حدث تاريخي.. رونالدو في البيت الأبيض

BySayed

نوفمبر 19, 2025


في لحظة بدت أقرب إلى مشهد سينمائي منها إلى حدث سياسي تقليدي، ظهر اسم ‏كريستيانو رونالدو داخل كواليس دبلوماسية رفيعة، ليصنع حالة فريدة لم تشهدها الساحة ‏العالمية من قبل. ‏

لم يعد النجم البرتغالي مجرد لاعب كرة قدم يتصدر العناوين بالأهداف والأرقام، بل بات ‏عنصرًا حاضرًا في مشهد تداخلت فيه الرياضة مع السياسة.‏

حدث تاريخي

كشف موقع ذي أتلتيك، مساء اليوم الثلاثاء، عن تحرك تاريخي يقوده الأسطورة ‏البرتغالي، من خلال زيارة مرتقبة إلى البيت الأبيض‎.‎

وبحسب ما ذكرته الصحيفة، فإن رونالدو سيحضر اجتماعًا رسميًا في المقر الرئاسي ‏الأمريكي، بالتزامن مع استقبال الرئيس دونالد ترامب لولي العهد السعودي الأمير محمد ‏بن سلمان، في زيارة هي الأولى للأخير إلى الولايات المتحدة منذ 7 سنوات.‏

وأكدت الصحيفة أن وجود رونالدو سيكون جزءًا من فعالية دبلوماسية ضخمة، تتخللها ‏مناقشة عدد من الملفات المهمة بين الجانبين السعودي والأمريكي، تشمل اتفاقات ‏استراتيجية، واستثمارات مشتركة، وقضايا تتعلق بالعلاقات الدولية.‏

إشادة مستمرة

ظل كريستيانو رونالدو يؤكد في أكثر من مناسبة أن وجوده في دوري روشن السعودي لم ‏يكن مصادفة؛ بل جاء بدعم مباشر ورؤية واضحة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ‏الذي لعب دورًا محوريًا في نهضة القطاع الرياضي وتطوير كرة القدم في المملكة‎.‎

وخلال مقابلاته المتعددة، وآخرها مع الإعلامي البريطاني بيرس مورجان، أشاد رونالدو ‏بالتحولات الجذرية التي تشهدها السعودية، موضحًا أن هذه النقلة النوعية هي أحد أهم ‏الأسباب التي جعلته يواصل مسيرته في الملاعب العربية‎.‎

ولم تكن علاقة النجم البرتغالي بالساحة السياسية غائبة تمامًا؛ فقبل فترة وجيزة أهدى ‏رونالدو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قميصًا موقعًا، حمل عبارة “اللعب من أجل ‏السلام”، في إشارة إلى أفكار ومبادرات يرغب في مناقشتها مستقبلًا مع الإدارة ‏الأمريكية‎.‎

وبناءً على ذلك، فإن الزيارة المحتملة لرونالدو إلى البيت الأبيض إذا صحت تقارير ذا ‏أتلتيك قد تمثل الخطوة الأولى لفتح باب نقاش أوسع مع ترامب، ضمن إطار تحرك ‏دبلوماسي يحظى كذلك بتوجيه ودعم من ولي العهد السعودي.

Al Nassr v Al Fayha - Saudi Pro LeagueGetty Images

تأثير كبير

لم يكن رونالدو مجرد لاعب كرة قدم منذ زمن طويل؛ فالرجل الذي خرج من أحد أحياء ‏ماديرا الفقيرة، تحوّل تدريجيًا إلى ظاهرة عالمية تتجاوز حدود الرياضة وتؤثر في ‏مساحات لا تخطر على بال، صار أشبه بقوة تتحرك فيتغير معها المشهد، تتحرك معه ‏الجماهير بشكل واضح.‏

عندما جاء إلى السعودية، لم يكن الأمر مجرد صفقة عادية، بل كان نقطة تحول في مسار ‏رياضي كامل، فالملاعب امتلأت، والتذاكر نفدت في دقائق، والأسواق التجارية تحركت ‏بسرعة غير مألوفة. ‏

وجوده أعاد تشكيل المشهد الاقتصادي للدوري، وجذب استثمارات وشركات لم تكن تنظر ‏سابقًا إلى المنطقة بهذا الاهتمام. وكأن حضوره وحده يكفي ليحوّل الدوري السعودي من ‏منافسة محلية إلى ساحة عالمية تثير فضول الجميع‎.‎

وفي الملعب وخارجه، أصبح رونالدو مدرسة متكاملة للاحتراف، فاللاعبون الذين شاركوه ‏التدريبات شعروا بأنهم أمام شخص يعيش تفاصيل اللعبة بشكل مختلف من طريقة ‏طعامه، نومه، تدريباته الإضافية، انضباطه الذي لا يلين، وحتى رغبته الدائمة في ‏التطوير.‏

‏ شيئًا فشيئًا، تغيرت ثقافة اللاعبين من حوله، وارتفعت معايير الاحتراف داخل الأندية. لم ‏يعد مجرد نجم كبير يضيف بريقًا للدوري، بل بات عنصرًا يرفع السقف ويغيّر العقلية ‏والمسار‎.‎

الإعلام العالمي لم يعد يتحدث عن السعودية فقط من زاوية السياسة أو الاقتصاد، بل ‏أصبح يتابع المباريات، التحليلات، الأهداف، والتفاعل الجماهيري.‏

والأخبار التي كانت تُهمل سابقًا باتت تُنشر بلغات متعددة، وكل تصريح يصدر عنه يملأ ‏العناوين خلال دقائق. تأثيره الإعلامي ضخم إلى حد أن ظهوره في أي مناسبة حتى لو ‏كانت بسيطة يكفي لجذب ملايين المتابعين من كل أنحاء العالم‎.‎

وبالرغم من هالته الكبيرة، فإن الجانب الإنساني الذي يحمله كان دائمًا جزءًا من ‏شخصيته، عبر تبرعاته، دعمه للأطفال، مواقفه الصامتة التي لا يسعى إلى تسليط ‏الأضواء عليها، جعلته نموذجًا مختلفًا لنجم عالمي.‏

‏ حتى من لا يشجع الفرق التي لعب لها، يجد نفسه معجبًا بقصة الإصرار والتحدي التي ‏يمشي بها الرجل في كل خطوة من حياته‎.‎

ومع مرور الوقت، اكتشف العالم أن تأثير رونالدو لم يعد محصورًا في الرياضة، بل صار ‏يتسرب إلى أروقة السياسة بطريقة غير مباشرة.‏

‏ ظهوره في فعاليات دولية، لقاءاته مع شخصيات بارزة، رسائله المتعلقة بالسلام، أو ‏حتى حضوره المحتمل في البيت الأبيض، جعلته رمزًا من رموز “القوة الناعمة” التي ‏تُستخدم لإيصال رسائل تتجاوز حدود الملاعب.‏



المصدر – كوورة

By Sayed