نجح المنتخب التونسي في تحقيق نتيجة إيجابية وتاريخية بالتعادل الإيجابي (1-1) أمام نظيره البرازيلي، في لقاء ودي حمل طابع الجدية والإثارة، مساء اليوم الثلاثاء، على ملعب بيار موروي بمدينة ليل الفرنسية.
أثبت “نسور قرطاج”، بقيادة المدرب سامي الطرابلسي، جاهزيتهم الفنية والتكتيكية لخوض غمار نهائيات كأس الأمم الأفريقية، حيث أظهر الفريق صلابة دفاعية وتنظيماً مميزاً أمام أحد أقوى المنتخبات العالمية.
صمود تكتيكي وهدف “المستوري”
بدأ المنتخب التونسي المباراة بتشكيل رسمي يضم: دحمان في حراسة المرمى؛ ومرياح، برون، والطالبي في خط الدفاع؛ فاليري، سخيري، فرجاني ساسي، والعابدي في الوسط؛ وإلياس سعد، المستوري، والمجري في الهجوم.
واعتمد المنتخب التونسي على ثبات دفاعي وانضباط تكتيكي، مع خطة واضحة لاستغلال الهجمات المرتدة السريعة والكرات الثابتة.
أثمر هذا التكتيك عن هدف مبكر في الدقيقة 23 عن طريق المهاجم المحترف في روسيا، حازم المستوري.
جاء الهدف بعد عمل ممتاز من الجهة اليسرى، حيث قدم علي العابدي عرضية متقنة، استقبلها المستوري وسددها بنجاح في الشباك، مسجلاً هدفه الرابع بقميص “نسور قرطاج”.
في المقابل، فرض المنتخب البرازيلي سيطرته المطلقة على مجريات اللعب، حيث بلغت نسبة الاستحواذ 73%، لكنه واجه صعوبة كبيرة في فك التكتل الدفاعي التونسي المنظم.
وتمكن “السيليساو” من إدراك التعادل في الدقائق الأخيرة من الشوط الأول عبر موهبة تشيلسي الصاعدة إستيفاو.
جاء الهدف من ركلة جزاء احتسبت بعد العودة لتقنية الفيديو، لينجح اللاعب في تسديدها بثقة معلناً التعادل (1-1).
تبادل الفرص وإصابة ميليتاو
حافظت تونس على تماسكها الدفاعي مع بداية الشوط الثاني (الدقيقة 60)، واستمر الصمود أمام المحاولات البرازيلية المكثفة التي لم تنجح في تغيير نتيجة المباراة (الدقيقة 70).
شهد الشوط الثاني حدثاً مقلقاً للمنتخب البرازيلي، حيث تعرض المدافع إيدير ميليتاو، نجم ريال مدريد، لإصابة أجبرته على مغادرة الملعب في الدقيقة 60، ليحل محله فابريزيو برونو.
هذه الإصابة تأتي بعد فترة وجيزة من عودة ميليتاو للمشاركة التدريجية مع ناديه بعد تعافيه من قطع في الرباط الصليبي.
في الدقيقة 78، حصلت البرازيل على فرصة ذهبية لحسم المباراة بعد احتساب ركلة جزاء ثانية، لكن لاعب الوسط لوكاس باكيتا أهدرها، ليحافظ المنتخب التونسي على التعادل.
وانتهت المباراة بالتعادل الإيجابي (1-1)، لتنجح تونس في تحقيق نتيجة ممتازة ضد منتخب فاز عليها في مواجهتين سابقتين (4-1) و (5-1).
جولة ناجحة وتفاؤل أفريقي
تأتي هذه المواجهة في ختام سلسلة من المباريات الودية الناجحة التي خاضتها تونس استعداداً لبطولة كأس أمم أفريقيا، حيث حققت انتصارات على الأردن (3-2)، وناميبيا (3-0)، وساو تومي وبرينسيب (6-0)، وتعادلت مع موريتانيا (1-1).
وتقع تونس ضمن نطاق المجموعة الثالثة في كأس أمم أفريقيا، إلى جانب منتخبات نيجيريا وتنزانيا وأوغندا.
التعادل مع منتخب من عيار البرازيل يمنح “نسور قرطاج” دفعة معنوية كبيرة وتأكيداً على جاهزيتهم للمنافسة القوية على اللقب القاري.
مسلسل التذبذب يتواصل
في المقابل واصل المنتخب البرازيلي مسلسل نتائجه المتذبذبة، حيث فاز على السنغال مؤخرا بثنائية نظيفة، لكن قبل ذلك تلقي خسارة (2-3) في عطلة أكتوبر/تشرين الأول الماضي ضد اليابان، وقبلها انهزم بهدف دون رد أمام بوليفيا في سبتمبر/أيلول.
تصريحات الطرابلسي
وأكد سامي الطرابلسي، مدرب منتخب تونس، قبل اللقاء أنه يركز على تحقيق أهداف فنية وإستراتيجية في مواجهة البرازيل، مشدداً على أن المباراة تمثل مقياساً حقيقياً لقدرات لاعبيه.
ىلم يُخفِ مدرب تونس إعجابه وإقراره بالقوة الهائلة للمنتخب البرازيلي، حيث قال: “على المستوى الفردي، يملك البرازيليون إمكانيات هائلة، وهم منتخب يلعب بشكل رائع ويتميز بسرعة عالية، لاسيما في الهجوم”.
وأوضح الطرابلسي أن هذه الإمكانيات الفردية والجماعية للبرازيل هي الدافع الأساسي وراء اختيار هذه المواجهة.
وكشف الطرابلسي عن الإستراتيجية الجديدة التي يعتمدها لتطوير المنتخب التونسي، والتي ترتكز على تحدي الذات ومواجهة الأفضل عالمياً ودفع اللاعبين للحد الأقصى: “أردنا دفع لاعبينا إلى أقصى قدراتهم وإمكاناتهم لنرى أين نحن. هذه إستراتيجية جديدة لتونس، نريد أن نتطور وأن نكون من بين أفضل المنتخبات في القارة الأفريقية.”
كما ربط الطرابلسي هذه المواجهة بأهداف تونس في المنافسات المقبلة، خاصة كأس العالم: “أما في ما يخص كأس العالم، نأمل أن نتمكن من تجاوز دور المجموعات وتقديم أداء جيد، لذلك علينا أن نلعب ضد منتخبات بهذا المستوى”.
واختتم الطرابلسي تصريحاته بتعبيره عن طموحه بتحقيق نتيجة إيجابية ومؤثرة، قائلاً إنه يأمل أن ينجح منتخب بلاده في “جعل البرازيل تعاني” خلال اللقاء الودي، وهو ما تحقق بالفعل في هذه المباراة.