تلقى ريال مدريد ضربة موجعة في فترة حاسمة من الموسم، بعدما أكد التقرير الطبي الرسمي إصابة المدافع البرازيلي إيدر ميليتاو بتمزق عضلي في العضلة المقربة الكبرى للساق اليمنى.
هذه الإصابة ستُغيّب إيدر ميليتاو عن الملاعب لمدة تقارب 15 يوماً، مما يُعقّد بشكل كبير تحضيرات الفريق الملكي للمواجهة المرتقبة أمام مانشستر سيتي في العاشر من كانون الأول/ديسمبر المقبل على ملعب سانتياجو برنابيو، ضمن إياب دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا.
وفقاً لصحيفة “آس” الإسبانية، وقعت الإصابة خلال مشاركة ميليتاو مع منتخب البرازيل في المباراة الودية التي جمعت “السيليساو” بتونس. وبدأت علامات الإنذار مبكراً جداً، إذ شعر اللاعب بألم حاد في الدقيقة الثانية من اللقاء، كاد يدفعه لطلب التبديل فوراً، لكنه قرر مواصلة اللعب ظناً منه أن الأمر مجرد تشنج عابر.
وتكرر الشعور بالألم في منتصف الشوط الأول، قبل أن يضطر ميليتاو أخيراً إلى رفع الراية البيضاء عند الدقيقة 58، حيث غادر الملعب وهو يعرج بوضوح، يضع يده على منطقة الفخذ ويهز رأسه نفياً لإمكانية استكمال المباراة. وتدخل الجهاز الطبي لمنتخب البرازيل على الفور، وسادت حالة من القلق الشديد داخل أروقة ريال مدريد.
بعد عودته إلى مركز تدريبات فالديبيباس في مدريد، خضع ميليتاو لفحوصات طبية دقيقة أجراها الطاقم الطبي للنادي، وأظهرت النتائج وجود تمزق عضلي من الدرجة الثانية في العضلة المقربة الكبرى.
ورغم أن الإصابة ليست بالغة الخطورة ولا تتطلب تدخلاً جراحياً، فإن المدة المتوقعة للغياب (حوالي أسبوعين إلى 15 يوماً) تعني أن اللاعب سيغيب عن سلسلة مباريات مهمة.
أربع مباريات على الأقل دون “قيصر الدفاع”
سيفتقد ريال مدريد جهود ميليتاو في أربع مباريات على الأقل، جميعها خارج ملعب البرنابيو وبمستوى صعوبة متزايد: “إلتشي (الدوري الإسباني)، أولمبياكوس (دوري أبطال أوروبا)، جيرونا (الدوري الإسباني)، أتلتيك بيلباو في ملعب سان ماميس (الدوري الإسباني)”.
أما المباراة الخامسة ضد سيلتا فيجو في البرنابيو، فقد يتمكن فيها ميليتاو من المشاركة لبضع دقائق إذا سارت عملية التعافي بشكل مثالي. الهدف الأساسي للجهاز الطبي هو إعادته بكامل لياقته للمواجهة الحاسمة أمام مانشستر سيتي، حيث يسعى الريال لتجاوز خسارة الذهاب في آنفيلد وتجنب تكرار سيناريوهات الإخفاق في المباريات الكبرى هذا الموسم.
وأكدت “آس” أن غياب ميليتاو يُعد خسارة كبيرة على المستوى الفني والنفسي، فالبرازيلي بات الركيزة الأساسية في قلب دفاع الفريق الملكي، ووجوده يمنح زملاءه قدراً إضافياً من الثبات والثقة في المواجهات ذات الضغط العالي.
أرقام تُبرز أهمية ميليتاو
قبل أيام قليلة فقط، وبعد الفوز على يوفنتوس في دوري أبطال أوروبا، أشاد المدرب تشابي ألونسو بميليتاو قائلاً: «وجود ميليتاو بهذا المستوى خبر رائع للجميع. لقد استعاد إحساسه الجيد، ويشعر بقوة أكبر وإصرار أكبر في كل ما يفعله. وسيواصل التحسن». هذه الكلمات تؤكد أن اللاعب البرازيلي استعاد فعلياً لقب “قيصر الدفاع” الذي فقده لفترات طويلة بسبب إصابة الرباط الصليبي السابقة.
