علق البرازيلي فابينيو لاعب خط وسط الاتحاد السعودي، على عودته للمشاركة مع منتخب بلاده بعد غياب استمر لأكثر من 3 سنوات.
ومنذ رحيله عن ليفربول في صيف 2023 وانتقاله إلى الاتحاد، لم يعرف فابينيو طريقه إلى المشاركة الدولية، قبل أن يوجه له الإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرب البرازيل، الدعوة أخيرة لتمثيل “السيليساو”.
وشارك فابينيو لمدة 30 دقيقة في تعادل ودي للبرازيل مع تونس 1-1، استعدادا للاستحقاقات المقبلة للمنتخبين.
وقال فابينيو في تعليق مقتضب عبر حسابه على “إكس”: “سعيد للغاية بأن أعود، ولا يزال الإحساس هو نفسه مثل أول مشاركة”
وأضاف نجم الاتحاد: “لطالما كان شرفا لي ارتداء قميص المنتخب”.
وكان منتخب البرازيل قد حول تأخره بهدف أمام تونس إلى تعادل من ركلة جزاء، سجلها إستيفاو لاعب تشيلسي الإنجليزي.
وحضر فابينيو مباراة منتخب بلاده ضد السنغال والتي فاز فيها راقصو السامبا بثنائية، لكنه جلس احتياطيا ولم يدفع به المدرب أنشيلوتي في المباراة.
عودة بعد غياب
ويرجع آخر ظهور دولي لفابينيو مع البرازيلي إلى مونديال قطر 2022، عندما ودع المنتخب البطولة من دور الثمانية بعد الخسارة من كرواتيا بركلات الترجيح، لكنه أيضا لم يلعب في مباريات المونديال سوى مواجهة الكاميرون بالجولة الثالثة والتي انتهت بفوز “الأسود” بهدف نظيف.
واستمر غياب نجم اتحاد جدة عن منتخب البرازيل في تصفيات كأس العالم وكذلك بطولة كوبا أمريكا، ليعود أخيرا للظهور خلال العطلة الدولية الحالية.
ويأمل نجم خط الوسط المخضرم في أن يستمر ضمن خيارات أنشيلوتي قبل خوض بطولة كأس العالم صيف العام المُقبل، إذ قد يكون ذلك تتويجا مثاليا لمسيرة اللاعب صاحب الـ 32 عاما.
إضافة فنية قوية
ويقدّم فابينيو إضافة فنية واضحة في وسط اتحاد جدة منذ انضمامه إلى الفريق قادمًا من ليفربول، حيث أصبح عنصر التوازن الأول في خط الوسط بفضل قدراته الدفاعية العالية وخبرته الطويلة في أعلى المستويات. يعتمد الاتحاد عليه بوصفه لاعب الارتكاز الذي يربط الخطوط ويضبط إيقاع اللعب، إذ يمتاز بقراءة ممتازة للمباراة وقدرة على توقع تحركات الخصوم وقطع الهجمات قبل أن تتطور، وهو ما جعل الفريق أكثر تماسكًا في مراحل بناء اللعب والضغط العكسي.
وجود فابينيو أعطى الاتحاد شخصية أوضح في وسط الملعب، فأسلوبه الهادئ وذكاؤه في التمركز يساعدان زملاءه على الالتزام بالتنظيم وتخفيف الضغط على الدفاع. كما أنه يشكل نقطة انطلاق أساسية للهجمات من الخلف، سواء عبر التمريرات القصيرة التي تمنح الفريق القدرة على الخروج بالكرة بثقة، أو من خلال التحولات السريعة التي تفاجئ الخصوم. خبرته في المباريات الكبيرة جعلته أحد أهم اللاعبين في إدارة نسق المباراة، خصوصًا أمام الفرق التي تضغط بقوة أو تمتلك وسطًا قويًا.
على الصعيد البدني، يحافظ فابينيو على انضباط كبير داخل الملعب، ورغم تعرضه لإصابات في بعض الفترات، فإن عودته دائمًا ما تظهر تأثيره، حيث يستعيد الاتحاد توازنه بمجرد عودته للتشكيلة الأساسية. كما يُعد اللاعب أحد القادة في الفريق، إذ يؤثر حضوره على زملائه من خلال توجيهاته داخل الملعب وطريقته في التعامل مع اللحظات الصعبة، مما يرفع التركيز ويمنح الفريق ثباتًا أكبر.
من الناحية النفسية والمعنوية، يمثل فابينيو أحد أعمدة الفريق، إذ يعكس خبرة اللاعبين القادمين من أوروبا، ويمنح الاتحاد شخصية أقوى في المنافسات المحلية والقارية. وبفضل التزامه الكبير، أصبح أحد اللاعبين الذين يعتمد عليهم الجهاز الفني في ضبط الإيقاع والحد من الأخطاء، وهو ما جعله ركيزة أساسية في منظومة الفريق.. تأثير فابينيو في اتحاد جدة يتجاوز الأدوار الدفاعية التقليدية إلى مساهمة حقيقية في بناء الهوية الفنية للفريق، وجعل وسط الملعب أكثر ثباتًا وقدرة على التحكم في مجريات اللعب.
ومن لوران بلان إلى سيرجيو كونسيساو يستمر الاعتماد على ثنائية نجولو كانتي وفابينيو، تلك التي تصنع التوازن المطلوب في خط وسط العميد وتعطي الإضافة القوية سواء للخط الخلفي، أو كداعم رئييسي في بناء الهجمات أيضا، وتحقيق الضغط على دفاعات المنافسين.
مئوية تقترب
ويقترب فابينيو من خوض مباراته رقم 100 مع الاتحاد، إذ وصل النجم البرازيلي الدولي إلى 80 مباراة سجل خلالها 5 أهداف وصنع 7 أخرى.
كما ساهم بشكل فاعل في ثنائية الدوري والكأس في الموسم الماضي بفضل مستواه شبه الثابت من مباراة لأخرى، بل أنه كان عنصرا حاسما أيضا في تسجيل الأهداف ببعض المباريات المُعقدة.
وتعد الفترة الأفضل في مسيرة فابينيو تلك التي أمضاها بقميص موناكو الفرنسي حيث لعب 233 مباراة سجل خلالها 31 هدفا وصنع 21، أما على مستوى الألقاب فيمكن تمييز فترة لعبه مع ليفربول على أنها الأفضل وكذلك لم تخل من اسهامات تهديفية حيث سجل 11 هدفا وصنع مثلها في 219 مباراة.