هي الأفضل في أوروبا، بناءً على دراسات أجريناها”.
وتابع: رأينا أن هذه هي الأسعار التي يجب أن نحددها، إنها أعلى بقليل من المتوسط، بحيث يمكن للأعضاء الحصول عليها ابتداءً من 159 يورو”.
وأكمل: “إنها لحظة تاريخية، وبالنسبة لحاملي التذاكر الموسمية البالغ عددهم 24,000، تبلغ تكلفة المدرج الرئيسي 52 يورو للمباراة، وتذكرة الزاوية أو خلف المرمى 20 يورو”.
وأبقى رئيس برشلونة الباب مفتوحًا أمام المزيد من حاملي التذاكر الموسمية بمجرد الموافقة على المرحلة 1C مع افتتاح المدرج الشمالي، قائلًا: “هناك نسبة مئوية سنعدّلها بين التذاكر وحاملي التذاكر الموسمية لمعرفة ما إذا كان بإمكاننا الوصول إلى 62,000 مقعد قبل نهاية العام.. نحن سعداء للغاية، لكن الملعب لا يزال قيد الإنشاء”.
الخطوة التالية المتوقعة هي موافقة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) على نقل مباراة برشلونة وآينتراخت فرانكفورت من مونتجويك إلى كامب نو.
وعلق لابورتا: “سنعرف قرار الاتحاد الأوروبي لكرة القدم قريبًا، نأمل أن يكون إيجابيًا، نجري التعديلات اللازمة لتلبية المتطلبات.. بالنسبة لمباراة الليجا، لم نتمكن من عزل جماهير الفريق المنافس (أتلتيك بلباو)، لذلك لن تكون هناك تذاكر متاحة، لكن هذا إلزامي للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، إذا لم تكن هناك تذاكر كافية لجماهير الفريق المنافس، فلن نتمكن من اللعب على أرضنا، لكنني متفائل”.
وواصل: “إنها مباراة جيدة، هناك تنافس قوي، وهم فريق رائع، سنرى أسلوبي لعب متشابهين بشكل متزايد، مع لاعبين رفيعي المستوى، وأنا أعلم أن اللاعبين وهانز فليك متحمسون للغاية”.
وأخيرًا، وفي حديثه عن ملعب كامب نو، قال لابورتا: “أود أن أشيد بمجلس الإدارة وموظفي النادي، وأودّ بشكل خاص أن أشيد بجوان سينتيليس على عمله الرائع، ستواصل إيلينا فورت دور المتحدث الرسمي باسم هذه العملية، وآمل أن أرى الملعب جاهزًا في أقرب وقت ممكن.. إنه إنجاز جماعي”.
كما أعرب لابورتا عن أسفه للضجة المفرطة المحيطة بلاعبي برشلونة العائدين من المباريات الدولية مقارنةً بلاعبي ريال مدريد: “عندما يعود لامين إلى الوطن، تكون الانتقادات في وسائل الإعلام هائلة، أما عندما يحدث ذلك مع فريق آخر، فيتم التغاضي عنه وتجاهله بالكاد”.
وأخيرًا، قال فيما يتعلق بتمثال ليو ميسي: “لم يُعرض اقتراح النحات على العائلة بعد، ولكن سيتم تقديم اقتراح مباراة التكريم والتمثال على أي حال”.
تاريخ كامب نو
يعد ملعب كامب نو واحدًا من أبرز المعالم الرياضية في العالم، ورمزًا لهوية نادي برشلونة العريقة.
تم افتتاح الملعب رسميًا في 24 سبتمبر/أيلول 1957، بعد سنوات من التخطيط والبناء لتلبية احتياجات النادي المتزايدة بعد نجاحاته المتلاحقة في كرة القدم الإسبانية.
جاء إنشاء كامب نو كحل للأرضية السابقة، ملعب كازا فيا، الذي لم يعد يستوعب أعداد الجماهير المتزايدة وكان بعيدًا عن المستوى الذي يطمح إليه النادي في ذلك الوقت.
في البداية، تم تصميم كامب نو ليستوعب حوالي 93,000 متفرج، ما جعله آنذاك أحد أكبر الملاعب في أوروبا. وقد جاء تصميمه المعماري ليواكب المعايير العالمية، مع مساحات واسعة للمقاعد وملعب مجهز بأحدث التقنيات في تلك الحقبة.
ساهمت المساحة الكبيرة للمدرجات في خلق أجواء استثنائية داخل الملعب، ما جعله سريعًا محط أنظار عشاق كرة القدم من كل أنحاء العالم، وموطنًا لجمهور نادي برشلونة الذي اشتهر بحماسه الكبير.
على مدار العقود، شهد كامب نو العديد من التطورات والتوسعات. في السبعينيات والثمانينيات، بدأ النادي في إدخال تحسينات على المرافق والبنية التحتية، شملت توسعة المدرجات وتركيب مقاعد مريحة، إضافة إلى تطوير المناطق المخصصة للإعلام والمقصورات الفاخرة. ومع مرور الوقت، أصبح الملعب مجهزًا بأحدث أنظمة الإضاءة وشاشات العرض، مع تحسينات في أنظمة السلامة والأمن، ما جعل التجربة الجماهيرية أكثر راحة وأمانًا.
من الأحداث التاريخية التي شهدها الملعب، استضافة العديد من المباريات الكبرى، سواء على الصعيد المحلي أو الدولي. فقد استضاف نهائيات كأس ملك إسبانيا ودوري أبطال أوروبا، إضافة إلى مباريات المنتخب الإسباني خلال فترات مختلفة. ولا يقتصر تاريخ كامب نو على كرة القدم فحسب، بل استضاف أيضًا فعاليات رياضية أخرى وحفلات موسيقية ضخمة، ما يعكس مكانته كمعلم ثقافي ورياضي في قلب برشلونة.
ويُعتبر كامب نو أكثر من مجرد ملعب؛ فهو رمز لهوية وثقافة النادي الكتالوني. الجدار الشهير عند مدخل الملعب، المزين بصور وإنجازات النادي، يعكس تاريخ برشلونة الممتد لأكثر من قرن. كما أن الملعب أصبح مركزًا سياحيًا مهمًا، حيث يقصده آلاف الزوار سنويًا للتعرف على متحف النادي وجولة حول أرجاء الملعب، مما يتيح لهم تجربة تاريخية وثقافية رياضية في آن واحد.
في السنوات الأخيرة، دخل كامب نو مرحلة جديدة من التطوير مع مشروع “إسباي بارسا” الذي يهدف إلى تحديث جميع مرافق النادي ورفع الطاقة الاستيعابية للملعب.
يشمل المشروع تحسينات في البنية التحتية، إنشاء مناطق متعددة الاستخدام، وتحسين الخدمات الجماهيرية، إضافة إلى توفير أحدث التقنيات في الإضاءة والصوت والمراقبة. يهدف هذا المشروع إلى جعل كامب نو واحدًا من أكثر الملاعب تطورًا في العالم، مع الحفاظ على هويته التاريخية والثقافية.
يبقى كامب نو أيقونة حقيقية لكرة القدم، ليس فقط باعتباره ملعبًا كبيرًا وذو تصميم معماري مميز، بل أيضًا كرمز للنادي وجماهيره، حيث إن كل زاوية في الملعب تحمل ذكريات الانتصارات والبطولات، من الأهداف التاريخية إلى اللحظات الحاسمة في البطولات الأوروبية والمحلية.
تاريخ كامب نو هو تاريخ برشلونة نفسه، حيث يعكس كل توسعة أو تطوير رغبة النادي في مواكبة العصر دون التخلي عن تراثه العريق.