أعرب رياض محرز، قائد منتخب الجزائر وجناح أهلي جدة، عن سعادته الكبيرة بالفوز على السعودية، مساء اليوم الثلاثاء، بنتيجة (2-0)، خلال المباراة الودية التي أقيمت في جدة بالمملكة العربية السعودية.
وسجل محرز هدفًا من ركلة جزاء في الدقيقة 75، بعد مستوى مميز قدمه مع محاربي الصحراء.
سعادة كبرى
ظهر محرز سعيدًا بعد المباراة في تصريحات تلفزيونية، حيث قال: “تحقيق الفوز على السعودية يعد أمرًا رائعًا، لأنه منتخب مميز، وبه مجموعة رائعة من اللاعبين”.
وأكمل: “المباراة كانت متوازنة بواقع 50% لكل منتخب، ونحن صنعنا بعض الفرص وكذلك الطرف الأخر، ولكن في النهاية المباراة كانت متوازنة”.
وأكد نجم أهلي جدة أن منتخب بلاده، استطاع صناعة الفارق في الشوط الثاني، بتسجيل هدفين، والأداء كان مقنعًا إلى حد كبير”.
وعن التسجيل في شباك السعودية: “أنا سعيد بالمساهمة في التسجيل مع بلادي، ومساعدة هذا الجيل الشاب، فنحن نمتلك مجموعة جيدة من اللاعبين”.
منافسة صعبة
شدد محرز في تصريحاته على صعوبة المنافسة التي تنتظر الجزائر في كأس العرب وأمم أفريقيا، ولكنه يرى أن منتخب بلاده مليء بالنجوم الذين يمكنهم صناعة الفارق.
وقال محرز: “سنشارك في البطولتين بفريقين مختلفين، وهذا سيجعلنا نظهر بصورة قوية، والجميع سيحصل على الفرصة، وهذا أمر رائع”.
واختتم: “الجزائر يمكنها صناعة الفارق في البطولتين، فهناك عناصر رائعة ومنظومة احترافية كبيرة”.
أهمية كبيرة
منذ اللحظة التي دخل فيها رياض محرز تشكيلة المنتخب الجزائري، أصبح اللاعب رمزًا للطموح والإبداع على أرض الملعب، ليس فقط بفضل مهاراته الفردية، بل أيضًا لقدرته على صناعة الفارق في اللحظات الحاسمة.
محرز لم يكن مجرد جناح يركض على الأطراف، بل كان دائمًا نقطة ارتكاز للفريق، لاعبًا يعرف كيف يقلب مجريات المباراة لصالح بلاده في دقائق معدودة.
على مدار سنواته مع المنتخب، برع محرز في استغلال مهاراته الفردية المذهلة، من مراوغات خاطفة للأنظار، إلى تسديدات دقيقة لا تخطئ المرمى، إلى قرارات تكتيكية سريعة تسمح للاعبين حوله بالتحرك بحرية.
وحتى في اللحظات التي تبدو فيها المباراة متوازنة، يستطيع محرز أن يخلق فرصًا لا يتوقعها الخصوم، ويجعل دفاعات الفرق الأخرى في حالة تأهب مستمر.
وليس دوره هجوميًا فقط، بل يمتد ليشمل صناعة اللعب. تمريراته الذكية بين الخطوط، وحركته المستمرة لاستيعاب الفراغات، تسمح للمنتخب الجزائري بفرض أسلوبه على المباراة، حتى ضد الفرق المنظمة دفاعيًا.
مهاراته تجعل الفريق قادرًا على بناء الهجمات بشكل سلس، وتحويل الكرة بسرعة من الدفاع للهجوم، وهو ما يمنح الجزائر ميزة واضحة في المباريات الكبرى.
الخبرة القيادية التي يحملها محرز تضيف بعدًا آخر لأهميته كقائد داخل الملعب، يستطيع توجيه زملائه، تنظيم التحركات، ورفع الروح المعنوية في الأوقات الصعبة.