وتدعم الأرقام هذا التقييم: “الأكثر فوزاً بالكرات الهوائية في الفريق (34 كرة)، يفوز في ثلثي المواجهات الدفاعية الثنائية تقريباً (50 من 75)، سجّل هدف الفوز الثمين أمام إسبانيول برأسية قوية”.
كما شارك أساسياً في 9 مباريات هذا الموسم، بإجمالي 1080 دقيقة، ليصبح ثامن أكثر لاعبي الريال مشاركة، وصاحب أعلى دقائق بين قلوب الدفاع (يتفوق على دين هويسن بفارق 36 دقيقة).
قائمة المصابين تطول.. وروديجر وتشواميني يقتربان من العودة
تضم قائمة المصابين حالياً أسماء أخرى بارزة: دين هويسن، كيليان مبابي، إدواردو كامافينجا، تيبو كورتوا، وفيديريكو فالفيردي، لكن إصاباتهم جميعاً خفيفة ولا تثير قلقاً كبيراً قبل مباراة إلتشي. أما داني كارفاخال فلا يزال الغياب الأطول، إذ يُتوقع أن يغيب حتى مطلع 2026 أو منتصف ديسمبر على أقرب تقدير.
في المقابل، هناك أخبار إيجابية: أنطونيو روديجر وأوريلين تشواميني وفرانكو ماستانتونو يقتربون من العودة. روديجر (إصابة في الوتر الأمامي) وتشواميني (عضلة نصف وترية) باتا في المرحلة الأخيرة من التعافي، وشارك تشواميني بالفعل جزئياً في التدريبات الجماعية. أما ماستانتونو فوضعه لا يزال الأكثر غموضاً بسبب التهاب العانة، لكن التقارير تشير إلى تحسن ملحوظ.
ساعة راؤول أسينسيو: الفرصة الكبرى للشاب
في ظل هذه الظروف، يفتح غياب ميليتاو الباب واسعاً أمام المدافع الشاب راؤول أسينسيو لتولي دور أكبر في قلب الدفاع. سبق لأسينسيو أن لعب أساسياً أمام أوساسونا وصنع هدفاً حاسماً لجود بيلينجهام في أول ظهور رسمي له. وبعد تراجع مستوى دافيد ألابا، وإرهاق دين هويسن، واقتراب عودة روديجر، تأتي الإصابة لتضع أسينسيو في المقدمة تماماً.
اللاعب الشاب تجاوز بدايته المتعثرة في كأس العالم للأندية، وأظهر تحسناً ملحوظاً، وكان من الإيجابيات القليلة في مباراة رايو فاليكانو الأخيرة. من المقرر أن يحصل على فرصته الحقيقية بدءاً من مباراة إلتشي يوم الأحد.
وفي تصريحات حديثة لقناة ريال مدريد الرسمية، أشاد أسينسيو بزميليه ميليتاو ومبابي، وقال: «ألعب مع ميليتاو في نفس المركز وأعلم جيداً صعوبة تسجيل ذلك الهدف أمام إسبانيول من تلك الزاوية».
وأضاف: «ميليتاو لاعب استثنائي حقاً، وأنا أعرف قيمة مبابي جيداً، لكنني اعتدت على ما يقدمه على أرض الملعب». وعن مستقبله: «أعيش يوماً بيوم مع الريال، تواجدي في هذا النادي شرف كبير، وأنا أعرف قيمة الفريق جيداً».
بهذا يواجه ريال مدريد اختباراً حقيقياً لعمق تشكيلته في الأسابيع المقبلة، مع أمل كبير في عودة ميليتاو بأسرع وقت ممكن لقيادة الدفاع في الموقعة المصيرية أمام السيتي.