استقبل المهندس هاني أبو ريدة، رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، في زيارة رسمية لمقر الاتحاد، بمدينة السادس من أكتوبر، وذلك تنفيذًا لتوجيهات رئيس الجمهورية، عبد الفتاح السيسي، بشأن دعم قطاع كرة القدم وتعزيز مكانته كأحد أهم عناصر القوة الناعمة المصرية.
اللقاء الذي استمر لعدة ساعات، حمل العديد من الملفات المهمة، التي تمثل الركائز الأساسية لتطوير الكرة المصرية في المرحلة المقبلة، وعلى رأسها دعم المنتخبات الوطنية بمختلف مراحلها، واستراتيجية اكتشاف المواهب، وتعزيز التعاون المشترك بين الوزارة والاتحاد.
توجيهات رئاسية واضحة لدعم المنتخبات
شهد الاجتماع، مناقشة موسعة حول دعم المنتخبات القومية، خاصة منتخبات الناشئين والشباب، التي تمثل مستقبل الكرة المصرية وقاعدة البناء الحقيقي لمشروعات التطوير طويلة المدى.
وأكد وزير الشباب والرياضة، أن توجيهات رئيس الجمهورية تضع كرة القدم في مقدمة أولويات الدولة، باعتبارها أداة فاعلة في تعزيز الانتماء الوطني، وصناعة جيل قادر على رفع اسم مصر في المحافل الدولية.
وأوضح أشرف صبحي، أن قطاع الرياضة يشهد طفرة غير مسبوقة في سنواته الأخيرة، من حيث البنية التحتية، ومراكز الموهوبين، والمشروع القومي للناشئين، مؤكدًا أن كرة القدم تمثل ركيزة أساسية في بناء الإنسان المصري وتنمية شخصيته ومهاراته.
دعم كامل للأجهزة الفنية للمنتخبين الأول والثاني
وتناول اللقاء، مستقبل المنتخبين الأول والثاني في الاستحقاقات القارية المقبلة، حيث اتفق الجانبان على تقديم كل أوجه الدعم للجهازين الفنيين بقيادة حسام حسن للمنتخب الأول، وحلمي طولان للمنتخب الثاني، بما يشمل تهيئة أفضل الظروف الفنية والإدارية والطبية والنفسية، لضمان جاهزية اللاعبين قبل المنافسات الرسمية.
وجاءت الجلسة بعد أزمة تصريحات حسام حسن المدير الفني لمنتخب مصر، التي رد خلالها على الانتقادات بطريقة مثيرة للجدل، مؤكدًا أن منتخب مصر لا يملك سوى (2 وربع) محترف في أوروبا وهم محمد صلاح وعمر مرموش بجانب مصطفى محمد الذي يسير على سطر، ويترك الآخر.
وشدد وزير الشباب والرياضة، مع هاني أبو ريدة رئيس اتحاد الكرة، على أن الأداء المتميز للمنتخبات لن يتحقق إلا من خلال العمل المؤسسي والتخطيط طويل المدى، وتوفير بيئة احترافية تساعد الأجهزة الفنية على تطبيق أفكارها بصورة كاملة دون معوقات.
استراتيجية شاملة لتطوير الناشئين
وخلال الاجتماع، أعلن المهندس هاني أبو ريدة، الانتهاء من إعداد استراتيجية تطوير قطاعات الناشئين والشباب داخل اتحاد الكرة، وهي الاستراتيجية التي تجسد رؤية رئيس الجمهورية نحو بناء جيل جديد من الموهوبين في مختلف المحافظات.
وأكد هاني أبو ريدة، أن هذه الاستراتيجية تأتي بعد عدة أشهر من العمل والدراسات الفنية، وأنها ستُعرض على وزير الرياضة خلال الأيام القليلة المقبلة، تمهيدًا لإطلاقها رسميًا.
وتهدف الاستراتيجية الجديدة إلى إنشاء قاعدة بيانات وطنية للموهوبين في جميع المحافظات وربط مراكز الشباب والأندية الصغيرة بمراكز المنتخبات الوطنية وتطوير أنظمة الكشف عن المواهب من سن مبكرة.
وتعهد أبو ريدة بتوفير برامج تدريبية تعتمد على أحدث المناهج العالمية وتأهيل كوادر فنية وإدارية لتولي مسؤولية تطوير المواهب وافتتاح دوري موحد للناشئين تحت إشراف الاتحاد بشكل مباشر.
وأشار أبو ريدة إلى أن اتحاد الكرة سيعمل على توفير الرعاية الفنية والطبية والتحليلية لهذه المواهب منذ اللحظة الأولى، مع منح الفرصة للمتفوقين للانضمام إلى المنتخبات العمرية المختلفة، من أجل تكوين قاعدة قوية تدعم المنتخب الأول مستقبلًا.
رؤية موحدة بين الاتحاد والوزارة
شدد رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، على أن التعاون بين الاتحاد ووزارة الشباب والرياضة يمثل حجر الأساس لتحقيق أهداف الكرة المصرية، سواء على مستوى البنية التحتية أو تطوير الأندية أو دعم المنتخبات الوطنية.
وأشار إلى أن الاتحاد يعمل وفق استراتيجية واضحة تتضمن إعادة بناء المنتخبات بطريقة احترافية، وإعادة تنظيم المسابقات المحلية، بما يخدم تطور اللاعبين والجهاز الفني.
من جانبه، رحب وزير الرياضة بهذه الرؤية، مؤكدًا أن الدولة المصرية تقف خلف الاتحاد بشكل كامل، وأن الفترة المقبلة ستشهد التوسع في دعم مشروعات الكرة، خاصة البنية التحتية ومراكز التدريب المتقدمة.
وخرج الاجتماع بمناخ من التفاؤل المشترك بين وزير الرياضة ورئيس اتحاد الكرة، حيث أكد الطرفان أن كرة القدم المصرية تقف على أعتاب مرحلة انتقالية مهمة، تعتمد على التخطيط العلمي، والتنظيم الإداري، والاستفادة من الدعم الكبير الذي توفره الدولة.
واتفق الجانبان على استمرار التنسيق المشترك خلال الفترة المقبلة، مع عقد اجتماعات دورية لمتابعة تنفيذ خطة دعم المنتخبات، ومراجعة مراحل العمل في استراتيجية الناشئين، لضمان تحقيق الأهداف التي وضعها الرئيس والحكومة.
في النهاية، عكس اللقاء، روحًا إيجابية ورغبة صادقة في إعادة الكرة المصرية إلى مكانتها الطبيعية عربيًا وإفريقيًا، اعتمادًا على رؤية واضحة وتعاون مؤسسي بين الدولة والاتحاد.