وجوده بين اللاعبين الأصغر سنًا يمنحهم نموذجًا واضحًا للاحترافية والانضباط، ويعزز من الثقة الجماعية للفريق.
ومن الناحية النفسية، فإن محرز يفرض وجوده على الخصوم، فكل لمسة له على الكرة تحمل تهديدًا محتملًا، وكل حركة له تُجبر دفاعات المنافس على الانتباه بشكل دائم.
هذا الضغط المستمر على الخصوم يجعلهم أكثر عرضة للارتباك، وهو ما يفتح الفرص أمام زملائه لصناعة الأهداف.
بالإضافة إلى ذلك، يتمتع محرز بقدرة رائعة على التوازن بين الدفاع والهجوم، ومشاركته في الضغط على المنافس واستعادة الكرة، بجانب تقدمه الهجومي، تجعل الفريق أكثر مرونة وقدرة على التكيف مع أي مجريات للمباراة.
هذه المرونة هي التي تساعد الجزائر على التحكم في اللعب سواء في اللحظات الهجومية أو الدفاعية، وتضمن للفريق القدرة على استغلال كل فرصة لتسجيل الهدف الحاسم.
باختصار، رياض محرز أكثر من مجرد لاعب موهوب؛ إنه روح المنتخب الجزائري وقلبه النابض، بسبب خبرته، قيادته، مهاراته، وقدرته على صناعة الفارق تجعل منه عنصرًا لا غنى عنه، سواء في المباريات الرسمية أو الودية، ويظل دائمًا مصدر الأمل والدافع لنجاح الجزائر على المستوى القاري والدولي
.
Équipe d’Algérie de football
الرحلة الأخيرة
مع اقتراب نهائيات كأس الأمم الأفريقية وكأس العالم، يبدو أن محرز يقف على أعتاب الفصل الأخير في مسيرته الدولية، كما أعلن سابقًا.
اللاعب الذي حمل شارة القيادة في المنتخب الجزائري لسنوات، أصبح يرى في هذه البطولات فرصة أخيرة لتوديع الجماهير على المستوى الدولي بأسلوب يليق بمكانته وإنجازاته.
بالنسبة لمحرز، المشاركة في أمم أفريقيا تأتي كآخر اختبار قاري له مع منتخب بلاده، حيث يسعى لتقديم أداء مميز يعكس خبرته الكبيرة وقيادته داخل الملعب.
البطولة ستكون منصة لإظهار قدرته على صناعة الفارق، وتحفيز الجيل الجديد من اللاعبين على تحمل المسؤولية والارتقاء بمستوى المنتخب، فهي لحظة لتأكيد دوره ليس فقط كلاعب، بل كرمز للجزائر في السنوات الأخيرة.
أما كأس العالم، فهو بالنسبة له القمة الأخيرة في مسيرته الدولية، لحظة الحسم التي ستظل في الذاكرة للأبد.
محرز يعرف أن هذه البطولة تختلف عن أي منافسة أخرى، وأنها منصة عالمية لتوديع الجماهير على أعلى مستوى، بعد سنوات من التألق والمشاركة في اللحظات الحاسمة، فهي فرصة ليترك بصمة واضحة في تاريخ الكرة الجزائرية، قبل أن يقرر التركيز على مسيرته مع الأندية الأوروبية.
من الناحية النفسية، هذا الإعلان يجعل كل مباراة وكل هدف وكل لمسة للكرة أكثر وزنًا، ليس فقط بالنسبة له، بل بالنسبة للجمهور الذي يرى في كل ظهوره الدولي وداعًا تدريجيًا لأحد أبرز لاعبي التاريخ الحديث للمنتخب.
باختصار، أمم أفريقيا وكأس العالم لن تكونا مجرد بطولتين عابرتين لمحرز، بل المنعطف الأخير لمسيرة دولية حافلة بالنجاحات، حيث يسعى لإغلاق صفحة دولية طويلة بطريقة تليق بمكانته كأحد أعمدة الكرة الجزائرية.