المنتخب الإيطالي واصل معاناته في تصفيات المونديال
رفض ماركو ماتيراتزي، المدافع التاريخي لمنتخب إيطاليا، الاعتراض على نظام التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم 2026، مشدداً في الوقت ذاته على أن فشل إيطاليا في التأهل لبطولات كأس العالم الأخيرة هو خطأ الآزوري.
وتعرفت إيطاليا يوم الخميس على منافسيها في ملحق تصفيات كأس العالم 2026، حيث أوقعتها القرعة مع أيرلندا الشمالية في نصف النهائي، على أن تلتقي – إذا تأهلت – مع الفائز من ويلز والبوسنة والهرسك، لحسم المنتخب الصاعد من هذا المسار للبطولة المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
وسيخوض الآزوري نصف النهائي على أرضه، لكن إذا تأهل، فسيكون هو الفريق الضيف في النهائي.
وفي تصريحات لشبكة “سكاي سبورتس إيطاليا” قال ماتيراتزي: “في هذه الأيام، لا توجد مباريات سهلة في كرة القدم؛ نعلم أنها الفرصة الأخيرة”.
وأضاف “لا تنسوا أننا لم نلعب في آخر نسختين من كأس العالم. ربما ليس بسبب الآخرين فقط، لكنه خطؤنا أيضًا.. يجب أن نكون مستعدين لمباراة صعبة، وسنرى ما سيحدث”.
كانت الفترة الماضية قد شهدت شكاوى بشأن نظام التأهل، الذي يمنح المنتخبات الأوروبية 16 مقعداً فقط في كأس العالم.
وعن ذلك، قال الدولي الإيطالي السابق، الفائز بكأس العالم 2006: “لم نتأهل للنسختين السابقتين، وكانت القواعد مختلفة آنذاك”.
وأكمل: “علينا أن نبذل قصارى جهدنا لأن جودة اللاعبين موجودة.. لقد سافرت حول العالم لرؤية العديد من مراكز التدريب، وجميعها تحتوي على 12 و13 و14 ملعباً، وما زالت تُنتج المواهب. هذا ما نفتقده للأسف في إيطاليا”.
ويرى ماتيراتزي أن الآزوري سيحتاج إلى أكثر من مجرد يومين من العمل، قبل خوض نصف نهائي الملحق، حيث قال: “يومان ليسا بالكثير. عندما تذهب إلى المنتخب الوطني بعد المباريات والإصابات والتعافي، يمكنك ببساطة التحدث. لا تبذل الكثير من الجهد على أرض الملعب. نحتاج لقضاء المزيد من الوقت على أرض الملعب، واتباع تعليمات المدرب”.
واستطرد: “العمل دائماً يؤتي ثماره، نعلم أننا نعاني، والجميع يفتقد رؤية إيطاليا في كأس العالم، لكن الأمر متروك لنا لملاحقة من سبقونا. لم تعد هناك مباريات سهلة.. مع كل الاحترام الواجب، من الصعب تحقيق نتيجة، والفوز حتى ولو بهدف واحد فقط، حتى في مالطا أو أيسلندا.. لذا يجب أن يدفعنا هذا إلى التفكير، وبناء شيء مهم مع الفريق الأول، ولكن أيضاً على مستوى الشباب”.
ماذا قدم الآزوري خلال التصفيات؟
أنهى المنتخب الإيطالي مرحلة التصفيات وهو يحتل المركز الثاني، في جدول ترتيب المجموعة التاسعة، برصيد 18 نقطة جمعها الفريق من 8 مباريات، بفارق 6 نقاط كاملة عن المتصدر المنتخب النرويجي.
بدأ منتخب إيطاليا مرحلة التصفيات بتراجع كبير وصدمة مدوية، عندما سقط خارج أرضه أمام النرويج بثلاثة أهداف دون رد، حملت توقيع سورلوث ونوسا وإيرلينج هالاند. عقب الخسارة توغلت الشكوك في نفوس الجماهير والاتحاد الإيطالي، حول قدرة لوتشيانو سباليتي على قيادة المنتخب.
وخرجت تقارير عديدة حينها تفيد بأن الاتحاد الإيطالي استقر على طرد سباليتي من مهمته كمدير فني، بل أن المدرب نفسه اعترف بأنه سيقال عقب مباراة مولدوفا، بغض النظر عن نتيجتها.
وحقق الآزوري فوزاً سهلاً على مولدوفا بنتيجة 2-0، عندما سجل جياكومو راسبادوري وأندريا كامبياسو ثنائية إيطاليا. وبعد المباراة مباشرةً تمت إقالة سباليتي.
وبدأت إيطاليا عصراً جديداً، حيث توجه الاتحاد للتعاقد مع جينارو جاتوزو ليكون المدرب الجديد للمنتخب، ونجح في بدء مسيرته بأفضل طريقة ممكنة، فحقق انتصاراً عريضاً بنتيجة 5-0 على إستونيا، ثم فوزاً 5-4 في المباراة التالية على الكيان الصهيوني، قبل أن يكرر انتصاره على إستونيا بنتيجة 3-1، ويعاود الكرة أمام الكيان الصهيوني بانتصار كاسح بنتيجة 3-0، ثم فوز آخر على مولدوفا.
لكن في المباراة الأخيرة أمام النرويج، تلقى الآزوري صفعة جديدة بالخسارة على أرضه بنتيجة 4-1، لتستمر لعنة المنتخب الاسكندنافي.
رقم جاتوزو وسقوط مهين
حقق جاتوزو رقماً قياسياً بعد الفوز على إستونيا، خلال أكتوبر/تشرين أول الماضي. فمنذ عام 1949، لم يسجل أي مدرب لإيطاليا ثلاثة أهداف على الأقل، في مبارياته الثلاث الأولى، ناهيك عن ثلاثة انتصارات متتالية.
ونجح جاتوزو في زيادة هذا الرقم، بوصوله إلى أربع مباريات سجل فيها ثلاثة أهداف أو أكثر.
لكن رغم الرقم المميز تلقت إيطاليا – أمام النرويج – أربعة أهداف في مباراة على ملعبها، للمرة الأولى منذ الهزيمة أمام يوغوسلافيا عام 1955.
كما تلقت شباك الآزوري أربعة أهداف على الأقل، وجميعها في الشوط الثاني، للمرة الأولى منذ عام 1955 أيضاً.
وخسر الإيطاليون مباراة على أرضهم بفارق ثلاثة أهداف أو أكثر، للمرة الأولى منذ عام 1983، عندما حدث ذلك أمام السويد.